وراء كل امرأة ناجحة، امرأة مكافحة، الدكتورة فايدة الورفلي لم تقل ذلك بالضبط ،ولكن هذا ما يمكن أن يختصر لها أكثر مما قالته.
من الكفاح إلى النجاح مسيرة فيها الكثير من الصعب ،والكثير من الدمع ،وفيها الكثير من نشوة التفوق .
بدأت رحلتها التي لم تتوقف من بنغازي ولم تنته فى كوالا لمبور.
حصلت على الدكتوراه في تخصص مهم وهو المناهج وطرق التدريس.
في حوارنا معها نحاول تسليط بعض الضوء على بعض المشوار
د. فايدة الورفلي :
قاعــدة «طــوّر أو غيّـر»
أكبــر مشكلــة فــي مؤسساتنـا
التقتها : هند علي الهوني
لم تكن طفولتي سهلة بسبب انفصال والديّ
انفصل أبي عن أمي فترة الثمانينات ولم تكن حالة الطلاق في ظل مجتمع محافظ على العادات والتقاليد سهلة ، كنت بالصف الرابع الابتدائي فجأة انتقلنا إلى بيت الجدة لأسرة مكونة من أم وأربع بنات وأخ وقد تكفل أهل والدتي بالتربية ومواصلتنا التعليم . كان طبعي هادئاً ، وليس لديّ مشاكل في الطفولة والمراهقة كنت منغمسة في الدراسة ولديّ اهتماماتي ، القراءة وكتابة الشعر كما شاركت إعلامياً في قراءة بعض النصوص وما ساعد على ذلك توفر المجلات المتنوعة والقصص فترة الثمانينات وأيضاً دور المكتبة المدرسية .. (سيدتان ما بين القوة والحنان (أمي – جدتي) كان لهما الفضل بعد الله في الوصول إلى ما أنا عليه )..
سعت والدتي أن نكون على درجات عالية من العلم رغم أنها لا تقرأ ولا تكتب ، لكنها اعتبرت الشهادة أساس كل شيء ومن ثم باقي أمور الحياة حتى عندما أشتكي الصعوبات ترد قائلة « المتعلم مافيش حاجة تصعب عليه » من منظور أن العلم يؤمن حياة كريمة داخل المجتمع . في المقابل كانت جدتي صعبة ، شديدة التعامل ولكن عندما تحصلت على الإيفاد العلمي إلى ماليزيا للحصول على درجة الدكتوراه لم تعترض وقامت بتشجيعي .
أول مكان اتجهت إليه بعد عودتي من
ماليزيا متحصلة على الدكتوراه كان قبر أمي
تأثير انفصال الوالدين رافقني في كل مراحل دراستي والأكثر عندما سافرت للخارج «أحسست بمدى غربتي » من اهتمام آباء من معي والاتصال بهم . ولكن وفاة أمي شكل كسرة كبيرة في حياتي ، لم يغب عني ما أوصتني به وهي طريحة الفراش بأن أزورها في القبر وأخبرها بكل مرحلة وصلت إليها . لقد كانت إحدى أمنياتها أن يكون أحد منا دكتوراً وسعيت في ذلك إلى أن تحصلت في عام 2008 على الدكتوراه تحقيقاً لرغبتها .
الدراسة والحياة العملية
عند انتسابي لكلية الآداب أول اختياراتي كان علم النفس
التحاقي بقسم علم النفس جاء رغبة مني في معرفة نفسي ، رغم أني لم أتخصص في التحليل بل في المناهج وطرق التدريس « من الطفولة إلى المرحلة الابتدائية » أمضيت أربع سنوات دراسة بماليزيا لوحدي لأنه مجتمع آمن وقد تعمدت دراسة ثقافة المجتمع فلم أجعل رحلة سفر امتدت 12 ساعة طيران للدراسة فقط بل استهوتني ثقافة المجتمع لأنه حال عودتي سوف أنقل خبرات تعليمية وثقافية.
أول أهدافي عند عودتي تطبيق ما تعلمته في ماليزيا
عندما بدأت الدراسة في ماليزيا بكلية التربية، الجامعة الوطنية الماليزية وهي من أهم الجامعات ، تخصصت في المناهج وطرق التدريس وهي خطوة اختارها الله فعندما رجعت وجدته التخصص الأول المطلوب في كلية التربية، هذا المجال أعتبره شغفا بالنسبة لي لأنه يعمل على نمو الإنسان واحتياجات كل مرحلة. وعند عودتي ترأست قسم علم العلوم التربوية والنفسية بكلية التربية بجامعة بنغازي وكنت من ضمن أعضاء اللجنة التي أنشأت القسم ، أقمنا عدة برامج تعليمية ولازالت مستمرة، مثال على ذلك «سيمينار 1، 2 » لبحوث التخرج ومن ثم المناقشة وغيرها.
لديّ قناعة اُن العلم ليس له عمر
ولكن الظروف المحيطة بالدولة جعلت تحقيق بعض البرامج أمراً صعبا فمثلاً في ماليزيا المراجع كخدمات نوعية ومهمة متاحة وسهل الحصول عليها ، وفي حال طلبك لمرجع في دولة أخرى توفره لك مكتبة الجامعة وتقدم لك نسخة ناهيك عن توقيت الجامعة من الصباح للحادية عشرة ليلاَ والمواصلات متوفرة ..باختصار البيئة جاذبة للتعلم وهذا ما شاهدته في دراستي بماليزيا ….طلبة في مختلف الأعمار حتى بعمر السبعين والثمانين من العُمر . لقد ذكرت ذلك في سياسات القبول بالجامعة أن لا يكون مرتبطاً بعمر بما أن التعليم مجاني يكون مفتوحاً لجميع الأعمار .
(من المشكلات الموجودة في أنظمتنا الإدارية بالمؤسسات الليبية أن العمل يرتبط بأشخاص معينين وهذا يساهم في تأخر تقدم عمل مؤسساتنا)
من خلال سيرتك العلمية .. نطلب منك توضيح ما تحتاجه ليبيا في الجانب التعليمي .
رجعت إلى ليبيا في 2012 وتوليت رئاسةقسم العلوم التربوية والنفسية بكلية التربية بجامعة بنغازي ومن ثم رئيسة مكتب الدراسات العليا ، تحصلت على انتداب لإدارة الدعم النفسي في وزارة التعليم وأعددت مع زملاء أول سجل « إشراق نفسي » للمرشد النفسي للمدارس ووجدت أن أكبر مشكلة في مؤسساتنا هي التنظيم الإداري ، أنقل لكم قاعدة مهمة في بناء المناهج تقول « طور أو غير ولكن لا تُلغي وإن قمت بالحذف طبق الإضافة لأن الإلغاء مكلف ويرجعك لنقطة الصفر » خصوصاً بمجال عملي تبعية ذلك تأتي على الطالب مثلما حصل في سجل « الإشراق النفسي » أصبحت القضية هل يطبق أم لا ؟ في حين عندما يكون للمرشد النفسي في المؤسسات التعليمية دليل يعمل من خلاله بغض النظر عن تشخيص بعض المواقف . أيضاً ضبط بعض اللوائح التنظيمية والإدارية إذا نُفذت من إدارة حاسمة . وإن أردنا دولة حقيقية لابد من تفعيل القانون .
الشدة خلقت نضجاً مبكراً
كون أن الوالدة منفصلة فكانت هناك تبعات لهذا الوضع الاجتماعي ، اضطررت إلى تحمله وأثرت على نفسيتي ، المجتمع لم يكن منصفا لامرأة مطلقة في سن صغير وأيضاً أهل الوالدة زاد عليهم الضغط مع مسؤولية « 4 بنات وولد » هذه النظرة المجتمعية انعكست على واقع الحياة وأصبح هناك رقابة ، هذه الشدة كانت تشكل ضيقاً عند الصغر، أدركنا فائدتها في الكبر . في الجانب الاجتماعي كانت لديّ درجة انطواء عالية ولكن صديقاتي الرائعات في المرحلة الجامعية ساعدني على الاندماج . وفي المجمل أنا بعيدة عن الجلسات الاجتماعية وأفضل عوضاً المشاركة في نشاط يلحقه نتائج فعاله ومفيدة ، لذلك الجانب الاجتماعي ضعيف بالنظر إلى تقدمي في الجانب العلمي .
هويتنا الإسلامية يجب أن تطبق سلوكاً
سافرت لدولة يطبق فيها الإسلام كسلوك فقد ساهمت في تغيير نمط شخصيتي 180 % للأفضل ، لقد أسدت فترة دراستي الدكتوراه في ماليزيا لمدة 4 سنوات لي فرصة التعرف على ثقافة المجتمع الذي ساعد على تنمية المهارات والقدرات لديّ ، كما أن الجامعة نفسها تدعم الطلبة بالحضور والمشاركة في الأنشطة التعليمية ( مؤتمرات – ندوات ) داخل وخارج ماليزيا ، فمن ضمن قناعاتي المستمدة من تجربتي الدراسية في ماليزيا لا نصف طالبا بالفشل فهي إهانة للمعلم نفسه الذي يدرسه ولكن هناك طالب قادر وطالب غير قادر ، من المهم تحسين مصطلحاتنا .
وصفني الدكتور المشرف في ماليزيا بالمرأة
القوية رغم أن بداخلي طفلة
ما الذي أضفته أو نقلته إلى ماليزيا كشخصية ليبية؟
في إطار تعاوني مع مشرف الرسالة لديهم ميزة وهي أن يستدعيك للتقييم خلال فترة الدراسة الأربع سنوات، في يوم المناقشة ما قاله أثلج صدري حينما وصفني بالمرأة القوية، وذكر بأني لم أتعبه خلال الدراسة وكذلك المفاجأة عندما شارك بجزء من رسالتي في مجلة كندية وأخبرني بأن رسالتي أصبحت دليلاً لأي طالب لديه يشتغل على موضوع المناهج وطرائق التدريس، هذا التقدير أرجعه لأعضاء هيئة التدريس بمرحلة الليسانس والماجستير بجامعة بنغازي فهم خبراء يهدى وهذا ما أقر به الدكتور المشرف بماليزيا حينما أنجزنا جزئية المنهجية دون عناء .
الحياة الشخصية
قاطعتها متسائلة … هل نستطيع التطرق إلى الأنثى فايدة ورغبتها في الزواج ؟
وضعنا في بيت الجد ومرض أمي ، مع عدم وجود مسكن مستقل ، كانت أولويات بالنسبة لي عن الارتباط والزواج ، وقد لا أجد من يتحمل معي المسؤولية مع ترسيخ ثقافة من الأم والجدة تقول «كرامتك وعزة نفسك في المرتبة الأولى »
في الوقت الذي جاءتني فيه العروض كانت أمي مريضة فلم أوافق ولن أندم ، ومن ثم جدتي بالإضافة لاجتهادي مع أسرتي إلى امتلاك منزل . في العموم كلما تصل المرأة لمستوى تعليمي عال تقل الفرص وفق نمط تفكير الرجل الليبي ، وقد تعلمت درساً من أمي وجدتي أن الزواج جزء من الحياة وليس الحياة كلها ، فإذا لم يكن الرجل الذي أرتبط به يشاركني الحياة ولا يردني لنقطة الصفر فليس له داع .
عمل الاستشارات أضاف لي الكثير حتى من خلال
تقديم المحاضرات للطلبة أتحدث من تجارب حية
ما هي المهام التي وكلت إليك ولازالت راسخة في الذهن ولديك ما تقولينه عن تلك المرحلة؟
في الوضع الحالي كان يجب التكيف مع الظروف والمتغيرات حتى يسير المركب لأننا في فترة تغيير وكل شيء يؤثر ولكن من أفضل المراحل بالنسبة لي منذ عامين حينما بدأت العمل في الاستشارات وكنت أكثر احتكاكاً بالناس ، حيث كان لديّ طموح والظروف حالت دون تحقيقه وهو إنشاء مركز خاص للأمومة والطفولة لأن للأم مشكلاتها والطفل أيضاَ ولان هناك صعوبة للأسر أن تتجه إلى مراكز الطب النفسي من أجل المشورة والعلاج بسبب « الوصم الاجتماعي » فوجدت في ماليزيا مراكز للأمومة والطفولة فيها كل التخصصات تأتيها الأسرة بشكل آمن . وما اعترض تحقيقه ثقافة المجتمع الليبي في السفر خارجاً والعلاج أكثر من الدفع بالداخل .
الطفل ابن بيئته ونحن نعمل على
هذه البيئة من أجل تعديل السلوك
من وجهة نظري المجال التربوي والنفسي يحتاج لتفعيل مكاتب الاستشارات فمن خلاصة عملي لمدة سنتين وجدت حالات كثر من أطفال « أبناء الشاشات، الحرمان البيئي ، فرط الحركة ، تشتت الانتباه ، إلى قضايا تشخيص التوحد وعدم التوحد» ..مع كثرة المراكز الخاصة غير المؤهلة مع احترامي لبعض الشخصيات الجادة وجدتها مشكلة كبيرة بالذات الفئات الخاصة تحتاج اهتماماً على مستوى الدولة .
دبلوم أخصائي التخاطب كان شغفي وتحصلت عليه منذ عامين
الأمر الآخر عندما سافرت كنت أود التخصص في مجال التخاطب واضطراب النطق والكلام والتأخر في اللغة ولكن شاء القدر أن أتجه إلى تخصص المناهج وطرائق التدريس، في حين لم أُهمل الهدف الذي
حققته منذ سنتين عندما تحصلت على دبلوم أخصائي تخاطب بالإضافة لشهاداتي السابقة .
ماذا عن مساهماتك العلمية؟وما الذي حققت فيه بصمة ؟
لديّ عدة وقفات بحياتي فخورة بها ، عندما كنت مديرة قسم الدعم النفسي وعملنا ضمن فريق لاستخراج دليل المرشد النفسي وكنت أتمنى الأخذ به دون عراقيل لأنه يساعد كثيراً في المؤسسات التعليمية ، اشتغلنا على دليل منظم يساعد المرشد على كيفية تصنيف الحالات ويعمل على بذرة لبداية تأهيل مفتشين تم تنقيحه في الشق الأكاديمي والاستمارات . .كما كنت ضمن اللجنة العلمية لمؤتمر «علم النفس الإيجابي » والفريق المُشكل بإدارة الدعم النفسي والاجتماعي بوزارة التربية والتعليم الأستاذة نادية البكوش ، كما ضمت اللجنة العلمية أعضاء هيئة تدريس من بنغازي وطرابلس وإجدابيا حيث كان العمل مُجدياً ومُنحت على إثره جائزة « الشخصية المؤثرة في الدعم النفسي » من القائمين على المؤتمر إدارة الدعم النفسي والاجتماعي بوزارة التربية والتعليم وكان مفاجأة بالنسبة لي أسعدتني كثيراً.
مشاركتي في مؤتمر الصين بدعم من كلية التربية بالجامعة الوطنية الماليزية أحدث نقلة في شخصيتي وفي قدراتي المعرفية من ناحية تبادل الخبرات والتحفيز .
عملت في دبلوم تعديل السلوك ، وقمت بتخريج الدفعة الأولى من أخصائي التخاطب .
اشتغلت في لجان وزارية خاصة بتقييم المناهج من الصف الأول إلى السادس في مرحلة التعليم الإبتدائي وفق مهارات القرن الواحد والعشرين من بينها التعلم الرقمي ومهارات التفكير الإبداعي ، وقد عُرضت النتائج بطرابلس، وهي أن مناهجنا لا تتوافق مع مهارات القرن 21 ونحتاج إلى التعديل والتطوير . كما نأمل الأخذ بالنتائج .
لم أندم على تخصصي « التربية وعلم النفس »
عملك في الإرشاد الأسري وفق الاستشارات الخاصة لحالات الأطفال بناة المجتمع . هل انعكس عليك بشكل إنساني مؤثر ؟ وكيف كانت عواطفك اتجاههم؟
في الأداء المهني قد لا تتحكم بي العاطفة بقدر ما أسعى للعطاء العلمي بقدر لا يقل عن 20 % لأن النسبة الأكبر على الأهل 70 % فالقضية ترتكز على الوعي المجتمعي فمثلاً أبناء الشاشات يفترض من عمر السنتين لا يمسك الطفل الهاتف المحمول أما التأخر اللغوي يفترض في عمر السنة ينطق جملة كاملة وفي عمر الثلاث سنوات يسرد موقفاً ويحكي قصة وإن لم يحدث فهو تأخر لغوي بسبب استخدام الهاتف وتكون أعراضه عدم التواصل مع الآخرين«البصري ، السمعي ، الذهني »وقد نجد من يصفه في الإطار المجتمعي بالتوحد في حين أن هناك سمات متعارف عليها وتشخيصا لاضطراب التوحد .الموضوع ليس بالأمر الهين عندما نتحدث عن نمو لغوي لطفل عمره 5-6 سنوات لا يستطيع سرد موقف ، بالنسبة لي يرجع لعمر السنة في التأخر اللغوي . إحدى الحالات كان طفل بعمر 6 سنوات لا يستطيع التعبير والسبب التلفزيون وهذا ما أقصده بالوعي المجتمعي أن الوالدين يظنان أن العلاج في جلسة أو اثنتين ولكن ما بني في سنوات لا يستقيم في جلسة واحدة ، حيث أقوم في جلسة التأهيل بتصوير نشاط عن طريق الفيديو ونرسله للأهل من أجل تطبيقه في البيت ، مع التشديد على عدم استخدام الطفل للهاتف المحمول وفي حال عدم التزام الأهل بالتعليمات يحدث تراجع للحالة .
فلن أستكمل الجلسات وأرفض تسلمه مجدداَ لان هذه سمعة مهنية وولي الأمر لم يساعدنا .
لنتحدث عن اختيارك ضمن هيئة تحرير مجلة البحوث العلمية في الجامعة الماليزية الوطنية وهي مجلة دولية . ما هي تطلعاتك نحوها ؟
في منتصف عام 2024 تواصلت معي إدارة الجامعة ( التي تخرجت منها متحصلة على الدكتوراه ) وطلبت مني السيرة المهنية من ثم وصلتني رسالة تكليف عضوة هيئة تحرير بمجلة القلم الماليزية الصادرة عن الجامعة ، وهي من المحطات المهمة فقد جاء اختيارهم وفق « سي في» فهم يعتمدون حتى على الأعمال التطوعية والمشاركات والأبحاث ، كذلك عضوية اللجان ، بمعنى ما قمت به سابقاً هو من أهلني لهذه المهمة لذلك اعتبرها مهمة صعبة تضيف لي المزيد من الاجتهاد والتطوير وأتمنى مستقبلاً الدخول عضوة في مناقشات الرسائل العلمية ، للعلم سبق لي تقييم عدة بحوث في مؤتمر دولي بالإردن .
- هل لديك ما تودين قوله ؟
معايير الجودة لعضو هيئة التدريس تتمحور في ثلاث نقاط ( البحث العلمي ، طريقة التدريس ، خدمة المجتمع ) وهذا ما نفتقده في ليبيا بينما جامعات العالم تحرص عليه وتعمل به . أيضاً يفترض من درس بالخارج أن ينقل حال عودته تلك الثقافات العلمية للداخل ويشتغل عليها . إن ما تمر به ليبيا اليوم يعد أفضل مرحلة للتغيير ووضع الأفكار الصحيحة والعامل المؤثر لعضو هيئة التدريس هي قاعة المحاضرات ، ففكرته ينقلها لعشرين من الطلبة وهذا العدد ينقلها ل60 وهكذا . رغم ذلك لديّ أمل ، فالدول الناجحة تشتغل على التعليم ويجب توفير المقومات الحقيقية من مناهج أو بيئة تعليمية أو عودة النشاط ، سوف يحدث طفرة تغيير .
يجب إقامة مصادر المعرفة مكملة للمنهج مع الطلبة
أحد الأشياء التي أركز عليها في علاقتي بالطلبة هي أن العناصر التكميلية للمقرر الدراسي « ليست محاضرة فقط » تنزيل مراجع وبحوث ، فيديوهات تدريبات عبر غرف الواتس ، وهي من الأمور التي تؤهل الطالب للعمل الميداني مستقبلاً مع المؤسسات . ولكن لا زلنا نفتقد إلى البيئة الدراسية المناسبة فإذا توفر معمل تربوي كنت أستطيع جلب نماذج علمية نقوم عليها بتدريبات وكذلك نستطيع تصميم مناهج ، إعداد مادة تعليمية ولكن الإمكانات غير متاحة وربما نقابل نمط تفكير كونها رفاهية ولكن هي جزء مكمل للعملية التعليمية.