الرئيسية / الرئيسية / فــي لقــاء بالشاعــر الفلسطيني المقيـم في ليبيا ‘‘ربحي أحمد الطيماوي’’

فــي لقــاء بالشاعــر الفلسطيني المقيـم في ليبيا ‘‘ربحي أحمد الطيماوي’’

فـي‭ ‬ليبيا‭ ‬أمتلك‭ ‬مســــاحة‭ ‬واسعـــــة‭ ‬فـي‭ ‬الكتابة‭ ‬بسبب‭ ‬المناخ‭ ‬السياسي‭ ‬والتضامنـــي‭ ‬مــع‭ ‬شعبنـــا‭ ‬وقضيتــــه‭

بخـلاف‭ ‬الكثيـر‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬الشعراء‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخـــرى‭..‬حيـث‭ ‬يكبلــون‭ ‬بالمواقف‭ ‬السياسيــة‭ ‬لهـــذا‭ ‬البلــد‭ ‬أو‭ ‬ذاك

اشراف‭ : ‬مصطفى‭ ‬حمود

ولد‭ ‬الشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬

‘‘ربحي‭ ‬أحمد‭ ‬الطيماوي’’‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1948م‭ ‬بفلسطين،‭ ‬تحديدا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬كيان‭ ‬صهيوني‭ ‬غاصب‭ ‬لأرضه،‭ ‬أرض‭ ‬أجداده‭ ‬وأبنائه؛‭ ‬لينشأ‭ ‬وفي‭ ‬يده‭ ‬سلاحان،‭ ‬البندقية‭ ‬والقلم‭. ‬برصاص‭ ‬بندقيته‭ ‬يقاتل‭ ‬مع‭ ‬رفاق‭ ‬النضال‭ ‬لاسترجاع‭ ‬وطن‭ ‬مسلوب،‭ ‬فخاض‭ ‬معارك‭ ‬الثورة‭ ‬المدافعة‭ ‬عن‭ ‬أرضه‭ ‬وشعبه‭. ‬وتوازيا‭ ‬حارب‭ ‬برصاص‭ ‬قلمه‭ ‬يكتب‭ ‬شعراً‭ ‬وطنياً‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬بقاء‭ ‬القضية‭ ‬حيّة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الشعب،‭ ‬ومقالات‭ ‬سياسية‭ ‬وخطابات‭ ‬حماسية‭ ‬تحرض‭ ‬دوماً‭ ‬على‭ ‬النضال‭ ‬وإظهار‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وظلم‭ ‬وقهر‭ ‬الاحتلال‭ ‬لأرضهم‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭. ‬فكان‭ ‬نتاجه‭ ‬6‭ ‬كتب،‭ ‬بين‭ ‬رواية‭ ‬سياسية‭ ‬ودواوين‭ ‬شعرية‭ ‬جلها‭ ‬وطنية‭.‬

جاء‭ ‬الشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1976م،‭ ‬ثم‭ ‬ذهب‭ ‬لاستكمال‭ ‬دراسته‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬سابقاً‭ ‬ليتحصل‭ ‬على‭ ‬دبلوم‭ ‬الدراسات‭ ‬العسكرية‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قادة‭ ‬كتائب،‭ ‬ليعود‭ ‬مجدداً‭ ‬الى‭ ‬ليبيا‭ ‬عام‭ ‬1990م،‭ ‬حيث‭ ‬استقر‭ ‬به‭ ‬المقام‭ ‬رفقة‭ ‬عائلته‭ ‬ويعيش‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬تسلّم‭ ‬لمدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬مهام‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬لإحدى‭ ‬فصائل‭ ‬الثورة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬وحتى‭ ‬2006م‭. ‬وانتسب‭ ‬قبلها‭ ‬من‭ ‬1994‭-‬و‭ ‬1995م،‭ ‬إلى‭ ‬اتحاد‭ ‬الكتاب‭ ‬والصحفيين‭ ‬الفلسطينيين‭- ‬فرع‭ ‬ليبيا،‭ ‬ليشغل‭ ‬الآن‭ ‬عضوية‭ ‬الهيئة‭ ‬الإدارية‭ ‬للاتحاد‭. ‬

‬شعراؤنا‭ ‬وكتابنا‭ ‬يواجهون‭ ‬أشكالاً‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الاضطهاد‭ ‬والقهر‭ ‬والاغتيالات‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬الكثير‭ ‬منهم،‭ ‬واستهدفت‭ ‬آراءهم‭ ‬وأفكارهم،‭ ‬وعموماً‭ ‬إن‭ ‬الكاتب‭ ‬العربي‭ ‬معرض‭ ‬للاعتقال‭ ‬في‭ ‬بلده،‭ ‬أما‭ ‬الكاتب‭ ‬والشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فهو‭ ‬معرض‭ ‬للاعتقال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلد

‭ ‬شعراؤنا‭ ‬وكتابنا‭ ‬يواجهون‭ ‬أشكالاً‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الاضطهاد‭ ‬والقهر‭ ‬والاغتيالات‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬الكثير‭ ‬منهم،‭ ‬واستهدفت‭ ‬آراءهم‭ ‬وأفكارهم،‭ ‬وعموماً‭ ‬إن‭ ‬الكاتب‭ ‬العربي‭ ‬معرض‭ ‬للاعتقال‭ ‬في‭ ‬بلده،‭ ‬أما‭ ‬الكاتب‭ ‬والشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فهو‭ ‬معرض‭ ‬للاعتقال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلد

التقت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الليبية‮»‬‭ ‬بالشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬الأثر‭ ‬الذي‭ ‬تركته‭ ‬تجربته‭ ‬النضالية‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬وطنه‭ ‬على‭ ‬كتاباته‭ ‬الشعرية‭.‬

الليبية‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المواضيع‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬أعمالك‭ ‬الشعرية؟

الطيماوي‭: ‬أنا‭ ‬ابن‭ ‬قضية‭ ‬وشعب‭ ‬مشرد‭ ‬اغتصبت‭ ‬أرضه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬أعمالي‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬ومعاناة‭ ‬شعبنا‭. ‬

الليبية‭: ‬كيف‭ ‬ترى‭ ‬دور‭ ‬الشاعر‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬الفلسطيني؟

الطيماوي‭: ‬الشعر‭ ‬واكب‭ ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬نضال‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطيني‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬النكبة‭ ‬والمعاناة،‭ ‬ولقد‭ ‬جسّد‭ ‬الشعراء‭ ‬مراحل‭ ‬هذا‭ ‬النضال‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭. ‬لقد‭ ‬حمل‭ ‬الشعراء‭ ‬على‭ ‬أكتافهم‭ ‬مهمة‭ ‬بقاء‭ ‬القضية‭ ‬حيّة‭ ‬وماثلة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬شعبنا،‭ ‬وكانوا‭ ‬محرضين‭ ‬دوماً‭ ‬على‭ ‬النضال‭ ‬وأظهروا‭ ‬للعالم‭ ‬معاناة‭ ‬شعبنا‭ ‬وظلم‭ ‬وقهر‭ ‬الاحتلال‭ ‬لأرضه‭.‬

الوضع‭ ‬الثقافي‭ ‬والشعري‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬مواكب‭ ‬بقوة‭ ‬لقضايا‭ ‬شعبنا،‭ ‬يتطور‭ ‬ويتصاعد‭ ‬كسلاح‭ ‬فعّال‭ ‬في‭ ‬استنهاض‭ ‬جماهير‭ ‬شعبنا‭ ‬لاستمرار‭ ‬النضال‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم

الليبية‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬شعراء‭ ‬فلسطينيون‭ ‬معينون‭ ‬أثروا‭ ‬فيك‭ ‬أو‭ ‬ألهموك؟

الطيماوي‭: ‬كل‭ ‬الشعراء‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أثروا‭ ‬في‭ ‬وتأثروا‭ ‬ببعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬وذلك‭ ‬لوحدة‭ ‬القضية‭ ‬والهدف‭ ‬والمعاناة‭ ‬والغربة‭. ‬وبالتالي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬شاعر‭ ‬أكون‭ ‬قد‭ ‬تأثرت‭ ‬به‭ ‬كهارون‭ ‬هاشم‭ ‬رشيد‭ ‬وإبراهيم‭ ‬طوقان‭ ‬وسميح‭ ‬القاسم‭ ‬ومحمود‭ ‬درويش‭. ‬

الليبية‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬كشاعر‭ ‬فلسطيني؟‭ ‬

الطيماوي‭: ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هي‭: ‬المكان،‭ ‬النظام‭ ‬المسموح‭ ‬به‭ ‬وغير‭ ‬المسموح‭.‬

الليبية‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬تجربة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬حدث‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬شعرك؟

الطيماوي‭: ‬الأحداث‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬أهمها‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬وانخراطي‭ ‬في‭ ‬الثورة‭ ‬وإصابتي‭ ‬بالرصاص‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬شعبي‭ ‬وثورتي‭. ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬سجون‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭. ‬

الليبية‭: ‬كيف‭ ‬تقيم‭ ‬الوضع‭ ‬الثقافي‭ ‬والشعري‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬اليوم؟

الطيماوي‭: ‬الوضع‭ ‬الثقافي‭ ‬والشعري‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬مواكب‭ ‬وبكل‭ ‬قوة‭ ‬لقضايا‭ ‬شعبنا،‭ ‬وهو‭ ‬يتطور‭ ‬ويتصاعد‭ ‬كسلاح‭ ‬فعّال‭ ‬في‭ ‬استنهاض‭ ‬جماهير‭ ‬شعبنا‭ ‬لاستمرار‭ ‬النضال‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم‭. ‬الآن‭ ‬الأدب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المعركة،‭ ‬والجميع‭ ‬يعرف‭ ‬كم‭ ‬قدّم‭ ‬الأدباء‭ ‬والشعراء‭ ‬من‭ ‬شهداء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وهذه‭ ‬المعركة‭ ‬المقدسة‭. ‬

الليبية‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬تأمل‭ ‬أن‭ ‬ينقلها‭ ‬شعرك‭ ‬إلى‭ ‬العالم؟

الطيماوي‭: ‬الرسالة‭ ‬هي‭ ‬أننا‭ ‬شعب‭ ‬لنا‭ ‬حقوق‭ ‬تم‭ ‬اغتصابها،‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬العدالة‭ ‬والعيش‭ ‬على‭ ‬أرضنا‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬وأمان،‭ ‬كباقي‭ ‬الشعوب‭. ‬

الليبية‭: ‬كيف‭ ‬أثرت‭ ‬تجربة‭ ‬الغربة‭ ‬على‭ ‬أعمالك‭ ‬الشعرية؟

الطيماوي‭: ‬الغربة‭ ‬تجربة‭ ‬قاسية‭ ‬ومليئة‭ ‬بالحزن‭ ‬والقهر،‭ ‬ولقد‭ ‬انعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬كتاباتي‭. ‬ليس‭ ‬أنا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬معظم‭ ‬شعراء‭ ‬الوطن‭. ‬الحنين‭ ‬للوطن‭ ‬والأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والذكريات‭ ‬شيء‭ ‬صعب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الشفاء‭ ‬منه‭ ‬طالما‭ ‬أنت‭ ‬في‭ ‬الغربة‭. ‬

الليبية‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬كمغترب‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشعر؟

الطيماوي‭: ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الشاعر‭ ‬المغترب‭ ‬هي‭ ‬المساحة‭ ‬التي‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬أفكاره‭ ‬دون‭ ‬قيود‭. ‬الشاعر‭ ‬المغترب‭ ‬يخضع‭ ‬لنظام‭ ‬وقوانين‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬حال‭ ‬الأدباء‭ ‬والشعراء‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬الفلسطيني‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سؤال‭ ‬مهم،‭ ‬فمجال‭ ‬الكتابة‭ ‬يعترضها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬بفعل‭ ‬الحالة‭ ‬السياسية‭ ‬للأنظمة‭ ‬والتي‭ ‬يتعرض‭ ‬فيها‭ ‬الأدباء‭ ‬والشعراء‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الملاحقة‭ ‬والاعتقال،‭ ‬وتصل‭ ‬أحياناً‭ ‬إلى‭ ‬التصفية‭ ‬الجسدية‭. ‬والأمثلة‭ ‬كثيرة‭. ‬

الليبية‭: ‬هل‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬الأدب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يتغير‭ ‬بتغير‭ ‬مكان‭ ‬الإقامة‭. ‬وكيف‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬التقاليد‭ ‬والأصوات‭ ‬الجديدة؟

الطيماوي‭: ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬صحيحاً،‭ ‬فالشاعر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يراعي‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد،‭ ‬ولكن‭ ‬الشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬ظهره‭ ‬قضية‭ ‬شعبه،‭ ‬وهذه‭ ‬القضية‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬ولا‭ ‬تتبدل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬فهذا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬رسالته‭ ‬المقدسة‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأصوات‭ ‬الجديدة‭ ‬فأرى‭ ‬أن‭ ‬لهم‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد؛‭ ‬فالكثير‭ ‬منهم‭ ‬يكتب‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬شعبه‭ ‬وهموم‭ ‬أمته،‭ ‬ويعرف‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬قيّمه‭ ‬وعقيدته‭ ‬ومستقبله،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهم‭ ‬وإرشادهم؛‭ ‬لأنهم‭ ‬مستقبل‭ ‬الشعر‭ ‬والحداثة،‭ ‬ولهم‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬دور‭ ‬وأهمية‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الشعوب‭.‬

الليبية‭: ‬كيف‭ ‬تظل‭ ‬متصلاً‭ ‬بالواقع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وأنت‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬؟

الطيماوي‭: ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬والمعرفة‭ ‬متعددة‭ ‬ومتطورة،‭ ‬ونستطيع‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬ونحن‭ ‬جالسين‭ ‬في‭ ‬بيوتنا‭. ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاتصالات‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬وخارجه‭.‬

الليبية‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬مواضع‭ ‬أو‭ ‬قضايا‭ ‬معينة‭ ‬تجدها‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحاً‭ ‬في‭ ‬أعمالك‭ ‬الشعرية‭ ‬بسبب‭ ‬الغربة؟

الطيماوي‭: ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تشغلني‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬الغربة‭ ‬وأجسدها‭ ‬في‭ ‬أعمالي،‭ ‬هي‭: ‬كيف‭ ‬يستمر‭ ‬النضال‭ ‬ويبقى‭ ‬مشتعلا‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الهم‭ ‬الأكبر،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬وحدة‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭. ‬

الليبية‭: ‬كيف‭ ‬أثرت‭ ‬تجربتك‭ ‬النضالية‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬مسيرتك‭ ‬الشعرية؟

الطيماوى‭: ‬التجربة‭ ‬العسكرية‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مفاصل‭ ‬حياتي؛‭ ‬حيث‭ ‬انخرطت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬بكل‭ ‬قواي‭ ‬ومشاعري،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أنني‭ ‬قد‭ ‬نزفت‭ ‬دماً‭ ‬وأصبت‭ ‬بالرصاص‭ ‬مرتين،‭ ‬وأيضاً‭ ‬سجنت،‭ ‬وهذا‭ ‬شكل‭ ‬لي‭ ‬قاعدة‭ ‬فكرية‭ ‬ونضالية‭ ‬استفدت‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬حياتي‭. ‬لقد‭ ‬مثلت‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬العنفوان‭ ‬والشجاعة،‭ ‬كما‭ ‬مثلت‭ ‬أيضا‭ ‬مرحلة‭ ‬امتلأت‭ ‬بالحزن‭ ‬والقهر‭ ‬على‭ ‬فقدان‭ ‬الأعزاء‭ ‬من‭ ‬رفاق‭ ‬الدرب‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال،‭ ‬ولقد‭ ‬انعكس‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬كتاباتي‭.‬

‭ ‬الليبية‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬النضال،‭ ‬وكيف‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬كتاباتك؟

الطيماوي‭: ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬هي‭ ‬الأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬وتعامل‭ ‬الأنظمة‭ ‬مع‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬والرأي‭ ‬من‭ ‬أدباء‭ ‬وشعراء‭. ‬مثلاً‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وأمتلك‭ ‬مساحة‭ ‬واسعة‭ ‬فى‭ ‬الكتابة‭ ‬بسبب‭ ‬المناخ‭ ‬السياسي‭ ‬والتضامني‭ ‬مع‭ ‬شعبنا‭ ‬وقضيته‭ ‬بخلاف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأخوة‭ ‬الشعراء‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬يكبلون‭ ‬بالمواقف‭ ‬السياسية‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭. ‬

الليبية‭: ‬هل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الشعر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة‭ ‬لنقل‭ ‬الرسائل‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية؟‭ ‬كيف؟‭ ‬

الطيماوي‭: ‬نعم‭ ‬ممكن،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التحريض‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬الحقيقة‭ ‬للجماهير‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الرمزية‭ ‬واللف‭ ‬والدوران‭ ‬حول‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬طرحها‭. ‬كل‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬فوق‭ ‬الطاولة‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬مخفي‭ ‬الآن،‭ ‬والدول‭ ‬الكبرى‭ ‬لم

التجربة العسكرية كانت من أهم مفاصل حياتي ، حيث انخرطت في هذه التجربة بكل قواي ومشاعري ، ونزفت دماً وأصبت بالرصاص مرتين ،وأيضا سجنت ، وهذا شكل لي قاعدة فكرية ونضالية استفدت منها في حياتي 

‭ ‬تعد‭ ‬تخفيها،‭ ‬والأهداف‭ ‬واضحة‭ ‬لهذه‭ ‬الدول،‭ ‬فهي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬اخضاعنا‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أرضنا‭ ‬وخيرات‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭. ‬إذاً‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شعرنا‭ ‬واضح‭ ‬وجلي،‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬الأمة‭ ‬بكل‭ ‬جرأة‭ ‬وشجاعة‭. ‬

إن‭ ‬شعراءنا‭ ‬وكتابنا‭ ‬يواجهون‭ ‬أشكالاً‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الاضطهاد‭ ‬والقهر‭ ‬والاغتيالات‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬الكثير‭ ‬منهم،‭ ‬واستهدفت‭ ‬آراءهم‭ ‬وأفكارهم،‭ ‬وعموما‭ ‬إن‭ ‬الكاتب‭ ‬العربي‭ ‬معرض‭ ‬للاعتقال‭ ‬في‭ ‬بلده،‭ ‬أما‭ ‬الكاتب‭ ‬والشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فهو‭ ‬معرض‭ ‬للاعتقال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلد‭. ‬إن‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والشعراء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قد‭ ‬سجنوا‭ ‬بسبب‭ ‬كتاباتهم،‭ ‬وهناك‭ ‬شعراء‭ ‬وأدباء‭ ‬تمت‭ ‬تصفيتهم،‭ ‬وأشخاص‭ ‬على‭ ‬القوائم‭ ‬السوداء‭ ‬ويتعرضون‭ ‬للتهديد‭ ‬وتمنع‭ ‬كتاباتهم‭ ‬وأفكارهم‭ ‬من‭ ‬النشر،‭ ‬ويحاربون‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬رزقهم‭. ‬

قصيدة

نبذة‭ ‬عن‭ ‬الشاعر‭ ‬:

من ديوان (زمن الحجر)

صدرت‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬الغاية‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬الأردنية‭ ‬6‭ ‬كتب،‭ ‬رواية‭ ‬سياسية‭ ‬بعنوان‭ (‬أحاديث‭ ‬ممنوعة‭)‬،‭ ‬و4‭ ‬دواوين‭ ‬شعرية‭ ‬وطنية‭ ‬ورومانسية،‭ ‬أهمها‭ (‬همس‭ ‬القمر‭)‬،‭ (‬هذا‭ ‬الهوى‭قدري‭)‬،‭ (‬لن‭ ‬يطول‭ ‬الانتظار‭)‬،‭ ‬أعادت‭ ‬دار‭ ‬العروبة‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬بالقاهرة‭ ‬نشر‭ ‬الديوان‭ ‬الأخير‭. ‬

ومؤخرا‭ ‬صدر‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬أمل‭ ‬كاتب‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬بالقاهرة‭ ‬ديوان‭ ‬شعري‭ ‬سادس،‭ ‬يحمل‭ ‬عنوان‭ (‬زمن‭ ‬الحجر‭). ‬وقريبا‭ ‬سيصدر‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الدار‭ ‬ديوان‭ ‬شعر‭ ‬بعنوان‭ (‬أحببتك‭ ‬وكفى‭).‬

أيـن‭ ‬المفــر؟

أين‭ ‬المفر‭..‬

من‭ ‬الأحزان‭ ‬الماضية

تلك‭ ‬الأحزان‭ ‬

ما‭ ‬زالت‭ ‬تلاحقنا

تلعننا

ووجوهنا‭ ‬مليئة‭ ‬بالأدران

بقايا‭ ‬العمر‭ ‬تبحث‭ ‬عن

بقايا‭ ‬أفراح

همس‭ ‬صراخ

أين‭ ‬المفر‭ ‬من‭ ‬أقدارنا

والميادين‭ ‬تتفجر‭ ‬بالردى

وحدود‭ ‬الوطن‭ ‬محاطة‭ ‬بجدار

الحنين‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬حد‭ ‬الجنون

لن‭ ‬نغيب‭ ‬خلف‭ ‬سراب‭ ‬مصطنع

لن‭ ‬نذوب‭ ‬في‭ ‬المدائن

سراديب‭ ‬السلاطين‭ ‬قصور‭ ‬خراب

نصنع‭ ‬القيامة‭ ‬بالدماء

فرح‭.. ‬وبكاء

ما‭ ‬زالت‭ ‬الذاكرة‭ ‬تنبض‭ ‬فينا

نهر‭.. ‬بحر‭.. ‬سماء

وطن‭ ‬وكبرياء

نمضي‭ ‬نحمل‭ ‬أحزاننا‭ ‬

ودموعنا

في‭ ‬درب‭ ‬الألم‭ ‬الطويل

كأن‭ ‬الظلام‭ ‬لم‭ ‬يكن

ومن‭ ‬سنين‭ ‬القهر‭ ‬الدفين

نرسم‭ ‬ملامح‭ ‬نصر

يطل‭ ‬من‭ ‬بعيد

لم‭ ‬يعد‭ ‬الصمت‭ ‬عنواناً

ونشيد

دماً‭.. ‬غال‭ ‬وثمين

يرتقي‭ ‬الشهداء

يعلو‭ ‬نشيد‭ ‬النصر

زغاريد‭.

شاهد أيضاً

لاعب السويحلي والمنتخب الوطني “أسامـــة الشريمــي”

العدد‭ ‬الكبير‭ ‬لفرق‭ ‬الدوري‭ ‬ ستكون‭ ‬له‭ ‬مآلات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفن نعم‭ ‬هناك‭ ‬فريق‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *