“شغف لا يشيخ وروح تنبض بالأصالة”
هـل هي حالة نوسـتالجيا حنين إلى ذلك الماضـى البعيد؟
هـل هي حالة شـغف بما هو
نادره وماهو غريب؟
السـيارات القديمـة بالتأكيد هي ليست وســيلة مواصلات ،ربما
تكون وسـيلة سـفر نحو الماضي فقط.
إنهـا هواية ولكنهـا مكلفة، فأسـعار هذا النوع من السـيارات
عال،وصيانتهـا تتطلـب معاناة ومصاريف.
ولكـن مع الحب قد لانسـأل عن حجم الفاتورة.
في هذه المـرة نقف على الهواية وعلى عشـاقها.
والعاشـق لاتسـأله لماذا!؟ ، ربما
تسـأله كيف؟ فهـو غالباً لايعرف
لماذا؟،
ولاحتـى حجم هذا العشق .
فهـذه الهواية لايمكن
تصنيفهـا فـي إطار صراع ماهو
معاصـر وما هو أصيل .
استطلاع : سهاد الفرجاني
حينما يتنفس المعدن تاريخاً
عطيش:
هدفنا المحافظة على الهواية ونقلها للأجيال القادمة
المظهر الجذاب والطابع الفريد …
البدايـــة كانـــت مـــع مديـــر الإعـــام والدعايـــة فـــي نـــادي
طرابلـــس للســـيارات الكاســـيكية الســـيد: أحمـــد عطيـــش،
والـــذي أكـــد: أن النـــادي يســـتعد لتنظيـــم لقـــاء مميـــز يهـــدف
إلـــى تســـليط الضـــوء علـــى مســـابقة الســـيارات الكاســـيكية
التابعـــة لــ «فيفيـــا”، حيـــث تســـعى هـــذه المســـابقة إلـــى
تعزيــز الثقافــة العامــة حــول الســيارات القديمــة مــن خــال
إبـــراز قصـــص واهتمامـــات محبيهـــا.
وأضـــاف (عطيـــش) أن الاهتمـــام بترميـــم الســـيارات القديمة يعد
ّ أمـــر ًا أساســـيا، إذ يســـاهم فـــي إعطائهـــا
مظهـــر ًا جاذبا مـــع لمســـات خاصـــة تعكـــس طابعهـــا الفريـــد،
ممـــا يعـــزز تجربـــة الجمهـــور المهتـــم بهـــذا المجـــال.
وأوضـــح أن النـــادي يســـعى إلـــى تعزيـــز جاهزيـــة
الســـيارات الكلاســـيكية للمنافســـة، حيـــث أشـــار إلـــى أن
تزويـــد بعـــض الســـيارات القديمـــة بمحـــركات مناســـبة،
بالإضافـــة إلـــى إجـــراء أعمـــال الصيانـــة والترميـــم، يســـاهم
فـــي الحفـــاظ علـــى جاهزيتهـــا وعرضهـــا أمـــام الجمهـــور.
وفـــي هـــذا الســـياق، بين عطيـــش أن النـــادي أطلـــق
سلســـلة مـــن ورش العمـــل والـــدورات التدريبيـــة لتعليـــم
الشــباب المهتميــن بترميــم الســيارات القديمــة، مشــير ًا إلــى
أن هـــذه الـــورش التفاعليـــة تجمـــع بيـــن أصحـــاب المهـــارات
العاليـــة والمبتدئيـــن لتبـــادل الخبـــرات وتعزيـــز الكفـــاءات،
وهـــو مـــا يعكـــس اهتمـــام النـــادي بتطويـــر هـــذه الهوايـــة
ونقلهـــا للأجيـــال القادمـــة.
وفـــي جانـــب آخـــر، أوضـــح (عطيـــش) أن النـــادي،
بالتعـــاون مـــع قســـم التســـويق، يعمـــل علـــى توســـيع
شــبكة التواصــل مــع المعنييــن مــن خــال توقيــع اتفاقيــات
لاســـتيراد قطـــع الغيـــار النـــادرة التـــي تستخدم في صيانة
الســـيارات الكاســـيكية، ممـــا يســـاهم فـــي تذليـــل العقبـــات
التـــي تواجـــه عشـــاق هـــذا المجـــال.
كمـــا أشـــار إلـــى أن هنـــاك تعاونا جاريآ مع أصحاب
المتاجـــر الكبـــرى والمراكـــز المتخصصـــة لتوفيـــر قطـــع الغيـــار
الازمـــة لدعـــم مشـــاريع الترميـــم، مؤكـــد ً ا أن هنـــاك اهتمام ً
دوليآ بهـــذا الجانـــب، حيـــث يســـعى النـــادي إلـــى تعزيـــز
التعـــاون الدولـــي لتوســـيع نطـــاق المشـــاركين وتبـــادل
الخبـــرات مـــع دول أخـــرى تشـــارك فـــي هـــذه الهوايـــة.
الماضي على أربع عجلات
ومـــن جانبـــه: عبـــر َّ الســـيد: عبـــد الناصـــر الشـــيباني
أحـــد الأعضـــاء البارزيـــن فـــي نـــادي طرابلـــس للســـيارات
الكلاســـيكية بـــكل شـــغف عـــن ارتباطـــه العميـــق بعالـــم
الســـيارات الكلاســـيكية، مؤكـــدا أن هذه الهواية ليست
مجـــرد تـــرف عابـــر، بـــل عشـــق دائـــم لا ينتهـــي.
وأوضـــح أن مـــا يميـــز هـــذه الســـيارات هـــو طابعهـــا
الفريـــد وتصاميمهـــا العريقـــة التـــي تعـــود بمالكيهـــا إلـــى
زمـــن جميـــل وذكريـــات خالـــدة ويقـــول عندمـــا أقـــود هـــذه
الســـيارات فـــي الشـــارع، أرى احتـــرام النـــاس وتقديرهـــم لمـــا
تعنيـــه هـــذه الســـيارات مـــن قيـــم جماليـــة وتاريخيـــة، فهـــي
ليســـت مجـــرد مقتنيـــات ماديـــة، بـــل هـــي قطعـــا تعيدنـــا
إلـــى أصالـــة الماضـــي .
ويضيــف أن مســتقبل هــذه الهوايــة يشــهد تزايــدا ً في
الإقبـــال عليهـــا مـــن مختلـــف الفئـــات، بـــدءا من الشباب
إلـــى النســـاء وكبـــار الســـن ويصـــف عبـــد الناصـــر التحـــدي
الحقيقـــي فـــي هـــذه الهوايـــة، بأنـــه يتمثـــل فـــي إحيـــاء
ســـيارات كانـــت قريبـــة مـــن التحـــول إلـــى خـــردة، بإعـــادة
تأهيلهـــا عبـــر البحـــث المســـتمر عـــن قطـــع الغيـــار مـــن
الخـــارج، ليعيدهـــا إلـــى رونقهـــا القديـــم.
ويســـتذكر أجمـــل الذكريـــات فـــي رحلـــة إلـــى الجزائـــر،
حيـــث اســـتقبلهم الشـــعب الجزائـــري بحفـــاوة وترحيـــب فـــي
كل مدينـــة، قائـــلا شعرت وكأنني بين أهلي ولمسنا
الاحتـــرام والدعـــم فـــي كل خطـــوة”.
ويقـــدم عبـــد الناصـــر نصيحـــة لعشـــاق الســـيارات الكلاسيكية حاثا إياهـــم علـــى الاســـتمرار بالجهـــود
الذاتيـــة، والحفـــاظ علـــى اتحادهـــم بعيـــدا
التفرقـــة، والاســـتمرار فـــي نشـــر هـــذه الهوايـــة
للأجيـــال القادمـــه
الشيباني:
السيارات العتيقة ليست ترفاً عابراً بل عشق دائم لا ينتهي
أعشق كل ما هو كلاسيكي وأصيل
فـــي لقـــاء ٍ جمعنا بأحدعشاق السيارات الكلاسيكية
ســـرد لنـــا الســـيد: ســـند العالـــم قصـــة شـــغفه بهـــذه
الهوايــة التــي يعتبرهــا جــزءاً مــن روحــه وتحــدث ســند عــن
حبـــه للســـيارات القديمـــة، مشـــيرا ً إلـــى أن عشـــقه لهـــذه
المركبـــات بـــدأ منـــذ صغـــره، حينمـــا كان والـــده يملـــك ســـيارة
كلاســـيكية قديمـــة.
ويقـــول ســـند: كانـــت تلـــك الســـيارة تحمـــل تفاصيـــل
ُنســـى، ومـــع مـــرور الوقـــت بـــدأت أجـــد نفســـي منجذبـــا ً
لـــكل مـــا هـــو كلاســـيكي وأصيـــل فـــي عالـــم الســـيارات حيـــث أرى فيهـــا جمـــالا ً
لا يقـــارن بمـــا تقدمـــه الســـيارات الحديثـــة .
وإذ يعتـــرف ســـند: بـــأن الهوايـــة ليســـت ســـهلة، أوضـــح
أن أكثـــر مـــا يواجهـــه مـــن صعوبـــات يكمـــن فـــي صيانـــة
الســـيارات الكاســـيكية ، فمعظـــم هـــذه الســـيارات تحتـــاج
ًإلـــى رعايـــة خاصـــة وعنايـــة دقيقـــة، فضـلا عـــن صعوبـــة
الحصـــول علـــى قطـــع الغيـــار الازمـــة.
ويؤكــد ســند قائــلا
“أحياناً نضطر إلى استيراد قطع الغيار من الخارج، وهو ما يستغرق وقتاً طويلا ويكلفنا
الكثير، خاصة في ظل عدم توفر مراكز متخصصة لهذه الهواية في ليبيا.
ورغم الصعوبات، أشار إلى أن لهذه الهواية لحظات لا تُنسى، مستذكراً رحلته مع مجموعة من الهواة إلى تونس. وأضاف قائلا: عندما عبرنا الحدود بسياراتنا القديمة، كنا نلمس حب الناس لهذه السيارات واحترامهم الكبير لها.
لقد كان استقبال الشعب التونسي لنا دافئاً ومليئا بالإعجاب، مما منحني شعورا بالفخر والانتماء.
وتابع أن مثل هذه التجارب تزيد من عزيمته للاستمرار في الهواية والعمل على نشر ثقافتها
العالم:
حملتنا الناس إرثا
ثقيلا فترجمناه حباً
شغف تحول إلى مهنة وواقع
منذ نعومة أظافري، وأنا عاشق لجميع أنواع السيارات .. بهذه الكلمات بدأ عبد المطلب بحرون حديثه عن شغفه الذي رافقه منذ طفولته وأضاف: وأنا في المرحلة الابتدائية، دخلت لأتعلم صنعة صيانة السيارات، ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، وأنا أمارس هذه المهنة بكل حب.
وأوضح «بحرون» أنه لا يجد أي صعوبة في صيانة السيارات، خاصة الكلاسيكية، التي بدأ تعلم إصلاحها منذ كان عمره عشر سنوات. وقال: السيارة المعشوقة بالنسبة لي هي الكاديلاك القديمة، وأملك واحدة موديل 1970.
وتابع حديثه بحماسة: حين كنت طفلًا، كانت أمنيتي أن أمتلك «قراجا» لصيانة السيارات والحمد لله، حققت أمنيتي وصار لحديّ «فراج» متخصص في صيانة
السيارات الكلاسيكية.
وأشار إلى أهمية هذه السيارات بالنسبة له، موضحًا أنها ليست مجرد وسيلة نقل بل قطعة من التاريخ تحمل ذكريات الأجيال. التي تعكس جمال الماضي وأناقة الحاضر. في ليبيا
وفي الختام: يبقى عشق السيارات
الكلاسيكية شهادة حية على جمال وروح الأصالة التي لا تنطفئ .