الرئيسية / استطلاعات / مناهجنا لا علاقة لها بمهارات القرن 21

مناهجنا لا علاقة لها بمهارات القرن 21

وراء‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬ناجحة،‭ ‬امرأة‭ ‬مكافحة،‭ ‬الدكتورة‭ ‬فايدة‭ ‬الورفلي‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬ذلك‭ ‬بالضبط‭ ‬،ولكن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يختصر‭ ‬لها‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬قالته‭. ‬

من‭ ‬الكفاح‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬مسيرة‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬،والكثير‭ ‬من‭ ‬الدمع‭ ‬،وفيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬نشوة‭ ‬التفوق‭ .‬

بدأت‭ ‬رحلتها‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬من‭ ‬بنغازي‭ ‬ولم‭ ‬تنته‭ ‬فى‭ ‬كوالا‭ ‬لمبور‭. ‬

حصلت‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬مهم‭ ‬وهو‭ ‬المناهج‭ ‬وطرق‭ ‬التدريس‭. ‬

في‭ ‬حوارنا‭ ‬معها‭ ‬نحاول‭ ‬تسليط‭ ‬بعض‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المشوار 

د‭. ‬فايدة‭ ‬الورفلي‭ :‬

قاعــدة‭ ‬‮«‬طــوّر‭ ‬أو‭ ‬غيّـر‮»‬‭ ‬

أكبــر‭ ‬مشكلــة‭ ‬فــي‭ ‬مؤسساتنـا‭ ‬

التقتها‭  : ‬هند‭ ‬علي‭ ‬الهوني‭               

‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬طفولتي‭ ‬سهلة‭ ‬بسبب‭ ‬انفصال‭ ‬والديّ‭ ‬

انفصل‭ ‬أبي‭ ‬عن‭ ‬أمي‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينات‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬حالة‭ ‬الطلاق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مجتمع‭ ‬محافظ‭ ‬على‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭  ‬سهلة‭ ‬،‭ ‬كنت‭ ‬بالصف‭ ‬الرابع‭ ‬الابتدائي‭ ‬فجأة‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬الجدة‭ ‬لأسرة‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬أم‭ ‬وأربع‭ ‬بنات‭ ‬وأخ‭ ‬وقد‭ ‬تكفل‭ ‬أهل‭ ‬والدتي‭ ‬بالتربية‭ ‬ومواصلتنا‭ ‬التعليم‭ . ‬كان‭ ‬طبعي‭ ‬هادئاً‭ ‬،‭ ‬وليس‭ ‬لديّ‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬الطفولة‭ ‬والمراهقة‭ ‬كنت‭ ‬منغمسة‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬ولديّ‭ ‬اهتماماتي‭ ‬،‭ ‬القراءة‭ ‬وكتابة‭ ‬الشعر‭ ‬كما‭ ‬شاركت‭ ‬إعلامياً‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬بعض‭ ‬النصوص‭ ‬وما‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬توفر‭ ‬المجلات‭ ‬المتنوعة‭ ‬والقصص‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينات‭ ‬وأيضاً‭ ‬دور‭ ‬المكتبة‭ ‬المدرسية‭ .. (‬سيدتان‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القوة‭ ‬والحنان‭ (‬أمي‭ ‬–‭ ‬جدتي‭) ‬كان‭ ‬لهما‭ ‬الفضل‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أنا‭ ‬عليه‭ )..‬

سعت‭ ‬والدتي‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تقرأ‭ ‬ولا‭ ‬تكتب‭ ‬،‭ ‬لكنها‭ ‬اعتبرت‭ ‬الشهادة‭ ‬أساس‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬باقي‭ ‬أمور‭ ‬الحياة‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬أشتكي‭ ‬الصعوبات‭ ‬ترد‭ ‬قائلة‭ ‬‮«‬‭ ‬المتعلم‭ ‬مافيش‭ ‬حاجة‭ ‬تصعب‭ ‬عليه‭ ‬‮»‬‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬يؤمن‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ . ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬كانت‭ ‬جدتي‭ ‬صعبة‭ ‬،‭ ‬شديدة‭ ‬التعامل‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬تحصلت‭ ‬على‭ ‬الإيفاد‭ ‬العلمي‭ ‬إلى‭ ‬ماليزيا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬لم‭ ‬تعترض‭ ‬وقامت‭ ‬بتشجيعي‭ . ‬

‭ ‬أول‭ ‬مكان‭ ‬اتجهت‭ ‬إليه‭ ‬بعد‭ ‬عودتي‭ ‬من‭ ‬

ماليزيا‭  ‬متحصلة‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬كان‭ ‬قبر‭ ‬أمي

تأثير‭ ‬انفصال‭ ‬الوالدين‭ ‬رافقني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬دراستي‭ ‬والأكثر‭ ‬عندما‭ ‬سافرت‭ ‬للخارج‭ ‬‮«‬أحسست‭ ‬بمدى‭ ‬غربتي‭ ‬‮»‬‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬آباء‭ ‬من‭ ‬معي‭ ‬والاتصال‭ ‬بهم‭ . ‬ولكن‭ ‬وفاة‭ ‬أمي‭ ‬شكل‭ ‬كسرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬يغب‭ ‬عني‭ ‬ما‭ ‬أوصتني‭ ‬به‭ ‬وهي‭ ‬طريحة‭ ‬الفراش‭ ‬بأن‭ ‬أزورها‭ ‬في‭ ‬القبر‭ ‬وأخبرها‭ ‬بكل‭ ‬مرحلة‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ . ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬إحدى‭ ‬أمنياتها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أحد‭ ‬منا‭ ‬دكتوراً‭ ‬وسعيت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحصلت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لرغبتها‭ . ‬

الدراسة‭ ‬والحياة‭ ‬العملية‭ ‬

  ‬عند‭ ‬انتسابي‭ ‬لكلية‭ ‬الآداب‭ ‬أول‭ ‬اختياراتي‭ ‬كان‭ ‬علم‭ ‬النفس‭  

التحاقي‭ ‬بقسم‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬جاء‭ ‬رغبة‭ ‬مني‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬نفسي‭ ‬،‭ ‬رغم‭ ‬أني‭ ‬لم‭ ‬أتخصص‭ ‬في‭ ‬التحليل‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬وطرق‭ ‬التدريس‭ ‬‮«‬‭ ‬من‭ ‬الطفولة‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬‮»‬‭ ‬أمضيت‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬دراسة‭ ‬بماليزيا‭ ‬لوحدي‭ ‬لأنه‭ ‬مجتمع‭ ‬آمن‭ ‬وقد‭ ‬تعمدت‭ ‬دراسة‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬فلم‭ ‬أجعل‭ ‬رحلة‭ ‬سفر‭ ‬امتدت‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬طيران‭ ‬للدراسة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬استهوتني‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬لأنه‭ ‬حال‭ ‬عودتي‭ ‬سوف‭ ‬أنقل‭ ‬خبرات‭ ‬تعليمية‭ ‬وثقافية‭.‬

أول‭ ‬أهدافي‭ ‬عند‭ ‬عودتي‭ ‬تطبيق‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ 

عندما‭ ‬بدأت‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬بكلية‭ ‬التربية،‭ ‬الجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬الماليزية‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الجامعات‭ ‬،‭ ‬تخصصت‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬وطرق‭ ‬التدريس‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬اختارها‭ ‬الله‭ ‬فعندما‭ ‬رجعت‭ ‬وجدته‭ ‬التخصص‭ ‬الأول‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬التربية،‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أعتبره‭ ‬شغفا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬لأنه‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬الإنسان‭ ‬واحتياجات‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭. ‬وعند‭ ‬عودتي‭ ‬ترأست‭ ‬قسم‭ ‬علم‭ ‬العلوم‭ ‬التربوية‭ ‬والنفسية‭ ‬بكلية‭ ‬التربية‭ ‬بجامعة‭ ‬بنغازي‭ ‬وكنت‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬أنشأت‭ ‬القسم‭ ‬،‭ ‬أقمنا‭ ‬عدة‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬ولازالت‭ ‬مستمرة،‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬سيمينار‭ ‬1،‭ ‬2‭ ‬‮»‬‭ ‬لبحوث‭ ‬التخرج‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬المناقشة‭ ‬وغيرها‭. ‬

لديّ‭ ‬قناعة‭ ‬اُن‭ ‬العلم‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬عمر‭ ‬

ولكن‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬بالدولة‭ ‬جعلت‭ ‬تحقيق‭ ‬بعض‭ ‬البرامج‭ ‬أمراً‭ ‬صعبا‭ ‬فمثلاً‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬المراجع‭ ‬كخدمات‭ ‬نوعية‭ ‬ومهمة‭ ‬متاحة‭ ‬وسهل‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬طلبك‭ ‬لمرجع‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬توفره‭ ‬لك‭ ‬مكتبة‭ ‬الجامعة‭ ‬وتقدم‭ ‬لك‭ ‬نسخة‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬توقيت‭ ‬الجامعة‭ ‬من‭ ‬الصباح‭ ‬للحادية‭ ‬عشرة‭ ‬ليلاَ‭ ‬والمواصلات‭ ‬متوفرة‭ ..‬باختصار‭ ‬البيئة‭ ‬جاذبة‭ ‬للتعلم‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شاهدته‭ ‬في‭ ‬دراستي‭ ‬بماليزيا‭ ….‬طلبة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬حتى‭ ‬بعمر‭ ‬السبعين‭ ‬والثمانين‭ ‬من‭ ‬العُمر‭ . ‬لقد‭ ‬ذكرت‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬القبول‭ ‬بالجامعة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بعمر‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬مجاني‭ ‬يكون‭ ‬مفتوحاً‭ ‬لجميع‭ ‬الأعمار‭ ‬‭. ‬

‭ (‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أنظمتنا‭ ‬الإدارية‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الليبية‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬يرتبط‭ ‬بأشخاص‭ ‬معينين‭ ‬وهذا‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬تقدم‭ ‬عمل‭ ‬مؤسساتنا‭) ‬

من‭ ‬خلال‭ ‬سيرتك‭ ‬العلمية‭ .. ‬نطلب‭ ‬منك‭ ‬توضيح‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬التعليمي‭ .

رجعت‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬2012‭ ‬وتوليت‭ ‬رئاسةقسم‭ ‬العلوم‭ ‬التربوية‭ ‬والنفسية‭ ‬بكلية‭ ‬التربية‭ ‬بجامعة‭ ‬بنغازي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬رئيسة‭ ‬مكتب‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬،‭ ‬تحصلت‭ ‬على‭ ‬انتداب‭ ‬لإدارة‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬وأعددت‭ ‬مع‭ ‬زملاء‭ ‬أول‭ ‬سجل‭ ‬‮«‬‭ ‬إشراق‭ ‬نفسي‭ ‬‮»‬‭ ‬للمرشد‭ ‬النفسي‭ ‬للمدارس‭ ‬ووجدت‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬هي‭ ‬التنظيم‭ ‬الإداري‭ ‬،‭ ‬أنقل‭ ‬لكم‭ ‬قاعدة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المناهج‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬‭ ‬طور‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تُلغي‭ ‬وإن‭ ‬قمت‭ ‬بالحذف‭ ‬طبق‭ ‬الإضافة‭ ‬لأن‭ ‬الإلغاء‭ ‬مكلف‭ ‬ويرجعك‭ ‬لنقطة‭ ‬الصفر‭ ‬‮»‬‭ ‬خصوصاً‭ ‬بمجال‭ ‬عملي‭ ‬تبعية‭ ‬ذلك‭  ‬تأتي‭ ‬على‭ ‬الطالب‭ ‬مثلما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬‮«‬‭ ‬الإشراق‭ ‬النفسي‭ ‬‮»‬‭ ‬أصبحت‭ ‬القضية‭ ‬هل‭ ‬يطبق‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬؟‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬للمرشد‭ ‬النفسي‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬دليل‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تشخيص‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ . ‬أيضاً‭ ‬ضبط‭ ‬بعض‭ ‬اللوائح‭ ‬التنظيمية‭ ‬والإدارية‭ ‬إذا‭ ‬نُفذت‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬حاسمة‭ . ‬وإن‭ ‬أردنا‭ ‬دولة‭ ‬حقيقية‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬القانون‭ . ‬

الشدة‭ ‬خلقت‭ ‬نضجاً‭ ‬مبكراً‭ ‬

كون‭ ‬أن‭ ‬الوالدة‭ ‬منفصلة‭ ‬فكانت‭ ‬هناك‭ ‬تبعات‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬،‭ ‬اضطررت‭ ‬إلى‭ ‬تحمله‭ ‬وأثرت‭ ‬على‭ ‬نفسيتي‭ ‬،‭ ‬المجتمع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬منصفا‭ ‬لامرأة‭ ‬مطلقة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬صغير‭ ‬وأيضاً‭ ‬أهل‭ ‬الوالدة‭ ‬زاد‭ ‬عليهم‭ ‬الضغط‭ ‬مع‭ ‬مسؤولية‭ ‬‮«‬‭ ‬4‭ ‬بنات‭ ‬وولد‭ ‬‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬النظرة‭ ‬المجتمعية‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬الحياة‭ ‬وأصبح‭ ‬هناك‭ ‬رقابة‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬الشدة‭ ‬كانت‭ ‬تشكل‭ ‬ضيقاً‭ ‬عند‭ ‬الصغر،‭ ‬أدركنا‭ ‬فائدتها‭ ‬في‭ ‬الكبر‭ . ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كانت‭ ‬لديّ‭ ‬درجة‭ ‬انطواء‭ ‬عالية‭ ‬ولكن‭ ‬صديقاتي‭ ‬الرائعات‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية‭ ‬ساعدني‭ ‬على‭ ‬الاندماج‭ . ‬وفي‭ ‬المجمل‭ ‬أنا‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الجلسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وأفضل‭ ‬عوضاً‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬يلحقه‭ ‬نتائج‭ ‬فعاله‭ ‬ومفيدة‭ ‬،‭ ‬لذلك‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ضعيف‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تقدمي‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬العلمي‭ . ‬

هويتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تطبق‭ ‬سلوكاً

سافرت‭ ‬لدولة‭ ‬يطبق‭ ‬فيها‭ ‬الإسلام‭ ‬كسلوك‭ ‬فقد‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬نمط‭ ‬شخصيتي‭  ‬180‭ % ‬للأفضل‭ ‬،‭ ‬لقد‭ ‬أسدت‭ ‬فترة‭ ‬دراستي‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬لمدة‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬المهارات‭ ‬والقدرات‭ ‬لديّ‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬نفسها‭ ‬تدعم‭ ‬الطلبة‭ ‬بالحضور‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬التعليمية‭ ( ‬مؤتمرات‭ ‬–‭ ‬ندوات‭ ) ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬ماليزيا‭ ‬،‭ ‬فمن‭ ‬ضمن‭ ‬قناعاتي‭ ‬المستمدة‭ ‬من‭ ‬تجربتي‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬لا‭ ‬نصف‭ ‬طالبا‭ ‬بالفشل‭ ‬فهي‭ ‬إهانة‭ ‬للمعلم‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬يدرسه‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬طالب‭ ‬قادر‭ ‬وطالب‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تحسين‭ ‬مصطلحاتنا‭ . ‬

وصفني‭ ‬الدكتور‭ ‬المشرف‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬بالمرأة

‭ ‬القوية‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬بداخلي‭ ‬طفلة‭ 

ما‭ ‬الذي‭ ‬أضفته‭ ‬أو‭ ‬نقلته‭ ‬إلى‭ ‬ماليزيا‭ ‬كشخصية‭ ‬ليبية؟‭ ‬

في‭ ‬إطار‭ ‬تعاوني‭ ‬مع‭ ‬مشرف‭ ‬الرسالة‭ ‬لديهم‭ ‬ميزة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬يستدعيك‭ ‬للتقييم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الدراسة‭ ‬الأربع‭ ‬سنوات،‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬المناقشة‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬أثلج‭ ‬صدري‭ ‬حينما‭ ‬وصفني‭ ‬بالمرأة‭ ‬القوية،‭ ‬وذكر‭ ‬بأني‭ ‬لم‭ ‬أتعبه‭ ‬خلال‭ ‬الدراسة‭ ‬وكذلك‭ ‬المفاجأة‭ ‬عندما‭ ‬شارك‭ ‬بجزء‭ ‬من‭ ‬رسالتي‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬كندية‭ ‬وأخبرني‭ ‬بأن‭ ‬رسالتي‭ ‬أصبحت‭ ‬دليلاً‭ ‬لأي‭ ‬طالب‭ ‬لديه‭ ‬يشتغل‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬المناهج‭ ‬وطرائق‭ ‬التدريس،‭ ‬هذا‭ ‬التقدير‭ ‬أرجعه‭ ‬لأعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬بمرحلة‭ ‬الليسانس‭ ‬والماجستير‭ ‬بجامعة‭ ‬بنغازي‭ ‬فهم‭ ‬خبراء‭ ‬يهدى‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أقر‭ ‬به‭ ‬الدكتور‭ ‬المشرف‭ ‬بماليزيا‭ ‬حينما‭ ‬أنجزنا‭ ‬جزئية‭ ‬المنهجية‭ ‬دون‭ ‬عناء‭ .‬

الحياة‭ ‬الشخصية‭

قاطعتها‭ ‬متسائلة‭ … ‬هل‭ ‬نستطيع‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬الأنثى‭ ‬فايدة‭ ‬ورغبتها‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬؟‭ ‬

وضعنا‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الجد‭ ‬ومرض‭ ‬أمي‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مسكن‭ ‬مستقل‭ ‬،‭ ‬كانت‭ ‬أولويات‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬عن‭ ‬الارتباط‭ ‬والزواج‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬معي‭ ‬المسؤولية‭ ‬مع‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬من‭ ‬الأم‭ ‬والجدة‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬كرامتك‭ ‬وعزة‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬‮»‬‭ ‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬جاءتني‭ ‬فيه‭ ‬العروض‭ ‬كانت‭ ‬أمي‭ ‬مريضة‭ ‬فلم‭ ‬أوافق‭ ‬ولن‭ ‬أندم‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬جدتي‭ ‬بالإضافة‭ ‬لاجتهادي‭ ‬مع‭ ‬أسرتي‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬منزل‭ . ‬في‭ ‬العموم‭ ‬كلما‭ ‬تصل‭ ‬المرأة‭ ‬لمستوى‭ ‬تعليمي‭ ‬عال‭ ‬تقل‭ ‬الفرص‭ ‬وفق‭ ‬نمط‭ ‬تفكير‭ ‬الرجل‭ ‬الليبي‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬درساً‭ ‬من‭ ‬أمي‭ ‬وجدتي‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬وليس‭ ‬الحياة‭ ‬كلها‭ ‬،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬أرتبط‭ ‬به‭ ‬يشاركني‭ ‬الحياة‭ ‬ولا‭ ‬يردني‭ ‬لنقطة‭ ‬الصفر‭ ‬فليس‭ ‬له‭ ‬داع‭ . ‬

عمل‭ ‬الاستشارات‭ ‬أضاف‭ ‬لي‭ ‬الكثير‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬خلال

‭ ‬تقديم‭ ‬المحاضرات‭ ‬للطلبة‭ ‬أتحدث‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬حية‭ ‬

‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬وكلت‭ ‬إليك‭ ‬ولازالت‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬الذهن‭ ‬ولديك‭ ‬ما‭ ‬تقولينه‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة؟‭ ‬

في‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬والمتغيرات‭ ‬حتى‭ ‬يسير‭ ‬المركب‭ ‬لأننا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬تغيير‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬يؤثر‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬المراحل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬حينما‭ ‬بدأت‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الاستشارات‭ ‬وكنت‭ ‬أكثر‭ ‬احتكاكاً‭ ‬بالناس‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لديّ‭ ‬طموح‭ ‬والظروف‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬تحقيقه‭ ‬وهو‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬خاص‭ ‬للأمومة‭ ‬والطفولة‭ ‬لأن‭ ‬للأم‭ ‬مشكلاتها‭ ‬والطفل‭ ‬أيضاَ‭ ‬ولان‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬للأسر‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المشورة‭ ‬والعلاج‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬‭ ‬الوصم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮»‬‭ ‬فوجدت‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬مراكز‭ ‬للأمومة‭ ‬والطفولة‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬تأتيها‭ ‬الأسرة‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭ . ‬وما‭ ‬اعترض‭ ‬تحقيقه‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬السفر‭ ‬خارجاً‭ ‬والعلاج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الدفع‭ ‬بالداخل‭ . ‬

الطفل‭ ‬ابن‭ ‬بيئته‭ ‬ونحن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬

هذه‭ ‬البيئة‭  ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعديل‭ ‬السلوك‭ 

من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬المجال‭ ‬التربوي‭ ‬والنفسي‭ ‬يحتاج‭ ‬لتفعيل‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستشارات‭ ‬فمن‭ ‬خلاصة‭ ‬عملي‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬وجدت‭ ‬حالات‭ ‬كثر‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬‮«‬‭ ‬أبناء‭ ‬الشاشات،‭ ‬الحرمان‭ ‬البيئي‭ ‬،‭ ‬فرط‭ ‬الحركة‭ ‬،‭ ‬تشتت‭ ‬الانتباه‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬تشخيص‭ ‬التوحد‭ ‬وعدم‭ ‬التوحد‮»‬‭  ..‬مع‭ ‬كثرة‭ ‬المراكز‭ ‬الخاصة‭ ‬غير‭ ‬المؤهلة‭ ‬مع‭ ‬احترامي‭ ‬لبعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬الجادة‭ ‬وجدتها‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬بالذات‭ ‬الفئات‭ ‬الخاصة‭ ‬تحتاج‭ ‬اهتماماً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ . ‬

دبلوم‭ ‬أخصائي‭ ‬التخاطب‭ ‬كان‭ ‬شغفي‭ ‬وتحصلت‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭

الأمر‭ ‬الآخر‭ ‬عندما‭ ‬سافرت‭ ‬كنت‭ ‬أود‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التخاطب‭ ‬واضطراب‭ ‬النطق‭ ‬والكلام‭ ‬والتأخر‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬ولكن‭ ‬شاء‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬أتجه‭ ‬إلى‭ ‬تخصص‭ ‬المناهج‭ ‬وطرائق‭ ‬التدريس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬أُهمل‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬

حققته‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬عندما‭ ‬تحصلت‭ ‬على‭ ‬دبلوم‭ ‬أخصائي‭ ‬تخاطب‭ ‬بالإضافة‭ ‬لشهاداتي‭ ‬السابقة‭ . ‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬مساهماتك‭ ‬العلمية؟وما‭ ‬الذي‭ ‬حققت‭ ‬فيه‭ ‬بصمة‭ ‬؟‭ ‬

لديّ‭ ‬عدة‭ ‬وقفات‭ ‬بحياتي‭ ‬فخورة‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬مديرة‭ ‬قسم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬وعملنا‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬لاستخراج‭ ‬دليل‭ ‬المرشد‭ ‬النفسي‭ ‬وكنت‭ ‬أتمنى‭ ‬الأخذ‭ ‬به‭ ‬دون‭ ‬عراقيل‭ ‬لأنه‭ ‬يساعد‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬،‭ ‬اشتغلنا‭ ‬على‭ ‬دليل‭ ‬منظم‭ ‬يساعد‭ ‬المرشد‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تصنيف‭ ‬الحالات‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬بذرة‭ ‬لبداية‭ ‬تأهيل‭ ‬مفتشين‭ ‬تم‭ ‬تنقيحه‭ ‬في‭ ‬الشق‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والاستمارات‭ . .‬كما‭ ‬كنت‭ ‬ضمن‭ ‬اللجنة‭ ‬العلمية‭ ‬لمؤتمر‭ ‬‮«‬علم‭ ‬النفس‭ ‬الإيجابي‭ ‬‮»‬‭ ‬والفريق‭ ‬المُشكل‭ ‬بإدارة‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الأستاذة‭ ‬نادية‭ ‬البكوش‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬ضمت‭ ‬اللجنة‭ ‬العلمية‭ ‬أعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬تدريس‭ ‬من‭ ‬بنغازي‭ ‬وطرابلس‭ ‬وإجدابيا‭  ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬مُجدياً‭ ‬ومُنحت‭ ‬على‭ ‬إثره‭ ‬جائزة‭ ‬‮«‬‭ ‬الشخصية‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬‮»‬‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المؤتمر‭ ‬إدارة‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وكان‭ ‬مفاجأة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬أسعدتني‭ ‬كثيراً‭.‬

مشاركتي‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الصين‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬التربية‭ ‬بالجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬الماليزية‭ ‬أحدث‭ ‬نقلة‭ ‬في‭ ‬شخصيتي‭ ‬وفي‭ ‬قدراتي‭ ‬المعرفية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتحفيز‭ . ‬

عملت‭ ‬في‭ ‬دبلوم‭ ‬تعديل‭ ‬السلوك‭ ‬،‭ ‬وقمت‭ ‬بتخريج‭ ‬الدفعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬أخصائي‭ ‬التخاطب‭ . ‬

اشتغلت‭ ‬في‭ ‬لجان‭ ‬وزارية‭ ‬خاصة‭ ‬بتقييم‭ ‬المناهج‭ ‬من‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التعليم‭ ‬الإبتدائي‭ ‬وفق‭ ‬مهارات‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التعلم‭ ‬الرقمي‭ ‬ومهارات‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬عُرضت‭ ‬النتائج‭ ‬بطرابلس،‭  ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬مناهجنا‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬مهارات‭ ‬القرن‭ ‬21‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التعديل‭ ‬والتطوير‭ . ‬كما‭ ‬نأمل‭ ‬الأخذ‭ ‬بالنتائج‭ . ‬

لم‭ ‬أندم‭ ‬على‭ ‬تخصصي‭ ‬‮«‬‭ ‬التربية‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‭ ‬‮»‬‭ ‬

عملك‭ ‬في‭ ‬الإرشاد‭ ‬الأسري‭ ‬وفق‭ ‬الاستشارات‭ ‬الخاصة‭ ‬لحالات‭ ‬الأطفال‭ ‬بناة‭ ‬المجتمع‭ . ‬هل‭ ‬انعكس‭ ‬عليك‭ ‬بشكل‭ ‬إنساني‭ ‬مؤثر‭ ‬؟‭  ‬وكيف‭   ‬كانت‭ ‬عواطفك‭ ‬اتجاههم؟‭ ‬

في‭ ‬الأداء‭ ‬المهني‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتحكم‭ ‬بي‭ ‬العاطفة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أسعى‭ ‬للعطاء‭ ‬العلمي‭ ‬بقدر‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬20‭ % ‬لأن‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬على‭ ‬الأهل‭ ‬70‭ % ‬فالقضية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬فمثلاً‭ ‬أبناء‭ ‬الشاشات‭ ‬يفترض‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬السنتين‭ ‬لا‭ ‬يمسك‭ ‬الطفل‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬أما‭ ‬التأخر‭ ‬اللغوي‭ ‬يفترض‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬السنة‭ ‬ينطق‭ ‬جملة‭ ‬كاملة‭ ‬وفي‭ ‬عمر‭ ‬الثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬يسرد‭ ‬موقفاً‭ ‬ويحكي‭ ‬قصة‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬فهو‭ ‬تأخر‭ ‬لغوي‭ ‬بسبب‭ ‬استخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬وتكون‭ ‬أعراضه‭ ‬عدم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭‬‮«‬البصري‭ ‬،‭ ‬السمعي‭ ‬،‭ ‬الذهني‭ ‬‮»‬‭‬وقد‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬يصفه‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬المجتمعي‭ ‬بالتوحد‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سمات‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭ ‬وتشخيصا‭ ‬لاضطراب‭ ‬التوحد‭ .‬الموضوع‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الهين‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬نمو‭ ‬لغوي‭ ‬لطفل‭ ‬عمره‭ ‬5‭-‬6‭ ‬سنوات‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬سرد‭ ‬موقف‭ ‬،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬يرجع‭ ‬لعمر‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬التأخر‭ ‬اللغوي‭ . ‬إحدى‭ ‬الحالات‭ ‬كان‭ ‬طفل‭ ‬بعمر‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬التعبير‭ ‬والسبب‭ ‬التلفزيون‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أقصده‭ ‬بالوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬أن‭ ‬الوالدين‭ ‬يظنان‭ ‬أن‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬أو‭ ‬اثنتين‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬بني‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬لا‭ ‬يستقيم‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬واحدة‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أقوم‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬التأهيل‭ ‬بتصوير‭ ‬نشاط‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الفيديو‭ ‬ونرسله‭ ‬للأهل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطبيقه‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬استخدام‭ ‬الطفل‭ ‬للهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬الأهل‭ ‬بالتعليمات‭ ‬يحدث‭ ‬تراجع‭ ‬للحالة‭ . ‬

فلن‭ ‬أستكمل‭ ‬الجلسات‭ ‬وأرفض‭ ‬تسلمه‭ ‬مجدداَ‭ ‬لان‭ ‬هذه‭ ‬سمعة‭ ‬مهنية‭ ‬وولي‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يساعدنا‭ .‬

لنتحدث‭ ‬عن‭ ‬اختيارك‭ ‬ضمن‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الماليزية‭ ‬الوطنية‭ ‬وهي‭ ‬مجلة‭ ‬دولية‭ . ‬ما‭ ‬هي‭ ‬تطلعاتك‭ ‬نحوها‭ ‬؟‭ ‬

في‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬تواصلت‭ ‬معي‭ ‬إدارة‭ ‬الجامعة‭ ( ‬التي‭ ‬تخرجت‭ ‬منها‭ ‬متحصلة‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ) ‬وطلبت‭ ‬مني‭ ‬السيرة‭ ‬المهنية‭ ‬من‭ ‬ثم‭ ‬وصلتني‭ ‬رسالة‭ ‬تكليف‭ ‬عضوة‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬بمجلة‭ ‬القلم‭ ‬الماليزية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجامعة‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬المهمة‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬اختيارهم‭ ‬وفق‭ ‬‮«‬‭ ‬سي‭ ‬في‮»‬‭ ‬فهم‭ ‬يعتمدون‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬التطوعية‭ ‬والمشاركات‭ ‬والأبحاث‭ ‬،‭ ‬كذلك‭ ‬عضوية‭ ‬اللجان‭ ‬،‭ ‬بمعنى‭ ‬ما‭ ‬قمت‭ ‬به‭ ‬سابقاً‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أهلني‭ ‬لهذه‭ ‬المهمة‭ ‬لذلك‭ ‬اعتبرها‭ ‬مهمة‭ ‬صعبة‭ ‬تضيف‭ ‬لي‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والتطوير‭ ‬وأتمنى‭ ‬مستقبلاً‭ ‬الدخول‭ ‬عضوة‭ ‬في‭ ‬مناقشات‭ ‬الرسائل‭ ‬العلمية‭ ‬،‭ ‬للعلم‭ ‬سبق‭ ‬لي‭ ‬تقييم‭ ‬عدة‭ ‬بحوث‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬بالإردن‭ . ‬

‭- ‬هل‭ ‬لديك‭ ‬ما‭ ‬تودين‭ ‬قوله‭ ‬؟‭ ‬

معايير‭ ‬الجودة‭ ‬لعضو‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬تتمحور‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬نقاط‭ ( ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬،‭ ‬طريقة‭ ‬التدريس‭ ‬،‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ) ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نفتقده‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬بينما‭ ‬جامعات‭ ‬العالم‭ ‬تحرص‭ ‬عليه‭ ‬وتعمل‭ ‬به‭ . ‬أيضاً‭ ‬يفترض‭ ‬من‭ ‬درس‭ ‬بالخارج‭ ‬أن‭ ‬ينقل‭ ‬حال‭ ‬عودته‭ ‬تلك‭ ‬الثقافات‭ ‬العلمية‭ ‬للداخل‭ ‬ويشتغل‭ ‬عليها‭ . ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬ليبيا‭ ‬اليوم‭ ‬يعد‭ ‬أفضل‭ ‬مرحلة‭ ‬للتغيير‭ ‬ووضع‭ ‬الأفكار‭ ‬الصحيحة‭ ‬والعامل‭ ‬المؤثر‭ ‬لعضو‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬هي‭ ‬قاعة‭ ‬المحاضرات‭ ‬،‭ ‬ففكرته‭ ‬ينقلها‭ ‬لعشرين‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬وهذا‭ ‬العدد‭ ‬ينقلها‭ ‬ل60‭ ‬وهكذا‭ . ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬لديّ‭ ‬أمل‭ ‬،‭ ‬فالدول‭ ‬الناجحة‭ ‬تشتغل‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬ويجب‭ ‬توفير‭ ‬المقومات‭ ‬الحقيقية‭ ‬من‭ ‬مناهج‭ ‬أو‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬أو‭ ‬عودة‭ ‬النشاط‭ ‬،‭ ‬سوف‭ ‬يحدث‭ ‬طفرة‭ ‬تغيير‭ . ‬

يجب‭ ‬إقامة‭ ‬مصادر‭ ‬المعرفة‭ ‬مكملة‭ ‬للمنهج‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬

أحد‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬أركز‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬علاقتي‭ ‬بالطلبة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬العناصر‭ ‬التكميلية‭ ‬للمقرر‭ ‬الدراسي‭ ‬‮«‬‭ ‬ليست‭ ‬محاضرة‭ ‬فقط‭ ‬‮»‬‭ ‬تنزيل‭ ‬مراجع‭ ‬وبحوث‭ ‬،‭ ‬فيديوهات‭ ‬تدريبات‭ ‬عبر‭ ‬غرف‭ ‬الواتس‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تؤهل‭ ‬الطالب‭ ‬للعمل‭ ‬الميداني‭ ‬مستقبلاً‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭  .  ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬زلنا‭ ‬نفتقد‭ ‬إلى‭ ‬البيئة‭ ‬الدراسية‭ ‬المناسبة‭  ‬فإذا‭ ‬توفر‭ ‬معمل‭ ‬تربوي‭ ‬كنت‭ ‬أستطيع‭ ‬جلب‭ ‬نماذج‭ ‬علمية‭ ‬نقوم‭ ‬عليها‭ ‬بتدريبات‭ ‬وكذلك‭ ‬نستطيع‭ ‬تصميم‭ ‬مناهج‭ ‬،‭ ‬إعداد‭ ‬مادة‭ ‬تعليمية‭ ‬ولكن‭ ‬الإمكانات‭ ‬غير‭ ‬متاحة‭ ‬وربما‭ ‬نقابل‭ ‬نمط‭ ‬تفكير‭ ‬كونها‭ ‬رفاهية‭ ‬ولكن‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬مكمل‭ ‬للعملية‭ ‬التعليمية‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *