الرئيسية / الرئيسية / الشغالات في بيوتنا

الشغالات في بيوتنا

سيدة‭ ‬تسير‭ ‬و‭ ‬خلفها‭ ‬مساعدة‭ ‬تجر‭ ‬عربة‭ ‬التسوق‭ ‬أو‭ ‬تحمل‭ ‬طفلاً‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أخرى‭ ‬تجلس‭ ‬في‭ ‬سيارتها‭ ‬وترسل‭ ‬العاملة‭ ‬لتجلب‭ ‬لها‭ ‬كوب‭ ‬قهوتها‭  ‬من‭ ‬المقهى‭ ‬،‭ ‬هذا‭ ‬المنظر‭ ‬بات‭ ‬أمراً‭ ‬شائعاً‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬فبعض‭  ‬ربات‭ ‬البيوت‭ ‬والسيدات‭  ‬بتن‭ ‬يتباهين‭  ‬بامتلاكهن‭ ‬مدبرات‭ ‬منزل‭ (‬شغالات‭) ‬،‭ ‬ويحرصن‭ ‬على‭ ‬اصطحابهن‭ ‬في‭ ‬جولاتهن‭ ‬خارج‭ ‬المنزل،‭ ‬معتبرات‭ ‬ذلك‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الرقي‭  .

للتباهي‭ ‬و‭ ‬الواجهة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أم‭ ‬للحاجة‭ ‬؟

» استطلاع: زهرة موسى 

يرى‭ ‬البعض‭ ‬وجود‭ ‬الخادمة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬ضرورة‭ ‬تفرضها‭ ‬عوامل‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬خروج‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬وزيادة‭ ‬أعباءالحياة‭ ‬عليها‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحملها‭ ‬وحدها‭.‬

فتقول‭ ‬‮«‬‭ ‬مريم‭ ‬سعيد‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ : ‬وجود‭ ‬مساعدة‭ ‬منزلية‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬المسؤوليات‭ ‬،‭ ‬فلا‭ ‬بأس‭ ‬بوجود‭ ‬عاملة‭ ‬تنظف‭ ‬المنزل‭  ‬و‭ ‬تقوم‭ ‬ببعض‭ ‬الأمور‭ ‬لمساعدة‭ ‬ربة‭ ‬البيت‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬و‭ ‬الآخر‭ ‬،‭ ‬ولكنني‭ ‬أرفض‭ ‬فكرة‭ ‬وجود‭ ‬خادمة‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ .‬

شركات‭ ‬توفر‭ ‬مساعدات‭ ‬بمواصفات‭ ‬جيدة‭ ‬

أضافت‭ ‬‮«‬‭ ‬خديجة‭ ‬آدم‭ ‬‮«‬‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لوجود‭ ‬عاملة‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬المنزلية‭ ‬أو‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالأطفال‭ ‬،‭ ‬والآن‭ ‬بات‭ ‬الأمر‭ ‬أسهل‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مكاتب‭ ‬توفر‭ ‬لك‭ ‬العاملة‭ ‬حسب‭ ‬المواصفات‭ ‬والعمر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬رسمية‭ ‬من‭ ‬شهادة‭ ‬صحية‭ ‬وعقد‭ ‬مع‭ ‬مكتب‭ ‬العمل‭ ‬والتأهيل‭ ‬المختص‭ ‬،‭ ‬فلهذا‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬أعتبرها‭ ‬صحية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬البعض‭ ‬يستغلها‭ ‬لأهوائه‭ ‬الشخصية‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬العاملات‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المكاتب‭ ‬لنشر‭ ‬محتويات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬استغلالهن‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭.‬

استغلال‭ ‬العاملات‭ ‬لكسب‭ ‬المشاهدات‭ ‬

بينما‭ ‬ترى‭ ‬نجوى‭ ‬خالد‭ ‬موظفة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭  ‬‮«‬‭ ‬وجود‭ ‬المساعدة‭ ‬هي‭ ‬ضرورة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬ولكن‭ ‬الكثير‭ ‬بات‭ ‬يستغلون‭ ‬الأمر‭ ‬فكما‭ ‬نشاهد‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فعديد‭ ‬الأشخاص‭ ‬يستغلون‭ ‬العاملات‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬محتوى‭ ‬عنهن‭ ‬و‭ ‬بذلك‭ ‬يكسبون‭ ‬مشاهدات‭ ‬كثيرة‭.‬

و‭ ‬تضيف‭ ‬‮«‬‭ ‬كذلك‭ ‬باتت‭ ‬تنتشر‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬السيدات‭ ‬المشاهير‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ظاهرة‭ ‬جديدة‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬تدليل‭ ‬العاملة‭ ‬و‭ ‬تخصيص‭ ‬يوم‭ ‬لها‭  ‬و‭ ‬شراء‭ ‬ملابس‭ ‬و‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬بها‭  ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إسعاد‭ ‬المساعدة‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬ليست‭ ‬للنشر‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬أنهن‭ ‬يظهرنها‭ ‬بدون‭ ‬اخفاء‭ ‬وجهها‭.‬

اصطحاب‭ ‬العاملة‭ ‬للأماكن‭ ‬العامة‭ ‬ترفيه‭ ‬وليس‭ ‬للتباهي

تعتقد‭ (‬سعاد‭) ‬سيدة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬أوباري‭ ‬‮«‬‭ ‬السيدات‭ ‬اللاتي‭ ‬يصطحبن‭ ‬المساعدات‭ ‬للتنزه‭ ‬أو‭  ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬ذلك‭  ‬ليس‭ ‬للتباهي‭ ‬فقط‭  ‬إنما‭ ‬لترفه‭ ‬عنها‭ ‬فمن‭ ‬الظلم‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬العائلة‭ ‬و‭ ‬تبقى‭ ‬لوحدها‭ ‬بالمنزل‭.‬

تعتبر‭ ‬‮«‬‭ ‬عبير‭ ‬محمد‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭  ‬اصطحاب‭ ‬العاملة‭ ‬المنزلية‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬و‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭  ‬للتباهي‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أفسر‭ ‬منظر‭ ‬السيدة‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬جالسة‭ ‬بسيارتها‭ ‬و‭ ‬ترسل‭ ‬مساعدتها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الكافي‮»‬‭ ‬لجلب‭ ‬قهوتها‭ ‬إلا‭ ‬تباهياً‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬الموقف‭ ‬تكرر‭ ‬أمامي‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬و‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬المساعدة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬للحاجة‭ ‬فهي‭ ‬تقضي‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬فقط‭ ‬ولا‭ ‬ترافقها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ .‬

و‭ ‬ذكرت‭ ‬‮«‬‭ ‬خديجة‭ ‬أحمد‭   ‬ناشطة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬‮«‬‭ ‬الأمر‭ ‬يقاس‭ ‬بنوعية‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬تؤديه‭ ‬العاملة‭ ‬،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬تؤدي‭ ‬أعمال‭ ‬المنزل‭ ‬فمن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مربية‭ ‬للأطفال‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬نشاهدها‭ ‬صحبة‭ ‬السيدة‭ ‬في‭ ‬التجمعات‭ ‬لأنها‭ ‬مرافقة‭ ‬للأطفال‭ ‬ومهمتها‭ ‬العناية‭ ‬بهم‭ .‬

أشارت‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬سافرت‭ ‬لزيارة‭ ‬أقاربي‭  ‬و‭ ‬ذهبنا‭ ‬للعشاء‭ ‬بإحدى‭ ‬المقاهي‭ ‬بمدينة‭ ‬بنغازي‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬الطاولة‭ ‬المجاورة‭ ‬عائلة‭ ‬،‭ ‬تصطحب‭ ‬معها‭ ‬المربية‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬من‭ ‬ملامحها‭  ‬أنها‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬كانت‭ ‬تجلس‭ ‬رفقة‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬أخرى‭ ‬تؤدي‭ ‬عملها‭ ‬و‭ ‬بهذا‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬و‭ ‬أمرا‭ ‬طبيعي‭ ‬جداً‭..‬

و‭ ‬أضافت‭ ‬‮«‬زينب‭ ‬صالح‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬‮«‬‭ ‬انتشرت‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السيدات‭  ‬لا‭ ‬يحتجن‭ ‬للعاملة‭ ‬و‭ ‬لكنهن‭ ‬يتابعن‭ ( ‬الترندات‭) ‬ويردن‭ ‬أن‭ ‬يظهرن‭ ‬بشكل‭ ‬الراقيات‭ ‬و‭ ‬يتابعن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يشاهدن‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬ينظم‭ ‬حفلات‭ ‬للعاملات‭ ‬و‭ ‬ينشرن‭ ‬الصور‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬التواصل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الشهرة‭ ‬فقط‭.‬

ربات‭ ‬بيوت‭ ‬لا‭ ‬يثقن‭  ‬في‭ ‬العاملات‭ ‬

قالت‭  ‬‮«‬‭ ‬فاطمة‭  ‬خليفة‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬‮«‬‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬تصطحب‭ ‬العاملة‭ ‬معها‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تثق‭ ‬فيها‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتركها‭ ‬لوحدها‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬مكروه‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أنا‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬أخاف‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬عاملة‭ ‬في‭ ‬منزلي‭ ‬مع‭ ‬أبنائي‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬فلهذا‭ ‬لا‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬جلبها‭ ‬أبداً‭ ‬و‭ ‬أيضا‭ ‬لست‭ ‬بحاجة‭ ‬لوجودها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬المرض‭ ‬فقط‭.‬

قال‭ ‬‮«‬‭ ‬محمد‭ ‬علي‭   ‬أستغرب‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬،الأمر‭ ‬وصل‭ ‬بهن‭ ‬لجلب‭ ‬العاملة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬و‭ ‬هن‭ ‬يستمتعن‭ ‬بوقتهن‭ ‬و‭ ‬إذا‭ ‬سألتهن‭ ‬لما‭ ‬جلبن‭ ‬معهن‭ ‬العاملة‭ ‬سيقولون‭ ‬لكي‭ ‬تتنزه‭ ‬و‭ ‬ترتاح‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬وقتاً‭ ‬للراحة‭ ‬أبداً‭ ‬،‭ ‬فتجد‭ ‬العاملة‭ ‬تقضي‭ ‬وقتها‭ ‬وهي‭ ‬تجري‭ ‬خلف‭ ‬الأطفال‭ ‬وتغير‭ ‬ملابسهم‭ ‬و‭ ‬تهتم‭ ‬بهم‭ ‬و‭ ‬تراقبهم‭.‬

ذكر‭ ‬‮«‬‭ ‬علي‭ ‬أيوب‭  ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬‮«‬‭ ‬ظاهرة‭ ‬الخادمات‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬منتشرة‭ ‬جداً‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬ولا‭ ‬تصادف‭ ‬إحداهن‭ ‬تمشي‭ ‬و‭ ‬خلفها‭ ‬العاملة‭ ‬تجر‭ ‬عربة‭ ‬الطفل‭ ‬وأحياناً‭ ‬محملة‭ ‬بأكياس‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬منظر‭ ‬البعض‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬يعنف‭ ‬العاملة‭ ‬أمام‭ ‬المارة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬يعاملها‭ ‬بالقسوة‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬ولا‭ ‬شفقة‭ ‬وهي‭ ‬تكابد‭ ‬ليلاً‭ ‬ونهاراً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لقمة‭ ‬عيشها‭  ‬،‭ ‬مواقف‭ ‬عدة‭ ‬نشاهدها‭ ‬من‭ ‬ربات‭ ‬بيوت‭ ‬في‭ ‬تعاملهن‭  ‬مع‭ ‬عاملاتهن‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬بالاستعلاء‭ ‬والإذلال‭.‬

و‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬‭ ‬خليفة‭  ‬خالد‭ ‬من‭ ‬بنغازي‭ ‬‮«‬‭ ‬إن‭ ‬إرفاق‭ ‬الخادمة‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬أمر‭ ‬مستحدث‭  ‬ففي‭ ‬الماضي‭  ‬كانت‭ ‬الخادمة‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬إلا‭ ‬لأمر‭ ‬طارىء‭ ‬جداً،‭ ‬لإجراء‭  ‬الفحوصات‭ ‬و‭ ‬التحاليل‭ ‬الطبية‭  ‬قبل‭ ‬مجيئها‭ ‬أو‭ ‬لوعكة‭ ‬صحية‭  ‬وواجبات‭ ‬خفيفة‭ ‬،‭ ‬عكس‭ ‬اليوم‭ ‬المساعدة‭ ‬ترافق‭ ‬صاحبة‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الكبر‭ ‬والعلو‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ .‬

تعنيف‭ ‬العاملات

و‭ ‬قالت‭ ‬‮«‬‭ ‬زينب‭ ‬محمد‭  ‬نسمع‭ ‬يوميا‭ ‬عديد‭ ‬القصص‭ ‬عن‭ ‬المساعدات‭ ‬المنزليات‭ ‬و‭ ‬ربات‭ ‬العمل‭ ‬و‭ ‬لعل‭ ‬أكثرها‭ ‬تجسد‭ ‬معاناة‭ ‬العاملات‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬وذلك‭ ‬بقلة‭ ‬رواتبهن‭ ‬أو‭ ‬بتعرضهن‭ ‬للعنف‭.‬

و‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬لدى‭ ‬جارتها‭ ‬عاملة‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬اثيوبيا،‭ ‬و‭ ‬كانت‭ ‬السيدة‭ ‬تعامل‭ ‬تلك‭ ‬العاملة‭ ‬بقسوة‭ ‬و‭ ‬تعنفها‭ ‬بشدة‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬العاملة‭ ‬هربت‭ ‬منها‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬قيسي‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فالقصص‭ ‬عديدة‭ ‬جدا‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بالمقابل‭ ‬هناك‭ ‬عديد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يتعاملون‭ ‬معها‭ ‬برفق‭ ‬و‭ ‬كأنها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬عائلتهم‭ .‬

تقول‭ ‬‮«‬‭ ‬مريم‭ ‬عاملة‭  ‬‮«‬‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬نيجيريا‭ ‬‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬مجيئي‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬1998‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬بتنظيف‭ ‬المنازل‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬لدوام‭ ‬جزئي‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أنظف‭ ‬و‭ ‬أرتب‭ ‬و‭ ‬أعود‭ ‬نهاية‭ ‬اليوم‭ ‬للمنزل‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬كانت‭ ‬سيدة‭ ‬المنزل‭ ‬لطيفة‭ ‬معي‭ ‬جدا‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬و‭ ‬زوجها‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬كانت‭ ‬تشتري‭ ‬لي‭ ‬أغراضاً‭ ‬و‭ ‬ملابس‭ ‬لأطفالي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬حتى‭ ‬الطعام‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬الوجبات‭ ‬اليومية‭ ‬ترسله‭ ‬معي‭ ‬لأسرتي‭ .‬

و‭ ‬أوضحت‭  ‬عملي‭ ‬كان‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬تنظيف‭ ‬الأواني‭ ‬و‭ ‬مسح‭ ‬الأرضيات‭ ‬و‭ ‬غسل‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬تتولى‭ ‬هي‭ ‬طهو‭ ‬الطعام‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أعوام‭ ‬تركت‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬لانتقالي‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬أخرى‭  ‬بنغازي‭  ‬و‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬انتقلت‭ ‬بفضل‭ ‬إحدى‭ ‬قريباتي‭ ‬أصبحت‭ ‬أعمل‭ ‬باليومية‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬تواصلت‭ ‬معها‭ ‬احدى‭ ‬السيدات‭ ‬لحاجتها‭ ‬لمساعدة‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لغسل‭ ‬الأوني‭ ‬تتواصل‭ ‬معي‭ ‬و‭ ‬نذهب‭ ‬معاً‭ ‬لإنجاز‭ ‬العمل‭ ‬و‭ ‬هكذا‭ ‬،‭ ‬اليوم‭ ‬أنا‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أعمل‭ ‬فأطفالي‭ ‬أصبحوا‭ ‬كباراً‭ ‬و‭ ‬هم‭ ‬يتولون‭ ‬العمل‭ ‬بدلاً‭ ‬مني‭ ‬و‭ ‬يهتمون‭ ‬بأمورنا‭ ‬المالية‭ .‬

و‭ ‬أشارت‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعمل‭ ‬يوماً‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬توفير‭ ‬العمالة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬زميلاتها‭ ‬حدثتها‭ ‬عن‭ ‬الشركات‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬مرهق‭ ‬جداً‭  ‬،‭ ‬و‭ ‬أيضا‭ ‬الشركات‭ ‬قد‭ ‬تجلب‭  ‬العاملات‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭  ‬و‭ ‬يتم‭ ‬احتكارهن‭  ‬للعمل‭ ‬معهن‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬يعلمن‭ ‬بأن‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬فيه‭ ‬استغلال‭ ‬كبير‭ ‬لجهدهن‭ ‬حيث‭ ‬يعملن‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬تستقطع‭ ‬الشركة‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬راوتبهن‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬فيه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الظلم‭ .‬

تقول‭ ‬‮«‬‭ ‬زينب‭ ‬سالم‭ ‬اخصائية‭ ‬اجتماعية‭ ‬‮«‬‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬بشكل‭  ‬مطلق‭ ‬ووضعه‭ ‬تحت‭ ‬إطار‭ ‬معين‭ ‬،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يجلب‭ ‬العاملة‭ ‬لحاجته‭ ‬و‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬وفقاً‭ ‬للإنسانية‭ ‬و‭ ‬يحسن‭ ‬معاملتها‭  ‬،‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يجلبها‭ ‬للتفاخر‭ ‬و‭ ‬التباهي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬واضح‭ ‬و‭ ‬جلي‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬،‭ ‬فعديد‭ ‬السيدات‭ ‬تحب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬الجميع‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬ملفتة‭ ‬و‭ ‬دائماً‭ ‬تواكب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬عواقبه‭  ‬،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬هو‭  ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬باتت‭ ‬كبيرة‭ ‬مؤخراً‭ ‬،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬تخرجي‭  ‬و‭ ‬معك‭ ‬عاملتك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬تذهبين‭ ‬إليه‭ .‬

و‭ ‬أعربت‭ ‬‮«‬‭   ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭  ‬عديد‭ ‬الجوانب‭ ‬السلبية‭  ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬،‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬النساء‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬قلة‭ ‬الوعي‭ ‬وسطحية‭ ‬القائمين‭ ‬به‭.‬

حاولنا‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬عدة‭ ‬شركات‭ ‬لتوفير‭ ‬العاملة‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يستجيبوا‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬و‭ ‬خلال‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مواصفات‭ ‬العاملات‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬معظمها‭ ‬تتفق‭ ‬على‭ ‬توفير‭  ‬عمالة‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ( ‬إثيوبية‭ ‬،‭ ‬نيجيرية‭ ‬،‭ ‬إندونيسية‭ ‬،‭ ‬فلبينية‭ ) ‬بينما‭ ‬تضيف‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬إعلاناتها‭ ‬أن‭ ‬عمالتها‭ ‬يحملون‭ ‬شهادات‭ ‬صحية‭ ‬و‭ ‬مستوفون‭ ‬الاجراءات‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬قد‭ ‬توفر‭ ‬بعضها‭ ‬عمالة‭  ‬متزوجين‭ ( ‬زوج‭ ‬و‭ ‬زوجته‭ ) ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الرغبة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬عامل‭  ‬و‭ ‬تختتم‭ ‬معظم‭ ‬اعلاناتهم‭ ‬بأن‭ ‬أسعارهم‭  ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع‭ ‬مع‭ ‬اتاحة‭ ‬مدة‭ ‬شهر‭ ‬للتجريب‭ ‬قبل‭ ‬الدفع‭. ‬

ختاماً‭ :‬

‭ ‬وجود‭ ‬العاملة‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ضرورة‭ ‬لعديد‭ ‬الأسر‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬المرأة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬،و‭ ‬زيادة‭ ‬المسؤوليات‭  ‬و‭ ‬يتفق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬جلب‭ ‬العاملة‭  ‬للمساعدة‭ ‬و‭ ‬ليس‭ ‬للتباهي‭ ‬بها‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ .‬

شاهد أيضاً

قصيدة من فلسطين

‭(‬1‭)‬ التانجو‭ ‬الأخيـر » سلمان دغش  أُلَمْلِمُ‭ ‬ليْلي‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬على‭ ‬هُدُبٍ لا‭ ‬يَنامُ‭ ‬على‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *