×

لن أنجرلما دون المستوى وما أشعر به أترجمه وكفى

لن أنجرلما دون المستوى وما أشعر به أترجمه وكفى

المايسترو الليبية

حنان الرويعي

امرأة نذرت حنجرتها وأصابعها للكلمة والنغمة، لا للأضواء العابرة.

هي ليست فقط أول امرأة تلحن في ليبيا، بل أول من تجاوز كل القيود المجتمعية والفنية لتصنع بنفسها اسفا لا يمز مروزا عابزا في سجل الإبداع الليبي والعربي.

في هذا الحوار مع المبدعة حنان الرويعي نذهب إلى بداية الطريق، إلى مكابداتها، إلى حواراتها مع النص، وإلى نداء الموسيقى حين تأتي كوحي لا يُستجدى، ثم نعزج على مالم يُقل: عن الغناء والتراجع عنه، عن أحلام الطفولة التي قد تصير دعوة من “أحلام”، وعن تكريم جاء من هيئة علمية حين صمتت كل المنابر الفنية.. إلى تفاصيل امرأة صنعت من الإقصاء محركا، ومن الصمت نوتة تعزف.

أعتزل المسارح الصاخبة

واحترف الأغنية الفردية الخالصة

حاورها: عفاف الفرجاني

كونك السيدة الوحيدة في ليبيا التي تمتهن التلحين ونعتبركِ قامة فنية رائعة في مجالك سواء كتابة أو تلحيناً، هل تتفضلون بنبذة عن بداية مشواركم الفني وأوائل فن تعاملتم معهم من المغنين.

أولاً : منذ سنوات عديدة وأنا من تتصدر مهنة التلحين كسيدة على مستوى ليبيا وعربياً وأعتبر الأكثر انتاجاً للأعمال الغنائية .. وهذا لا يلغي وجود بعض الملحنات اللواتي يظهرن بين الفينة والأخرى ولمدة قصيرة وبعدد محدود من الأعمال ليعدن للاختفاء مجدداً

ثانياً : مشواري الفني كان ولازال مليئاً بالعثرات والعقبات سواء من المجتمع الذي لا يروقه ظهور المرأة بالإعلام أو من الوسط الفني فمن يقتحم هذا المجال لابد أن يكون محارباً قوياً وصبوراً

عموما بداية دخولي المجال الفني كانت بعد حوارات كثيرة ومشادات مع الأهل لتقبل ما سأكون عليه لاحقا، ثم درست بمعهد جمال الدين الميلادي للموسيقى والمسرح ومن بعد التحقت بفرقة الإذاعة والتلفزيون ومن بعد انضممت لفرقة الخيمة مع الموسيقار الراحل محمد حسن .. بالعام 2005 تركت التبعية وبت أشتغل لوحدي بعدما صقلت مواهبي وتمكنت منها وبت قادرة عن صناعة ما أريد لوحدي .

وقد تعاملت مع فنانين كثر على مستوى الكلمة واللحن وأذكر من أوائل الأسماء التي تعاملت معه كانت مع : الفنانة عافية حسين.. والفنانة عبير قاسم.. والفنانة نجوى محمد .. والفنان إبراهيم عبد العظيم.. والفنان عبدالله المدير .. وغيرهم الكثير والكثير

للتلحين مقاماته ، أراها في حضورك اللحني حتى أننا نتلمسه في غالبية الأعمال التي غنت ألحانك.. هل هناك خاصية ما رسخت فيك هذه الأصالة الفنية؟

تربت الأذن الليبية وتشبعت بمقام البياتي الذي نراه حاضرا جدا في جميع أغاني النجع ومنذ سلسلته الأولى وفي أعمال كثيرة هي الآن تعد أرشيف الفن اللليبي ومع ذلك هذا ليس مقياس ولا هي قاعدة بوجود بعض المختلفين الذين صنعوا لأنفسهم خطاً مغايراً لما اعتادت الأذن الليبية على سماعه ..وهذا بالعموم.. ولكن بالخصوص وإن كنت قد تربيت على مورثنا الفني اإلا أني لا أنصاغ لنغم بقدر انحيازي للكلمة فأنا تأسرني الكلمة وهي من تخلق الروح لموسيقاي فيكون المقام .. فأنا عندما أصنع عملاً أحاول أن أصور الكلمات كموسيقى ولا أهتم أبداً بأي مقام أو على أي مقام .. ما أشعر به أترجمه وكفى.

مسيرة أعمالك في التلحين وخاصة للجيل الجديد من الفنانين نالت الكثير من إعجاب الكثير من الجماهير .. هل يرجع ذلك لأسباب منها دمجك للأصالة مع الحداثة ، أم اعتمادك على مايعرف باللغة الترند . أم هي مقومات أخرى؟

التوفيق من الله أولاً وثانياً العزف على وتر العوام هو

دراما غير مكتوبة

لماذا تظل الساحة الفنية

مساحة للمنغصات المستمرة

ما أجيده فأنا أحب صناعة عمل متكامل وأهتم جداً لأن يكون النص عبارة عن قصة هي واقع الجميع

وأما الحداثة والعصرنة لابد أن نجاريها ولكن بما يتماشى مع خلق الكلمة .. أنا لن أنجر لما دون المستوى والذي بات سائدا الآن وبات هو لغة العصر

لازلت وسأظل أحاول الحفاظ على رقي الكلمة واللحن وهذه بصمتي التي ساتركها لمن يحاول أن يقتدي بي مستقبلاً

هل التلحين بالنسبة لحنان وحي أم عمل مهني تختارينه متى ما شئتِ …؟

التلحين هو هبة ومكرمة من الله تحضر متى كنت مهيأة نفسياً لذلك وقد تأتي فجأة

متى تكوني مهيأة لتلحين مقطع موسيقي؟ وبرأيك كقامة فنية لها أعمال ذات شعبية كبيرة وحضور مميز ماهي مقومات التلحين الناجح؟ مقومات النجاح كلمة معبرة ولحن أصدق تعبيراً

وصوت جيد

الحانك باداء الج وبواتمما لكنمات غناء وتناسقا مع الحن يقمص

من المجحف أن أميز صوتا عن صوت فلكل صوت خصوصية معينة ولكل صوت قدرات خاصة قد تلائم مقام دون آخر.. لذلك كل من تغنى لي قد أجاد بما قدم والجميع أحترمهم وأثني عليهم

مشاريع ملحمية حبيسة الأدراج بانتظار الشريك المنتج

هناك طقوس وجدانية تسبق العمل كيف تتعامل حنان مع النص الغنائي قبل اللحن؟

قد أشبه الكثيرين إن قلت بأني أختار النص الجيد والذي يلامس وجداني ولكني أختلف عنهم حين أقول بأنه لا يروقني النص كثيرا إلا عندما أستمع له إلقاءا من. صاحب الكلمة فأنا أعتبر أن ثلث اللحن قد يقذف به الشاعر في عقلك عندما يسمعك الشعر

 

ظاهرة الأغنية الشبابية السريعة اليوم بانت موضع جدال بين النقد الايجابي والسلبي ،فالكل لديه وجهة نظر، فما رأيك بذلك؟

لون الأغنية هو المزعج فعندما دخل الراب على موسيقانا غير مفهوم الكلمة واختفى اللحن .. وقد حدث ومازال يحدث أن هناك أعمال في هذا النوع من الموسيقى كلماتها ليست لائقة بتاتا لما تحتويه من بتذال ( فهم يقولون بأنها لغة الشارع) وحاشا لله أن تكون هذه لغة الشارع الليبي . وأضيف أيضاً بأن الأغنية لطرابلسية قد اختفت تماماً وبات اللون الشعبي هو الدارج والأكثر انتشارا ورواجا وللأسف حتى هذا اللون من الموسيقى طاله الابتذال

ما هو جديدك ، وماذا عن مشاريعك القادمة في مضمار اللحن والكلمة؟

جديدي أعمال مع فنانين كثر من داخل ليبيا وخارجها ولكني أتحفظ على ذكر الأسماء أما عن المشاريع فيظل البسيط منها هو صناعة أغنية وهو أمر يسير كنت ولازلت أصنعه ولوحدي.. أما المشاريع الكبيرة كملاحم وقصص هي داخل درج مكتبي عدم توفر الجهة المنتجة

هل هناك جمعية أو نقابة فعالة تحمي المؤلفين والملحنين؟ولو وجدت ماهي أداوتها للرفع من طموح وأحلام المبدع؟ وما هي الخطوات التي تتخذها من أجل رسم الخطط المستقبلية للفنان الملحن تحديدا؟

توجد ولكن هل تحمي… لا أعتقد ..

ماهي أهم البصمات التي جادت بها لحن قريحتك ولمن أعطيت من المطربين ونجحت في نقل لحنها لوجدان الناس؟

كل أعمالي أفتخر بها فلكل مرحلة كانت هناك طريقة وأسلوب يختلف ويتغير بتقدم العمر وبالاحتكاك والممارسة

مؤخرا دعتك الفنانة أحلام للغناء معها عبر منصة  لك تحدثتي فيه عن معاناتك مع التنمر، ما وقع هذا الخبر عليك وماالجديد في هذا الموضوع؟

 عندما قراءت الخبر انتابني شعور لا يوصف وكأني في حلم، فكرة أني سأغني مع أحلام كانت حلماً قديماً منذا أكثر من 27 عاماً.. وأنا أشكرها كثيرا على هذه الفرصة الجميلة وأقدر روحها الإنسانية وأحترم جداً هذه اللفتة الرائعة منها.. أما ما   الجديد في هذا الموضوع  فأنا لا أملك أي صلاحية في نشر أي خبر يتعلق بهذا الأمر

في منشور سابق على صفحتك على الفيسبوك أعلنت بأنك توقفت  عن الغناء! ومع ذلك علمت بأنك ستنشرين عملا بالفترة القادمة. بصوتك. هل نعتبر ذلك بأنك تراجعتي عما نشرتي؟

 شكرا لأنك أثرت هذه النقطة فهي مهمة جدا فالكثير لم يفهموا عليّ

أنا عندما أغني أعمالي فلي أسبابي ولعل أهمها. هو أن العمل الذي تغنيت به يروقني ولا أريد أن أعطيه لأحد.. فعندما أقول إني لا أغني فأنا أقصد الحفلات .  والمهرجانات والبرامج وكل ما يحضره الجمهور أما الأغاني الفردية الخاصة وبعض الأعمال الأخرة والتي لها خصوصية معينة فلا بأس.

 

برعاية الهيئة الليبية للبحث العلمي، قامت إدارة الثقافة العلمية والابتكار فمثلة في قسم الملكية الفكرية، بإحياء اليوم العالمي للملكية الفكرية طرابلس.. كان شعازه بالعام

2023 : (المرأة والملكية الفكرية «تسريع

الإبداع والابتكار»)

والذي تم فيه تكريمي من ضمن أبرز

16 سيدة ليبية مخترعة ومبدعة.

شكرا لهذه اللفتة الطيبة والتي

تزامنت مع تجاهل كل المحافل الفنية والإعلامية والنسائية الليبية لاسم

حنان محمد الرويعي كإعلامية

وشاعرة غنائية وملحنة ليبية

شطة منفردة وذات إنتاج

مسموع ومرئي ليس بخفي عن الجميع.

Share this content:

إرسال التعليق