الرئيسية / الرئيسية / المسرح عشقي الــذي لاينتهــي

المسرح عشقي الــذي لاينتهــي

الممثلة‭ ‬القديرة‭ ‬كريمان‭ ‬جبر‭ :‬

المخــرج‭ ‬بشيــر‭ ‬الضــــاوي‭ ‬هــو‭ ‬مـــن‭ ‬اكتشف‭ ‬الجانب‭ ‬الكوميــدي‭ ‬فــــي‭ ‬شخصيتــي‭ ‬

فنانة‭ ‬دخلت‭ ‬مجال‭ ‬التمثيل‭ ‬منذ‭ ‬سن‭ ‬‮١١‬‭ ‬عاماً‭ ‬،‭ ‬درست‭ ‬السيناريو‭ ‬والإخراج‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وكتبت‭ ‬اسمها‭ ‬بالخط‭ ‬العريض‭ ‬لتثبت‭ ‬وجودها‭ ‬كممثلة‭ ‬ومخرجة‭.‬

‭ ‬تجيد‭ ‬التحدث‭ ‬بالإيطالية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭ ‬،‭ ‬تولت‭ ‬عدة‭ ‬مهام‭ ‬منها‭ ‬أمين‭ ‬مساعد‭ ‬نقيب‭ ‬الفنانين‭ ‬الليبيين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬استقالتها‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬توليها‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬،‭ ‬وشغلت‭ ‬مهام‭ ‬رئيس‭ ‬وحدة‭ ‬الإخراج‭ ‬المسموع‭ ‬بالإذاعة‭ ‬الليبية‭ ‬ببنغازي‭ .‬

هي‭ ‬قامة‭ ‬فنية‭ ‬كبيرة‭ ‬لمعت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬منها‭ ‬المفسدون‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬شموع‭ ‬لاتنطفىء‭ ‬،‭ ‬الرحيل‭ ‬المنسي‭ ‬،‭ ‬زمن‭ ‬النسيان‭ ‬وحصار‭ ‬الكوف،‭ ‬قامت‭ ‬بإعداد‭ ‬عديد‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬،‭ ‬عرفها‭ ‬الجمهور‭ ‬الليبي‭ ‬والعربي‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬سالمة‭ ‬بفيلم‭ ‬الشظية‭ .‬

ضيفتنا‭ ‬لهذا‭ ‬العدد‭ ‬الممثلة‭ ‬القديرة‭ ‬كريمان‭ ‬جبر‭.‬

فيلم‭ ‬الشظية‭ ‬

هو‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬حياتي

لقاء‭ :  ‬خديجــة‭ ‬المرهـاق

بداية‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬سلامتك‭ ‬حدثينا‭ ‬عن‭ ‬رحلة‭ ‬علاجك‭ ‬؟

أشكركم‭ ‬على‭ ‬سؤالكم،‭ ‬بالفعل‭ ‬تعرضت‭ ‬لوعكة‭ ‬صحية‭ ‬فمنذ‭ ‬٧‭ ‬أشهر‭ ‬أعاني‭ ‬ويلات‭ ‬المرض‭  ‬ورغم‭ ‬ترددي‭  ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬صحية‭ ‬خاصة‭  ‬وعامة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بنغازي‭ ‬والمجهودات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬بذلها‭ ‬الأطباء‭ ‬من‭ ‬أجلي‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭  ‬كانت‭  ‬دون‭ ‬جدوى‭  ‬فالتشخيص‭ ‬لم‭ ‬يبين‭ ‬سبب‭ ‬مرضي‭  ‬واضطررت‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تونس‭ ‬حينها‭ ‬أصبحت‭ ‬أشعر‭ ‬ببعض‭ ‬التحسن‭ .‬

لن‭ ‬نتحدث‭ ‬حول‭ ‬بدايتك‭ ‬فهذا‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليه‭ ‬اثنان‭ ‬ولكن‭ ‬سنتحدث‭ ‬حول‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية،‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬إمكانات‭ ‬بسيطة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬حققت‭ ‬نجاحاً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬رغم‭ ‬توفر‭ ‬الإمكانات‭ ‬المتطورة‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬وصورة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬ما‭ ‬السبب‭ ‬برأيك؟

‭ ‬هناك‭ ‬نقطة‭ ‬هامة‭ ‬قد‭ ‬غفل‭ ‬عنها‭ ‬الكثير‭  ‬وهي‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬بالشيء‭ ‬الهين‭ ‬فيمكن‭ ‬أن‭ ‬يبني‭ ‬المهندس‭ ‬عمارة‭ ‬وتكون‭ ‬أجمل‭  ‬مايكون،‭ ‬ولكن‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬لايتم‭ ‬بهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬و‭ ‬ليس‭ ‬سهلاً‭ ‬أيضاً‭ ‬ولكي‭ ‬نبني‭ ‬فناناً‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬الموهبة‭ ‬والقبول‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬متابعا‭ ‬جيداً‭ ‬للحركة‭ ‬الفنية‭ ‬ومواكباً‭ ‬للتطورات‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬وصوت‭ ‬وصورة‭  ‬حينها‭ ‬فقط‭  ‬سيقدم‭ ‬عملاً‭ ‬يرضى‭ ‬ذائقته‭ ‬الفنية‭ ‬أولاً‭ ‬والجمهور‭ ‬ثانياً‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬المسلمات‭.‬

لذلك‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬شاسع‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬عرض‭ ‬من‭ ‬اعمال‭ ‬درامية‭ ‬قديمة‭ ‬وما‭ ‬نراه‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬كامل‭ ‬احترامي‭ ‬للقلة‭.

  ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬فيلم‭ ‬الشظية‭ ‬لكريمان‭ ‬جبر؟

هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬اُضاف‭ ‬لي‭ ‬الكثير‭ ‬وأعتبره‭ ‬بصمة‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬تاريخي‭ ‬الفني‭ ‬فهو‭ ‬يناقش‭ ‬قضية‭ ‬كبيرة‭ ‬وهي‭ ‬الاُلغام‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬اغلب‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬أثناء‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬دمرت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالحياة‭ . ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬الانساني‭ ‬الذي‭ ‬يخص‭ ‬الشق‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الفيلم‭ ‬أما‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يخصني‭  ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬كان‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬حياتي‭, ‬الله‭ ‬يرحم‭ ‬أستاذ‭ ‬محمد‭ ‬الفرجاني‭ ‬مخرج‭ ‬الفيلم‭ ‬فلو‭ ‬أن‭ ‬مخرج‭ ‬الفيلم‭ ‬اكان‭ ‬عايشب‭ ‬لكان‭ ‬وضع‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬غير‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬الآن‭ ‬،ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الأفلام‭ ‬الأخرى‭ ‬منها‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬الأزقة‭ ‬الضيقة‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ير‭  ‬النور‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬الظروف‭ ‬و‭(‬الغيث‭ ‬الصغير‭)‬وهو‭ ‬من‭ ‬اخراج‭ ‬وئام‭ ‬الصعيدي‭ ‬ولكن‭ ‬يظل‭ ‬فيلم‭ ‬الشظية‭ ‬هو‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬ليبيا‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭. ‬

هذا‭ ‬الفيلم‭  ‬المأخوذ‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬تحمل‭ ‬الاسم‭ ‬نفسه‭ ‬للأديب‭ ‬الليبي‭ ‬الكبير‭ ‬ا‭ ‬ابراهيم‭ ‬الكوني‭ ‬ب‭  ‬بكادر‭ ‬فني‭ ‬ليبي‭ ‬بالكامل‭  ‬تم‭ ‬تصويره‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬١٩٨٤‭ ‬ورغم‭ ‬ضعف‭ ‬موازنته‭ ‬الإنتاجية‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حصد‭ ‬الجوائز‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية‭ ‬ونال‭ ‬تقدير‭ ‬واشادة‭ ‬الكتاب‭ ‬والنقاد‭ ‬السينمائيين‭. ‬

علمت‭ ‬أن‭ ‬لديك‭ ‬موهبة‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء،‭ ‬فهل‭ ‬تمارسين‭ ‬هذه‭ ‬الموهبة‭ ‬؟

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أحب‭ ‬فعلاً‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء‭ ‬وأقوم‭ ‬بتعديل‭ ‬الآزياء‭ ‬القديمة‭ ‬وتحديثها‭ ((‬فحرفة‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬ولا‭ ‬ملك‭ ‬الجد‭)) ‬ولشدة‭ ‬هوسي‭ ‬بالخياطة‭ ‬جعلتني‭ ‬أحضر‭ ‬ماكينة‭ ‬الخياطة‭ ‬لموقع‭ ‬التصوير‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تعرض‭ ‬منزلي‭ ‬للسرقة‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬نهب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أملك‭ ‬ولم‭ ‬أعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭.‬

‭ ‬أخرجتِ‭ ‬عديد‭ ‬المسلسلات‭ ‬منها‭ ‬زغاريد‭ ‬وراحة‭ ‬البال‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬عديد‭ ‬البرامج‭ ‬المسموعة،‭ ‬في‭ ‬اعتقادك‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬المخرج‭ ‬ناجحاً‭ ‬؟

المخرج‭ ‬الناجح‭ ‬يدرس‭ ‬العمل‭ ‬ويتمعن‭ ‬في‭ ‬الشخصيات‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يجيد‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوار‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المجاملة‭ ‬ويتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬النواقص‭ ‬ويوفرها‭ .‬

وعودة‭ ‬إلى‭ ‬سؤالك‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬ضعف‭ ‬الأعمال‭ ‬الحديثة‭ ‬،‭ ‬فالأخطاء‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زمان‭ ‬ومكان‭ ‬وتحصل‭ ‬المغالطات‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬لعدم‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬الرقابة‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬تاريخياً‭  ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬اجتماعياً‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬فحوى‭ ‬العمل‭ ‬أما‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬جوانب‭ ‬قانونية‭ ‬أو‭ ‬صحية‭ ‬فيرجع‭ ‬إلى‭ ‬أهل‭ ‬الخبرة‭ ‬وبحكم‭ ‬إتقاني‭ ‬بعض‭ ‬اللغات‭ ‬أجد‭ ‬أخطاء‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المفردات‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬الفصحى‭ ‬بها‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬إذن‭ ‬على‭ ‬المخرج‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متمكناً‭ ‬من‭ ‬أدواته‭ ‬وقدراته‭ ‬وإعداده‭ ‬للعمل‭ ‬بالكامل‭.‬

  ‬المسرح‭ ‬استاذ‭ ‬الشعوب‭ ‬والفنان‭ ‬يظل‭ ‬دائماً‭ ‬متشوقاً‭ ‬للركح‭ ‬،‭ ‬أيهما‭ ‬تفضلين‭ ‬المسرح‭ ‬أم‭ ‬التلفزيون؟

المسرح‭ ‬أعتبره‭ ‬عشقي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينتهي،‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬خضت‭ ‬عديد‭ ‬المهرجانات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬وحين‭ ‬أكون‭ ‬متواجدة‭ ‬بالمسرح‭ ‬أشعر‭ ‬وقتها‭ ‬بنشوة‭ ‬كبيرة‭ ‬وحب‭ ‬يغمرني‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬أما‭ ‬التلفزيون‭ ‬أشعر‭ ‬بشغف‭ ‬كبير‭ ‬نحوه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاملي‭ ‬مع‭ ‬الإضاءة‭ ‬والكاميرا‭ ‬والصوت‭ ‬فكل‭ ‬جزء‭ ‬به‭ ‬مرتبط‭ ‬بالآخر‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬وتصرفاتك‭ ‬تكون‭ ‬تلقائياً‭ ‬طبيعية‭ .‬

‭ ‬لديّ‭ ‬جملة‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أرددها‭ ‬دائماً‭ ‬حين‭ ‬أعمل‭ ‬كمخرجة‭ ‬بالراديو‭ ((‬أنا‭ ‬أجعل‭ ‬المستمع‭ ‬يرى‭ ‬بأذنيه‭)) ‬فالمستمع‭ ‬أصبح‭ ‬ذكياً‭ ‬لدرجة‭ ‬كبيرة‭  ‬فهو‭ ‬يميز‭ ‬بٌعد‭ ‬الصوت‭ ‬والمساحة‭ ‬وحركة‭ ‬اليد‭ ‬أو‭ ‬الخطوات‭. ‬

‭ ‬لاوبريت‭ ‬أم‭ ‬المسامي‭ ‬وقع‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬قلبك‭ ‬حدثينا‭ ‬عنه‭  ‬؟

‭ ‬بالفعل‭ ‬أقرب‭ ‬اوبريت‭ ‬على‭ ‬قلبي‭ ‬هو‭ ‬أم‭ ‬المسامي‭ ‬لأنه‭ ‬جاء‭ ‬ضمن‭ ‬قالب‭ ‬اجتماعي‭ ‬وينادي‭ ‬بوحدة‭ ‬ليبيا‭ ‬وقد‭ ‬حفظت‭ ‬بعض‭ ‬الأبيات‭ ‬الشعرية‭ ‬التي‭ ‬جسدتها‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أتقاض‭ ‬أي‭ ‬مقابل‭ ‬مادي‭ ‬وصرفت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬جيبي‭ ‬الخاص‭ ‬وحين‭ ‬رأيت‭ ‬لهفة‭ ‬الجمهور‭ ‬للعمل‭ ‬عرضته‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬أخرى‭ ‬مجاناً‭ ‬وعرجنا‭ ‬بالمشاركة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬وتونس‭ ‬وهذا‭ ‬التوفيق‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭.‬

برأيك‭ ‬ماذا‭ ‬ينقص‭ ‬الدراما‭ ‬الليبية‭ ‬لكي‭ ‬تظهر‭ ‬بالمستوى‭ ‬الذي‭ ‬تنافس‭ ‬به‭ ‬الدراما‭ ‬العربية‭ ‬؟

الدراما‭ ‬الليبية‭ ‬جميلة‭ ‬بكل‭ ‬سلبياتها‭ ‬ولو‭ ‬توفر‭ ‬الكاتب‭ ‬والمخرج‭ ‬والممثل‭ ‬الجيد‭ ‬سيظهر‭ ‬العمل‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬نريدها‭ ‬فالمخرج‭ ‬ليس‭ ‬توجيه‭ ‬كاميرا‭ ‬أو‭ ‬مدير‭ ‬تصوير‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬خبرة‭ ‬وفن‭ ‬وادراك‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوار‭ ‬بدقة‭ ‬متناهية‭  ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬محتاجون‭ ‬لمنتج‭ ‬جيد‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬

تتبنى‭ ‬الأعمال‭ ‬وترعاها‭ ‬،فالعمل‭ ‬ليس‭ ‬تسليم‭ ‬عقد‭ ‬فقط‭ ‬أو‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬تُصرف‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬إذ‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬لجنة‭ ‬مراقبة‭ ‬لتقييم‭ ‬العمل‭ ‬ككل‭ ‬،وهذا‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬حتى‭ ‬نخرج‭ ‬بدراما‭ ‬فعلاً‭ ‬لها‭ ‬مضمون‭ ‬ومحتوى‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭. ‬

لماذا‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬نشاهد‭ ‬سلسلة‭ ‬‮«‬‭ ‬شوف‭ ‬وقول‭ ‬الرمضانية‭ ‬‮»‬‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬؟

العمل‭ ‬الكوميدي‭ ‬اشوف‭ ‬وقولب‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬الاستاذ‭ ‬بشير‭ ‬الضاوي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تصويره‭ ‬في‭ ‬التسعينيات‭ ‬لاقى‭ ‬نجاحاً‭ ‬عظيماً‭ ‬وقتها‭ ‬رغم‭ ‬اعتراض‭ ‬الكثير‭ ‬على‭ ‬اختياره‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬فالأغلبية‭ ‬أخبروه‭ ‬أن‭ ‬أدواري‭ ‬تراجيدية‭ ‬ولكن‭ ‬وحده‭ ‬بشير‭ ‬الضاوي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أكتشف‭ ‬الجانب‭ ‬الكوميدي‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬كريمان‭ . ‬

‭ ‬الفيلم‭ ‬التلفزيوني‭ (‬ذاكرة‭ ‬من‭ ‬نار‭) ‬تأليف‭ ‬مفتاح‭ ‬العماري‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬انتاج‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬؟

كنت‭ ‬أجهز‭ ‬نفسي‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬المانيا‭ ‬لغرض‭ ‬العلاج‭ ‬وحين‭ ‬وصولي‭ ‬المانيا‭ ‬هاتفني‭ ‬الاستاذ‭ ‬بشير‭ ‬الضاوي‭ ‬بخصوص‭ ‬الفيلم‭ ‬،‭ ‬اتفقنا‭ ‬وعُدت‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬وتوجهت‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬ترهونة‭ ‬تحديداً‭ ‬وتم‭ ‬تصويره‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬نشارك‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬القاهرة‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ .‬

ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬عمل‭ ‬لازال‭ ‬تأثيره‭ ‬حاضراً‭ ‬على‭ ‬كريمان؟

دعيني‭ ‬أتكلم‭ ‬بصراحة‭ ‬أنا‭ ‬أحب‭ ‬كل‭ ‬أعمالي‭ ‬وجميعها‭ ‬راضية‭ ‬عنها‭ ‬تمام‭ ‬الرضا‭ ‬ولكن‭ ‬دور‭ ‬اهند‭ ‬الكنعانية‭ ‬ب‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬االمفسدون‭ ‬في‭ ‬الأرضبالذي‭ ‬تم‭ ‬تصويره‭ ‬في‭ ‬آثينا‭ ‬وشارك‭ ‬فيه‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬العرب‭ ‬منهم‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬فاروق‭ ‬الفيشاوي‭ ‬ورغدة‭ ‬وليلى‭ ‬طاهر‭ ‬ومحسن‭ ‬توفيق‭ ‬لايزال‭ ‬له‭ ‬وقع‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬شخصيتي‭ .‬

‭ ‬هل‭ ‬ساندتك‭ ‬نقابة‭ ‬الفنانين‭ ‬في‭ ‬محنتك‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬علاجك‭ ‬؟

نقابة‭ ‬الفنانين‭ ‬سمعت‭ ‬أنها‭ ‬تدعم‭ ‬بعض‭ ‬الفنانين‭ ‬ولكن‭ ‬أنا‭ ‬شخصيً‭ ‬لم‭ ‬يسألوا‭ ‬عني‭ ‬حتى‭ ‬مجرد‭ ‬السؤال‭ ‬ولم‭ ‬تساندني‭ ‬ولا‭ ‬ألوم‭ ‬عليهم‭ ‬ربما‭ ‬لديهم‭ ‬ظرف‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أتلق‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬نقابة‭ ‬الفنانين‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬حتى،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مؤسف‭. ‬

‭ ‬هل‭ ‬تم‭ ‬تكريمك‭ ‬أو‭ ‬دعمك‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬؟

تحصلت‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬تقدير‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬وبلغاريا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬واليونان‭ ‬ومصر‭ ‬وتونس‭ ‬ولكنها‭ ‬شهادات‭ ‬تكريم‭ ‬فقط‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬تحفيز‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬الفنان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1986تم‭ ‬تكريمي‭ ‬بمبلغ‭ ‬500دينار‭  ‬فقط‭ ‬كانت‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬والأخيرة‭ ‬التي‭ ‬تسلمت‭ ‬فيها‭ ‬مبلغاً‭ ‬زهيداً‭ ‬كهذا‭.‬

وقبل‭ ‬عام‭ ‬٢٠١١‭ ‬تم‭ ‬تكريمي‭ ‬بجائزة‭ ‬تقديرية‭ ‬ثم‭ ‬أعادوني‭ ‬للجائزة‭ ‬التشجيعية‭ ‬والحقيقة‭ ‬رفضت‭ ‬تسلمها‭ ‬ولكن‭ ‬تفاجأت‭ ‬باتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬من‭ ‬الأستاذة‭ ‬فوزية‭ ‬شلابي‭ ‬تطلب‭ ‬مني‭ ‬المجيء‭ ‬لتسلم‭ ‬الجائزة‭ ‬التقديرية‭.‬

شاهد أيضاً

لاعب السويحلي والمنتخب الوطني “أسامـــة الشريمــي”

العدد‭ ‬الكبير‭ ‬لفرق‭ ‬الدوري‭ ‬ ستكون‭ ‬له‭ ‬مآلات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفن نعم‭ ‬هناك‭ ‬فريق‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *