نرجسية المهزوم
وثقافة التفضيل التي تقتل الابداع الليبي
من المسؤول عن فوبيا المحلي؟!
لم يعد مطرب الحي يطرب أحدا من مواطنيه وانقلبت كل مفاهيم ومظاهر الحياة والعيش والثقافة في البلاد فصار اللقاء الإذاعي والتلفزيوني (بود كاست) وصارت المقابلة
(انترفيو) واضحى الضغط النفسي كمرض عصري شائع واكثر خطورة ( ستريس) وتحول مخلوط القهوة بالحليب الى (كابتشينو) لا يتسلحب وكل المشروبات الساخنة بمختلف
عسمياتها النشاز الى المعدة الا في مقاه تقع في الازقة الضيقة او في الميادين الفسيحة او الشوارع الكبيرة للمدن الليبية لكن بيفط اسماء تتبرأ من الزمان والمكان والثقافة والتاريخ .. فهذه «كافي دي روما» وتلك كافي دي نابولي
” او غيرهما من مسميات ما انزل بها العقل او المنطق من سلطان .
الشركات والمؤسسات المحلية الكبرى لا توظف المهندسين الليبيين الا في اضيق نطاق وفي وظائف متدنية وبعقود محلية لا تسد الرمق ومهما كبرت خبرتهم بينما يحظى الأجنبي بالمناصب الوظيفية الأكبر وبمهايا مرتفعة وتامين طبي وتذاكر وامتيازات وبالعملات الصعبة مهما قلت خبرته ومهما صغر شأنه المهني … انهارت الثقة في الطبيب المحلي وفي المشفى المحلي والكل يهرول نحو الخارج للعلاج حتى من الصداع المعتاد .. الموت المحلي صار يترجم الى الأخطاء التشخيصية والعلاجية الطبية والموت الباهظ الثمن خارج حدود الوطن منعوت بانه ناجم عن الساعة والقضاء والقدر وإرادة الله تعالى حتى اذا كان ناجما عن الأخطاء الطبية الفادحة .. عقدة الأجنبي او (الخواجة)
مركبات نقص خطيرة وحمى متزايدة عصفت بالثقة في كل ما هو محلي لصالح كل ما هو وافد من خارج المحيط وعابر للحدود وعابر للقارات ..
حقيق : عبدالله الوافي
التشكيك في كل ما هو محلي والافتخار بكل ما هو أجنبي وافد
الدكتور عبد القادر ابوغرارة من الخبرات الوطنية الكبيرة في مجال التربية والمناهج وفي مجالات التنمية البشرية قال بان موضوع عقدة الأجنبي وعقدة الأشياء الوافدة والغريبة عن مجتمعنا وعن قيمنا وتقاليدنا من المواضيع المهمة والجديرة بالبحث وأضاف بان هذا ما يطلق عليه بصورة الاخر مشيرا الى وجود إشكالية في العقلية الليبية على وجه الخصوص وهي التي تتمثل في التقليل والتشكيك في كل ما هو محلي والافتخار بكل ما هو خارج الحدود بما فيهما أسماء أبنائنا واحذيتنا وملابسنا ويضيف الدكتور عبدالقادر بان السؤال الأهم والذي بنبغي ان يتصدى علماء الاجتماع وعلماء النفس الى دراسته ومعرفة كنهه هو المتعلق بمعرفة الأسباب لتي أدت الى هذا النوع من الاغتراب الذي يدفعنا للتشكيك في قدراتنا والتقليل من أهمية عناصرنا البشرية ونتاجنا الفكري والحضاري والثقافي والانسلاخ عن واقعنا

صراع البقاء بين الجودة والفيزا وثقافة « العلامة الأجنبية)»
التشكيك في الطبيب المحلي
والمهندس المحلي والمعلم المحلي
مواطنون في المنفى الاختياري رحلة البحث عن تقدير
خارج خريطة الوطن
غي الطب او في الهندسة او في مختلف المجالات الأخرى المتنوعة وقال بانها ظاهرة خطيرة خاصة اذا ما علمنا بان الليبيين في الطب والهندسة ومختلف المجالات من المقبولين وبنسب كبيرة في الخارج الذي يضع معايير دقيقة جدا لقبول الأطباء والأساتذة الجامعيين في مستشفياته وفي جامعاته وهذا معناه ان العناصر البشرية الليبية التي يسخر منها في بلادها تنطوي على معايير كبيرة وقيم متميزة وهي متمكنة علميا وعمليا بدليل قبولها للعمل في المصحات الأجنبية في الدول المتقدمة وبنسب كبيرة للغاية وقبولها في المؤسسات الاكاديمية ما يطرح نساؤلا يتعلق بسبب الطعن فيها والتقليل من شانها والتشكيك في قدراتها في الوطن وفيما يتعلق بالاسماء الأجنبية غير العربية التي تطلق في بلادنا على الأبناء وخاصة البنات والاسماء التي تطلق على المحلات والأسواق فيرى المهندس عصام بانها نوع من الانسلاخ عن الواقع العربي والإسلامي والمحلي ونوع من التماهي مع الغزو الثقافي والاستسلام المقيت لعقدة الأجنبي والقيم الوافدة من وراء البحار والمحيطات .
أجانب يتقاضون اضعاف مرتبات نظرائهم الليبيين في شركة نفطية دون سبب
المهدي اشكندالي احد العاملين في احدى الشركات النفطية في البلاد قال بانه متأثر كثيرا هو وزملاءه الذين يعملون معمه في نفس الشركة بسبب التمييز الذي يلقاه بعض الأجانب الذين يعملون معهم في الشركة دون وجود فوارق في طبيعة العمل او في الإمكانات او في الخبرة او حتى في الخطورة ويضيف بان الأجانب يتقاضون مرتبات كبيرة وبالعملة الصعبة بينما يتقاضى هو وزملاؤه المحليين مرتبات متدنية مقارنة بمرتبات الأجانب وأضاف بانه ما كان ابدا ليغضب بسبب هذه الفوارق اذا كان الأجانب يملكون خبرة اكثر منهم او دراية أوسع من درايتهم او يتعرضون لأخطار اثناء العمل اكثر من الاخطار التي يتعرض لها العاملون المحليون مؤكدا بان العنصر المحلي في بعض المؤسسات وفي بعض الشركات ينافس الأجنبي غي الأداء وقد يتفوق عليه أحيانا لكنه يحرم من الكثير من الامتيازات التي يتمتع بها الأجنبي بسبب كونه اجنبيا لا اكثر ولا اقل .
تطور القطاع الصحي الخاص
ذهب ادراج ضعف الثقة
أنور وادي قال بان تطور القطاع الصحي الخاص غي ليبيا صار حقيقة ماثلة من خلال انتشار العيادات الصحية في كل البلاد وتقديمها لخدمات متميزة على مستوى التشخيص وعلى مستوى العلميات الجراحية الصغرى والكبرى وعلى مستويات الإيواء والمتابعة رغم غلو أجور العلاج الا ان انعدام الثقة في الطبيب المحلي وفي الاطقم الطبية المساعدة وفي العناية الطبية المحلية وفي الجراح المحلي مازال يتسبب في سفر نسبة كبيرة من المرضى الليبيين الى الخارج للتداوي والعلاج حتمى في الامراض البسيطة مؤكدا بان هذا السيل من التدفق على العيادات الأجنبية في مصر وفي تونس للعلاج يتسبب في مشكلات اقتصادية واجتماعية ومالية ونفسية كثيرة ويضاعف من ازمة الثقة في الطبيب المحلي وأزمة الثقة في العيادة المحلية وفي العناصر البشرية الطبية في البلاد ..

الثمن الباهض للبرستيج المستورد
الليبيون يفتخرون بانتشار ونجاح الطبيب الليبي في أوروبا وامريكا ولكن!!
يضيف آنور وادي بان الليبيين يفتخرون بانتشار ونجاح الأطباء الليبيين في كل دول أوروبا المتقدمة وحتى في أمريكا والذين يشار اليهم بالبنان مؤكدا بان اعدادهم بالآلاف وهم محل ثقة كبيرة في أوروبا وامريكا وهناك من الليبيين من تفوق هناك حتى
على الأجانب ومنهم من دخل اسمه في عديد المرات قوائم افضل عشرة جراحين في أمريكا على سبيل المثال ومن بينهم الدكتور الليبي الشهير المهدي الخماس الا ان هذه الحقائق الدامغة لم تؤثر كثيرا عي الحد من زعزعة الثقة في الطب المحلي بسبب عقدة الطبيب الأجنبي وبسبب عقدة العيادة الأجنبية والتشخيص الأجنبي والجراحة الأجنبية .
فرار العناصر الأجنبية (المبجلة)
من ميادين الشغل في ليبيا اثناء الازمات
ناجية محمد قالت بان عقدة الأجنبي او ما يعرف في بعض الدول العربية بعقدة الخواجة والتي أدت الى إحلال العناصر الأجنبية محل العناصر العربية الليبية في الكثير من المواقع التشغيلية التي لا تتطلب قدرا من الدراية او الخبرة التي قد يتميز بهما الأجنبي عمن العنصر المحلمي أدت في الكثير من الأحيان الى التسبب في مشكلات كبيرة من بينها تدني العطاء التشغيلي المحلي بسبب الشعور بالظلم والشعور بالتمييز لدى العنصر المحلي على سبيل لمثال كما ان العناصر الأجنبية يتحم إجلاؤهما من مواقع العمل فور وقوع أزمات او حروب او حتى مشاكل في الامن او الاستقرار وهذا ما حدث عقب فبراير وادى الى خلل كبير وتوقف شبه تام في الإنتاج في كل المؤسسات الإنتاجية والخدمية بعد خلوها من العناصر الأجنبية التي كانت المؤسسات تعتمد عليها اعتمادا كليا ما نجم عنه انزال الضرر الجسيم بالاقتصاد وما اظهر أهمية احترام العنصر المحلي الذي يبدي استعدادا مضاعفا للعمل تحت الكثير من الازمات المختلفة .
لا يروق لليبيين الا الموت المكلف خارج الوطن ليصير (موت وخراب بيوت)
إبراهيم حسين قال بانه لم يطلع على احصائيات تتعلق بعدد الموتى الليبيين الذين يموتون سنويا في لخارج اثناء العلاج الا انه يظن بان الرقم مفزعا حتى من خلال معايشة افراد الاسر والقبائل والمناطق والأصدقاء والزملاء الذين تعود بهم سيارات الإسعاف جثثا هامدة بعد تلقي العلاج في الخارج في امراض خطيرة ولايمكن معالجتها حتى في الدول الاوربية المتقدمة مثل امراض الأورام في مراحله الأخيرة وذلك بعد انفاق أموال طائلة على العلاج حيث يضطر اهل المريض غالبا الى تبديد كل المدخرات المالية على العلاج وفي احايين كثيرة يضطرون أيضا الى بيع بعض العقارات بما فيها الاطيان الخاصة وحتى عقار السكن الوحيد للإيفاء بالالتزامات المالية المترتبة على علاج ذويهم رغم عدم نجاعة العلاج ورغم موت
المريض.
وأضاف بان المسالة تعرف بانها موت وخراب بيوت بمعنى ان يموت الميت ويفقد أولاده مدخراتهم المالية وحتى بعض اطيانهم وربما يضطرون لبيع البيت الذي يستظلون به دون جدوى.
مشيرا الى ان هذا ما يحدث للنسب الكبيرة من متعاطي العملاج في الخارج خاصة علاج كبار السن وعلاج مرضى الأورام الخطيرة.

الطبيب المحلي.. خطأ تشخيصي والطبيب الأجنبي.. قضاء وقدر؟
بسبب عقدة الأجنبي وضعف الثقة في
المحلي فقد المواطن المصاب بطلق ناري في قدمه حياته
وأضاف بانه كان شاهدا على حالة من عشرات الحالات التي أصيبت بطلق ناري في القدم وعند نقل المصاب الى المستشفى المحلي تحم تشخيص الحالة على انها حالة خطيرة وتحتاج على الفور لبتر فوري غي أصابع القدم المصابة من اجل انقاذ محقق لحياة المصاب الا ان انعدام الثقة في الطبيب المحلي وفي التشخيص المحلي دفع اهل المصاب الى نقله الى مصر وهناك اكد الطبيب على صحة التشخيص الليبي لكنه قرر بتر جزء اكبر بسبب التأخر في البتر بحكم مدة السفر الى مصر ومن جديد رفض اهل المصاب الرضوخ الى التشخيص الجديد وقرروا نقل المصاب الى العاصمة المصرية حيث العيادات الطبيعة الاحدث والأكبر ما أدى الى تأخر زمني إضافي في انقاذ المصاب وفي النهاية لم يفقد المصاب أصابعه فقط بل فقد حياته كلها وفوقها عشرات آلاف الدنائير بسبب عدم الثقة في القرار التشخيصي المحلي الأول الذي كان بالمقدور معه انقاذ حياة المصاب مجانا.
أخيرا نظل في حاجة ملحة الى إعادة الثقة في عناصرنا المحلية من مهندسين وأطباء وخبراء وإعادة الثقة في امكانياتنا البشرية والفنية فالطبيب الليبي متفوق في العالم المتقدم والاسماء الليبية تدخل سنويا قوائم الأفضل في الجراحة وفي التشخيص والأساتذة الجامعيون الليبيون يتم قبولهم في التدريس غي جامعات متقدمة في الدول العربية وفي الدول الأجنبية الكثيرة والخبراء في مختلف التخصصات يعملون بكفاءة في كبريات الشركات في العاله ويحققون تفوقا يشار لحه بالبنان والمهندس الليبي لا يقل كفاءة وقدرة ودراية وخبرة عن غيره اذا منحناه الثقة ووفرنا له ولغيره الحياة الكريمة والاحترام ليبدع ويتفوق ويحقق الطموحات التي نحلم بتحقيقها بعيدا عن عقد الأجنبي والخواجة والشعور بالنقص والدونية.
Share this content:
إرسال التعليق