إشراف :منى أبو عزة
س.ع .. صيدلانية تعمل في إحدى الصيدليات وتتعرض للظلم وعدم المساواة في المعاملة من قبل والدها .. تقول س إنها تربت في بيت جدتها ذلك لأن جدتها مريضة وتحتاج لرعاية فبدل أن تقوم أمها بهذه المهمة أوكلتها لها وهي صغيرة فبقيت في بيت جدتها ترعى جدتها ولا تزور بيتهم إلا بين حين وحين .. تقول لاحظت أن والدي لا يعاملني بحنان وعطف مثلما يعامل إخوتي .. حتى أنه ينسى في بعض الأحيان أن لديه ابنة فجدتي كانت متكفلة بكل مصروفاتي .. وكلما حاولت التقرب منه أو التودد إليه يعاملني بجفاء ونفور ويردد عبارة «اذهبي أنت بنت جدتك لو كنت ابنتي لعدت معنا للبيت».. وكأنه يعاقبني علي شيء فعلته أمي .. ومع ان جدتي حنونة جداً عليّ وتغمرني بعطفها إلا أن معاملة والدي الجيدة لإخوتي أمامي وخوفه عليهم ولّد عندي فراغاً عاطفياً كبيراً وجعلني أحقد عليهم جميعاً .. ماتت الجدة ورجعت للحياة مع عائلتي ولكن بعد أن أصبحت شابة وطالبة في الصيدلة .. لم أتاقلم مع الجميع وأكثرهم أبي .. فاخترت العزلة ورغم أني أنجح إخوتي إلا أن سوء المعاملة في تزايد .. لم يراعوا حتى الحالة التي مررت بها عندفراق جدتي التي هي كل حياتي .. وبعد أن عملت أصبح والدي يأخذ جزءًا كبيراً من مرتبي مقابل بقائي معهم ويتحجج بأنني الكبيرة ويجب أن أشارك في مصروف البيت .. وأصبحت أفكر في الارتباط بأي رجل للهروب من الواقع الذي أعيشه .
الحل …
تفعيل دور الأم في المشكلة لأنها هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذا كله وتستمر في طاعتها لوالدها لأنه الخيار الوحيد لها حتى تتجنب العقوق.
تحاول الاندماج مع إخوتها لأن وجودهم قد يجعل إقامتها في بيتهم أكثر متعة -لو يوجد طرف ثالث قريب من الأب ويحترم رأيه ممكن أن تلجأ إليه كالعم مثلاً.
تستبعد فكرة الارتباط من أجل الهروب وتحل محلها الارتباط من أجل بناء حياة سعيدة وهادئة.
قصتي تبدأ من يوم اعلان نتيجة الامتحان حينها كان علىّ إعادة العام الدراسي من جديد .. لقد رسبت ، مع ذلك لم أتضايق فقد أكرمني الله بنعمة الصحة وبتوفيقي في مجالات أخرى فى الحياة بشهادة الجميع.
مشكلتي مع أمي، كيف أصارحها بالموضوع ، فهي دائماً تحب مقارنتي بأترابي وبسبب مقارناتها تلك تحولت لإنسانة مختلفة كرهت الجميع مع أن شخصيتي ودودة ومحبة.
لقد تدهورت صحتي الجسدية والنفسية بشدة ، تبدلت ملامحي وبت أدبل، أصبحت مكتئبة للغاية مخافة أن تعرف والدتي بحقيقة رسوبى فهى لن تتواني عن ضربي.
الحل ..
نقص الوعي هو ما يجعل الأم تفقد علاقتها مع ابنتها وتعرضها للصراع النفسي ويخلق فجوة بينهما بسبب عدم تقبل نتيجتها ..فبعض الأمهات لديهن هذا الهاجس الغريب اتجاه أبنائهم وهو النجاح الساحق .. متناسين أن البشر معرض للخطأ والكمال لله وحده، لذا نصحتها أن تعترف لأمها وتختار ألفاظاً مناسبة بحيث توصل الفكرة وأن تستعين بإحدى خالاتها المقربات، وفي النهاية نحن نرغب في أبناء أصحاء نفسياً وجسدياً.
سيدة متزوجة منذ عشرين عاماً من ابن عمها ولديها خمسة أبناء بنتان وثلاتة صبيان .. كانت حياتهم مليئة بالروتين البارد والقاتل لدرجة اللامبالاة .. لم تشعر طيلة سنوات الزواج أنها أنثى حتى إن زوجها تزوجها كصفقة لأنه ابن العم الفقير وهي العكس ..
تقول تغيرت حياتي بين ليلة وضحاها عندما ورثت عن أبي قطعة أرض تساوي الملايين فخفت على رزق أبنائي فكتبت الأرض باسم ابني الأكبر وماهي إلا أيام وشاءت الأقدار توفي ابني في حادث سير ودخلت في حالة نفسية سيئة مما أتاح الفرصة لزوجي أن يتمم اجراءات الملكية من المرحوم ابني إليه لأنه الوريث الأول ودون علمي تصرف في جزء كبير منها وترك البيت وتزوج بنتاً في عمر أصغر بناتي ..فصدمني صدمة العمر وزاد حزني أضعافاً مضاعفة وكرهت كل الرجال فقررت الانتقام وسافرت إلى بلد آخر مع بناتي وأقمت فترة، في هذه الفترة تعرفت على شاب من عمر أولادي من بلد عربي شقيق يعمل مهندساً وبدأ يتقرب مني وتعلقت به وقررت الزواج منه رغم أنه يصغرني بثمانية عشر عاماً .. إلا أنني أحسست بشعور غريب وكأنني وجدت ما بحثت عنه في سنين عمري الماضية أو أنني استطعت أن أرد الصفعة لزوجي .. حدثت مشاكل عديدة في البداية من أولادي لرفضهم هذا الارتباط غير المتكافئ حسب رأيهم .. الآن أنا متزوجة منذ عامين زوجي في بلد وأولادي في بلادي وأنا ممزقة بينهما الاثنان، وزوجي السابق يستخدم أولادي ضدي خوفاً على ممتلكاتي التي ورثتها عن والدي أن يشاركهم فيها أحد .. أنا متعبة جداً وتائهة ولا أعلم ما أفعل هل أتمم إجراء زوجي لاستجلابه لبلدي ليعيش مع أولادي أو أبقيه بعيداً عن المشاكل وأراه من حين إلى حين؟ .. وهل يجوز لي الاستمرار في هذه العلاقة الممزقة مع أنني أشعر بسعادة لاتوصف مع هذا الرجل ؟.
الحل …
الخطأ منذ البداية كان في زواج المصلحة الذي تم منذ سنوات طويلة .. ومما جعلها أكثر سوءًا هي حالة الفتور أو الطلاق العاطفي التي كنتما تمران بها بحجة أنكما مستمران من أجل تربية الأطفال .. لعل تصرفات زوجك كان نتيجة لعديد التصرفات القديمة التي كان يشعر فيها بأنه دون قيمة وأنك صاحبة الممتلكات أراد لنفسه منزلاً يكون فيه «سي» السيد فاقتنص أول فرصة وسرق مال أعز الناس وفي توقيت سيئ كان الأجدر به أن يكون حزيناً على ابنه .. وهذا يدل على أنه غير باق على هذه العلاقة وعلى استعداد أن يفعل أي شيء.
قرار هروبك من مواجهة حزنك كان أحد أكبر القرارات خطأ وأتاح الفرصة لزوجك أن يتلاعب بأموالك .
زواجك الثاني خطأ أكبر .. لا يوجد توافق من أي ناحية .. أنا أتساءل عن شعور أبنائكما أنت وزوجك وقد جعلتماهم يمرون بما مروا به . زواجك من شاب في عمر أبنائك لن يرد العمر الضائع بل سيجعلك تسرقين عمر هذا الشاب .. كنت أتمنى أن يكون قرار زواجك مناسبا لك من عدة نواح، نسقي مع أولادك ولا تعيدي نفس خطأ والدهم.
ابتعدا عن بعضكما وارجعي إلى بيتك وابنائك وبعدها تستطيعين تقييم هذا الارتباط .