رواد القبور
سبع ورقات سدر لعلاج كورونا، أو الشيح مع القهوة لمرضى السرطان.
هذه آخر منجزات العالم العربي الطبية
والعلمية.
يعني اننا لا نفكر في جائزة نوبل للكيمياء
ولا في الطب، ولا في الفيزياء، ولا الهندسة
الوراثية.
منذ ألف عام ونحن نستهلك أدوات الحضارة، ولا علاقة لنا بإنتاجها.
لم نخترع الكهرباء، ولا الهاتف، ولا الراديو، ولا لقاح مرض الجدري، ولا الحصبة، ولا حتى المرحاض.
ولولا “غولييلمو ماركوني” لظل الراديو الوحيد الذي نتصور أنه ينقل الأخبار هو هدهد سليمان.
وعلى ضعف سجلنا في حقوق الملكية الفكرية يعود لنا الفضل في ابتكار الكثير من الأغاني.
مثلاً أغنية: ” السحن دحن بوه.. الواد طالع لا بوه”!
كما لا تسقط من ذاكرتنا أغنية: ” وقف
القمرع الباب”.
يعني القمرُ الذي وصل إليه رواد الفضاء في فتح كوني، هبط إلينا من السماء وحتى دق على باب البيت.
لدينا جزيرة من دواوين الشعر، والأعمال الروائية، والنثرية، وكل ما يتعلق بحقل الإبداع الأدبي، فهذا ميداننا.
ولعل زبغنيو بريجنسكي لم يكن مجحفًا
عندما قال: العالم العربي مجرد ظاهرة
صوتية.
وتبعًا لهذه الحقيقة المرة فنحن نستطيع بناء جبال من الشعر، وتسجيل مليون براءة
أغنية.
حتى إننا استبدلنا منطق رينيه ديكارت بمنطقتي: أنا أثرثر إذن أنا موجود.
ومع ذلك لا إبراهيم الكوني حاز على نوبل في الآداب كما تمنينا، ولا فاز أدونيس بالجائزة كما تصوّر بعضنا.
لدينا مشكلة في هذه المنطقة بالتأكيد ليست جينية.
مشكلتنا في مناهجنا التعليمية التي تعمر على الذاكرة وليس العقل، ولهذا كنا دائمً
نقدّس الماضي.
متلا في بلد أوروبي يدرسون تاريخ الحرب العالمية الثانية تحت سؤال: هل كان يمكن تفاديها؟
أما نحن فنَدرُس تاريخ هذه الحرب واقعة واقعة، باليوم، والشهر، والسنة.
هذا هو الفارق بين من يسجّلون الابتكارات، ومن يحفظون المعلقات، وبين المنهج
النقدي، والتلقيني.
هم لديهم غراهام بل، وأديسون، وآينشتاين، ونيوتن، ونحن لدينا حسن شاكوش، ومريام
فارس.
كفّرنا الغارابي، وأشعلنا النار في مؤلفات ابن رشد، وأمد بعدم جواز تصفّح المرأة
الإنترنت بدون محرم.
Share this content: