الرئيسية / الرئيسية / نساء يتحدثن عن التنمرو يطالبن بالتغيير

نساء يتحدثن عن التنمرو يطالبن بالتغيير

‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»

فضاء‭ ‬للحريات‭ ‬أم‭ ‬ساحة‭ ‬للانتهاكات؟‭!‬

استطلاع‭ : ‬منى‭ ‬توكة

تواجه‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬تحديات‭ ‬تمييزية‭ ‬معقدة‭ ‬تجعلهن‭ ‬عرضة‭ ‬لخطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭. ‬تشمل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬أشكالًا‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬التحرش‭ ‬النصي،‭ ‬والإساءة‭ ‬الصورية،‭ ‬وانتشار‭ ‬الفيديوهات‭ ‬المزيفة،‭ ‬ونشر‭ ‬المعلومات‭ ‬الشخصية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬متابعة‭ ‬النساء‭ ‬بشكل‭ ‬مريب‭.‬

وفقًا‭ ‬لدراسة‭ ‬أجراها‭ ‬المكتب‭ ‬الإقليمي‭ ‬لهيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬إبريل‭ ‬2020،‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ليبيا،‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬49‭ % ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬عبرن‭ ‬عن‭ ‬شعورهن‭ ‬بعدم‭ ‬الأمان‭ ‬نتيجة‭ ‬للتحرش‭ ‬الإلكتروني‭.‬

و‭ ‬نشاهد‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬قصص‭ ‬نساء‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬إذ‭ ‬نستذكر‭  ‬مراسلة‭ ‬التلفزيون‭ ‬التونسي‭ ‬فدوى‭ ‬شطورو،‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لحملة‭ ‬سخرية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬مستخدمي‭ ‬موقع‭ (‬فيسبوك‭) ‬أثناء‭ ‬نقلها‭ ‬لوقائع‭ ‬التفجير‭ ‬الانتحاري‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتونس‭ ‬في‭ ‬مارس‮٢٠٢٠‬‭  ‬بظهورها‭ ‬دون‭ ‬مساحيق‭ ‬تجميل‭ ‬أثناء‭ ‬تغطيتها‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬المصرية‭ ‬نيرة‭ ‬أشرف،‭ ‬التي‭ ‬قُتلت‭ ‬ذبحاً‭ ‬في‭ ‬وضح‭ ‬النهار‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬زميلها،‭ ‬وبعد‭ ‬وفاتها‭ ‬تعرضت‭ ‬لحملة‭ ‬تشويه‭ ‬إلكتروني‭ ‬وطعن‭ ‬في‭ ‬أخلاقها‭. ‬يثير‭ ‬التحريض‭ ‬والكراهية‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬تبريرات‭ ‬البعض‭ ‬لهذه‭ ‬الأفعال،‭ ‬حيث‭ ‬يُلقى‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬المظهر‭ ‬الشخصي‭ ‬والعمل‭.‬

ليبيا‭ ‬ليست‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬حيث‭ ‬تتعرض‭ ‬عديد‭ ‬السيدات،‭ ‬وخاصة‭ ‬الناشطات‭ ‬المدنيات‭ ‬والمؤثرات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬،‭ ‬لهجمات‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭.‬

و‭ ‬تحدثت‭ ‬الناشطة‭ ‬المدنية‭ ‬مريم‭ ‬مشمور‭ ‬عن‭ ‬تجربتها‭ ‬مع‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬الإلكتروني‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬إحدى‭ ‬الصفحات‭ ‬على‭( ‬فيسبوك‭ )‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬محتوىً‭ ‬لها‭ ‬قامت‭ ‬بنشر‭ ‬صور‭ ‬لها‭ ‬ولزميلاتها‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬توعية‭ ‬انتخابية،‭ ‬مرفقة‭ ‬بتعليقات‭ ‬مهينة‭ ‬وافتراءات‭ ‬تحرض‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭.‬

وتتابع‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬حظها،‭ ‬تلقت‭ ‬تعليقات‭ ‬داعمة‭ ‬من‭ ‬أصدقائها‭ ‬الذين‭ ‬تفاعلوامع‭ ‬المنشور‭ ‬بنفي‭ ‬الادعاءات‭ ‬الموجهة‭ ‬ضدها‭ ‬وزميلاتها‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتفاعل‭ ‬عائلتها،‭ ‬أكدت‭ ‬أنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬جيدًا‭ ‬نشاطها‭ ‬ودورها‭ ‬كمواطنة‭ ‬مخلصة‭ ‬وناشطة‭ ‬مدنية‭ ‬وأنها‭ ‬معرضة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ . ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬تعرض‭ ‬النساء‭ ‬الناشطات‭ ‬لمواقف‭ ‬مشابهة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الكثيرات‭ ‬يخفين‭ ‬هوياتهن‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬تعرضهن‭ ‬للكراهية‭ ‬والتشويه‭ ‬والتنمر‭.‬

و‭ ‬تشاركنا‭ ‬فاطمة‭ ‬،‭ ‬الشابة‭ ‬في‭ ‬العشرينيات‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬تجربتها‭ ‬المروعة‭ ‬مع‭ ‬الكراهية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬تنشر‭ ‬يومياتها‭ ‬بانتظام‭ ‬على‭ ‬حسابها‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬إنستقرام‮»‬‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬به‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬متابع‭ ‬والتي‭ ‬تسمح‭ ‬فيه‭ ‬فقط‭ ‬الفتيات‭ ‬بمتابعتها،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬اعتادت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬وصفت‭ ‬أحد‭ ‬المواقف‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬نقل‭ ‬صورتها‭ ‬بدون‭ ‬علمها‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬تيك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬وتعرضت‭ ‬لتشويه‭ ‬وانتقادات‭ ‬قاسية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬التعليقات‭ ‬كانت‭ ‬مسيئة‭ ‬ومهينة‭ ‬لها‭ ‬ولعائلتها‭.‬

بعد‭ ‬تداول‭ ‬صورتـي‭ ‬دون‭ ‬علمي‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬تيك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬،اضطررت‭ ‬مرغمةلتعليق‭ ‬دراستي‭ ‬لعام‭ ‬كامل،‭ ‬وتعهد‭ ‬صارم‭ ‬بعدم‭ ‬فتح‭ ‬أي‭ ‬حساب‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بجهاز‭ ‬هاتف‭ ‬غير‭ ‬ذكي

و‭ ‬أوضحت‭ ‬فاطمة‭ ‬كيف‭ ‬شعرت‭ ‬بالاستياء‭ ‬عندما‭ ‬رأى‭ ‬أخوها‭ ‬الأكبر‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬أُخذت‭ ‬من‭ ‬حسابها‭ ‬على‭ ‬الانستقرام‭ ‬والتي‭ ‬انتشرت‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬‮«‬تيك‭ ‬توك‮»‬‭. ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تناقل‭ ‬التعليقات‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬عائلتها،‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬يفقد‭ ‬هدوءه‭ ‬المعتاد‭ ‬ويندفع‭ ‬للتصرف‭ ‬بغضب‭.‬

و‭ ‬كشفت‭ ‬‮«‬فاطمة‮»‬‭ ‬عن‭ ‬تبعات‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الصادمة،‭ ‬حيث‭ ‬اضطرت‭ ‬لمواجهة‭ ‬أوقات‭ ‬عصيبة‭ ‬وتجربة‭ ‬حياة‭ ‬صعبة‭. ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الهجوم‭ ‬والإهانة،‭ ‬أجبرها‭ ‬أخوها‭ ‬على‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬بعد‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬هاتفها‭. ‬وتحت‭ ‬تأثير‭ ‬عقوبة‭ ‬قاسية،‭ ‬اضطرت‭ ‬مرغومة‭ ‬لترك‭ ‬مؤسستها‭ ‬التعليمية‭ ‬وتعليق‭ ‬دراستها‭ ‬لعام‭ ‬كامل،‭ ‬ولكن‭ ‬عادت‭ ‬بعد‭ ‬تعهد‭ ‬صارم‭ ‬بعدم‭ ‬فتح‭ ‬أي‭ ‬حسابات‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بجهاز‭ ‬هاتف‭ ‬غير‭ ‬ذكي‭ .‬

وتروي‭ ‬‮«‬خديجة‮»‬‭ ‬موظفة‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬صادفت‭ ‬منشوراً‭ ‬حول‭ ‬فتاة‭ ‬تم‭ ‬قتلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أخيها‭ ‬تحت‭ ‬ذريعة‭ ‬الشرف‭ ‬واستنكرت‭ ‬الجريمة‭ ‬بتعليق‭ ‬تم‭ ‬شتمي‭ ‬وتهديدي‭ ‬برسائل‭ ‬وتعليقات‭ ‬في‭ ‬صفحتي‭ ‬الشخصية‭ ‬وحظرت‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معلوماتي‭ ‬

توصلوا‭ ‬إلى‭ ‬زوجي‭ ‬وأرسلوا‭ ‬له‭ ‬رسائل‭ ‬سب‭ ‬وشتم‭ ‬ووصفوني‭ ‬بأني‭ ‬قليلة‭ ‬الحياء‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬الخال‭ ‬ميلاد‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬زوجي‭ ‬أن‭ ‬أترك‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬أبقى‭ ‬فيها‭ ‬بحساب‭ ‬باسم‭ ‬وهمي‭ ‬دون‭ ‬كتابة‭ ‬آراء‭ ‬أو‭ ‬تعليق‭ ‬أو‭ ‬مشاركة‭ ‬وجهات‭ ‬نظري‭… ‬أصبحت‭ ‬أبتعد‭ ‬عن‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تدريجياً‭ ‬أما‭ ‬زوجي‭ ‬فحذف‭ ‬حسابه‭ ‬في‭( ‬الفيسبوك‭).‬

وفي‭ ‬استطلاع‭ ‬مع‭ ‬نشطاء‭ ‬وإعلاميين‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬وأسباب‭ ‬وطرق‭ ‬التصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الخطاب‭  ‬قال‭ ‬فتحي‭ ‬الفلاني،‭ ‬ناشط‭ ‬و‭ ‬صحفي‭  ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬خطابات‭ ‬كراهية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬رسائل‭ ‬وإعلانات‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬التعصب‭ ‬والتمييز‭ ‬والكراهية‭ ‬تجاه‭ ‬النساء،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬الديني‭ ‬المتعصب‭.‬

يشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬صيف‭ ‬بنغازي‭ ‬كمثال،‭ ‬يوجد‭ ‬خطاب‭ ‬شعبوي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬استبعاد‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المهرجان،‭ ‬حيث‭ ‬تعرضت‭ ‬بعض‭ ‬الفتيات‭ ‬للاستهزاء‭ ‬والتنمر‭ ‬عليهن‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحرش‭ ‬بحضور‭ ‬النساء‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.. ‬ويعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬عبر‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬السلبية‭ ‬وعدم‭ ‬التفاعل‭ ‬معها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الانفتاح‭ ‬والسلام‭ ‬كبديل‭ ‬لهذه‭ ‬الخطابات‭ ‬المثيرة‭ ‬للكراهية‭ ‬والتمييز‭.‬

‭ ‬نجلاء‭ ‬حمدي،‭ ‬المديرة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لمنصة‭ ‬‮«‬نحو‭ ‬الحقيقة‮»‬،‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭. ‬وتشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬تنشر‭ ‬امرأة‭ ‬مواداً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنصات،‭ ‬تتعرض‭ ‬لموجة‭ ‬من‭ ‬التنمر‭ ‬والهجوم‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬يعتبر‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬محتويات‭ ‬تقييم‭ ‬الطعام‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الرجال،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬عندما‭ ‬قامت‭ ‬فتاة‭ ‬مؤخراً‭ ‬بنشر‭ ‬محتوى‭ ‬مشابها،‭ ‬تعرضت‭ ‬لكميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬السلبية‭ ‬والتنمر‭.‬‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬الكراهية‭ ‬تجاه‭ ‬النساء‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة‭.‬

وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬ظاهرة‭ ‬عالمية،‭ ‬حيث‭ ‬يستمر‭ ‬التمييز‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭. ‬وتشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬الليبيات‭ ‬اللاتي‭ ‬يسعين‭ ‬للنجاح‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬يواجهن‭ ‬انتقادات‭ ‬وتشويها‭ ‬لإنجازاتهن،‭ ‬بينما‭ ‬يحظى‭ ‬الرجال‭ ‬بالتشجيع‭ ‬والإشادة‭.‬

ويعتقد‭ ‬عبدالحكيم‭  ‬الطويل،‭ ‬‮«‬كاتب‭ ‬وقاص‮»‬‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬مرآة‭ ‬أمينة‭ ‬للفكر‭ ‬الجمعي‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع،‭ ‬إنها‭ ‬وسيلة‭ ‬حديثة‭ ‬ساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وسريع‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬حقيقة‭ ‬المخبوء‭ ‬من‭ ‬العقلية‭ ‬الغالبة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬تجاه‭ ‬أي‭ ‬قضية‭! ‬فهي‭ ‬بذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬وليست‭ ‬سبباً‭! ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬أظهرت‭ ‬بوضوح‭ ‬المقدار‭ ‬الكبير‭ ‬لسخرية‭ ‬الذكور‭ ‬الليبيين‭ ‬تجاه‭ ‬الزوجة‭ ‬شريكة‭ ‬الحياة‭ ‬وأي‭ ‬ليبية‭ ‬تتبوأ‭ ‬منصباً،‭ ‬خصوصاً‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تغطي‭ ‬رأسها‭ ‬أو‭ ‬وجهها‭ ‬أو‭ ‬كليهما‭.‬

ويتابع‭ ‬موضحاً‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬لاستخدامه‭ ‬ال‭ ‬‮«‬‭ ‬فيسبوك‭ ‬‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬محتوى‭ ‬الكراهية‭ ‬تجاه‭ ‬النساء‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭. ‬منوهاً‭ ‬أن‭ ‬العقلية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬المرأة،‭ ‬حتى‭ ‬الزوجة،‭ ‬مجرد‭ ‬جارية‭ ‬للمتعة‭ ‬وتربية‭ ‬الأبناء‭ ‬والبقاء‭ ‬في‭ ‬المنزل‭. ‬يعتمد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬قراءات‭ ‬دينية‭ ‬مغلوطة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تفوق‭ ‬الذكر‭ ‬على‭ ‬الأنثى‭. ‬مضيفاً،‭ ‬قام‭ ‬شخصيًا‭ ‬وكثيرون‭ ‬من‭ ‬المتنورين،‭ ‬بمهاجمة‭ ‬هذا‭ ‬المحتوى‭ ‬بشكل‭ ‬مضاد‭ ‬باستخدام‭ ‬المنطق‭ ‬والآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬داعياً‭ ‬المتنورين‭ ‬أن‭ ‬يستمروا‭ ‬في‭ ‬دورهم‭ ‬الطوعي‭ ‬لرفع‭ ‬الظلم‭ ‬عن‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭.‬

ويعتقدأن‭ ‬المستخدمين‭ ‬العاديين‭ ‬يمكنهم‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬أكثر‭ ‬احترامًا‭ ‬وتسامحًا‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بإعادة‭ ‬نشر‭ ‬محتوى‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬بيئة‭ ‬أكثر‭ ‬احترامًا‭ ‬وتسامحًا‭ ‬في‭ ‬صفحاتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬نسبة‭ ‬لأعمال‭ ‬المتنورين‭ ‬والمصلحين‭.‬

يقاطعون‭ ‬صفحات‭ ‬الفاسدين‭ ‬والمتطرفين‭ ‬ويحظرونها،‭ ‬ويبلغون‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬معايير‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬هذا‭ ‬سيقلل‭ ‬من‭ ‬شهرتهم‭ ‬وانتشارهم،‭ ‬ويجعلهم‭ ‬يخاطبون‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬فسادهم‭ ‬وتطرفهم‭ ‬الضيقة

الصحفي‭ ‬سالم‭ ‬الحريك‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تمارس‭ ‬تأثيرًا‭ ‬سلبيًا‭ ‬وإيجابيًا‭ ‬عمومًا،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنها‭ ‬تساهم‭ ‬بشكل‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬رسائل‭ ‬الكراهية‭ ‬ضد‭ ‬فئات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ليست‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬الجميع،‭ ‬حيث‭ ‬يرفض‭ ‬التفكير‭ ‬الجماعي‭ ‬للمجتمع‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬الفئة‭..‬

ويقترح‭ ‬تعزيز‭ ‬بيئة‭ ‬تواصل‭ ‬اجتماعي‭ ‬محترمة‭ ‬ومسالمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رفض‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬الكراهية‭ ‬وعدم‭ ‬التفاعل‭ ‬معها،‭ ‬والالتزام‭ ‬بسياسات‭ ‬ومعايير‭ ‬المنصات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬كخطاب‭ ‬كراهية‭.‬

وتتفق‭ ‬الاذاعيتان‭  ‬حفصة‭ ‬إحميد‭ ‬و‭ ‬فيحاء‭ ‬العاقب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬رواد‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يوجهون‭ ‬ويعبرون‭ ‬عن‭ ‬الكراهية‭ ‬بصراحة،‭ ‬مشيرتان‭  ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬ملحوظة‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الكراهية‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭. ‬خاصة‭ ‬النساء‭ ‬المؤمنات‭ ‬بقضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬الصحفيات‭ ‬فهن‭ ‬الأكثر‭ ‬تعرضًا‭ ‬لهذه‭ ‬الكراهية‭. ‬

شاهد أيضاً

لاعب السويحلي والمنتخب الوطني “أسامـــة الشريمــي”

العدد‭ ‬الكبير‭ ‬لفرق‭ ‬الدوري‭ ‬ ستكون‭ ‬له‭ ‬مآلات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفن نعم‭ ‬هناك‭ ‬فريق‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *