فطومـــة البحــوري
الشاعرة الشعبية و النائب الأول للنقابة العامة للشعراء و الأدباء و الرواة الشعبيين الليبيين
الشعر الشعبي له دور فاعل جداً في المصالحة الوطنية
ووزارة الثقافة لا تولي أي اهتمام للشعراء الشعبيين
حاورها :مصطفى على
تكنى ”بوجع الأمة” و بخنساء الزجل الشعبي، تميل لكتابة القصائد الوطنية والاجتماعية في محاولة منها لاستخلاص وجع الأمة العربية في قواف باكية، ترى الشعر بمختلف أنواعه سفيراً للحرب وللسلم، وأن العامي منه أكثر سلاسة وأقرب وصولاً للمتلقّي، وعليه فهي موقنة بأن للشاعر الشعبي مسؤولية تجاه وطنه، وأن شعره يمثل شرارة الانطلاق نحو تحقيق المصالحة الوطنية لما له من قدرة على مد جسور الألفة والمحبّة بين البشر والحث على حب الوطن.
حاورنا ضيفة (الليبية) حول الدور المؤمل من الشعر المكتوب بالعامية ومدى تأثيره على المستمعين، وعن دور النقابة العامة للشعراء والأدباء والرواة الشعبيين الليبيين تجاه دعم هذا النوع من الشعر، لنعرج على الدور الغائب لوزارة الثقافة والتنمية المعرفية تجاه قيمته وشعرائه.
تكنى بوجع الأمة ، بخنساء الزجل الشعبي، تميل لكتابة القصائد الوطنية والاجتماعية في محاولة منها لاستخلاص وجع الأمة العربية في قواف باكية. ترى الشعر بمختلف أنواعه سفيراً للحرب وللسلم، وأن العامي منه أكثر سلاسة وأقرب وصولاً للمتلقّي، وعليه فهي موقنة بأن للشاعر الشعبي مسؤولية تجاه وطنه، وأن شعره يمثل شرارة الانطلاق نحو تحقيق المصالحة الوطنية لما له من قدرة على مد جسور الآلفة والمحبّة بين البشر والحث على حب الوطن.
حاورنا ضيفة (الليبية) حول الدور المؤمل من الشعر المكتوب بالعامية ومدى تأثيره على المستمعين، وعن دور النقابة العامة للشعراء والأدباء والرواة الشعبيين الليبيين تجاه دعم هذا النوع من الشعر، لنعرج على الدور الغائب لوزارة الثقافة والتنمية المعرفية تجاه قيمته وشعرائه.
- الليبية: كيف يمكن للشعر المكتوب بالعامية أن يساهم في المصالحة الوطنية؟.
فطومة البحوري: الشعر العامي ابن الفصيح، والشعر بصفة عامة سفير الحرب والسلم، فكل شاعر يَنْظِمُ الشعر محاكياً الواقع الذي يعيشه أو وفقاً لما يؤمن به من مبادئ إن صح التعبير. وبما أن الشعر المكتوب بالعامية هو الأكثر سلاسة والأسرع انتشاراً والأقرب إلى عامة الناس والأكثر وضوحاً، وأنه الأكثر تأثير في العامة كونه يحكي بلسان الحال؛ حيث لا تقيده أية حدود في التعبير، فلا شك أن له دور فاعل جداً في المصالحة الوطنية بمدّه لجسور الآلفة والمحبّة بين البشر والحث على حب الوطن، وهذه مسؤولية الشاعر حيال وطنه.
- الليبية: ماذا عن مشاركاتك الخارجية في الشعر العامي؟.
فطومة البحوري: لي عدد من المشاركات العربية وأكثرها في جمهورية تونس، بحكم قرب المسافة وقلة التكلفة. فوزارة الثقافة لا تدعم المشاركات الخارجية، علماً بأن الدعوات التي تصلنا هي دعوة للاستضافة والمشاركة، أي أن الدولة المستضيفة تتكفل بالإقامة والتأشيرة والإعاشة، وما يطلبه الشاعر من وزارته هي تغطية قيمة التذكرة التي ترهق عاتقه.
الوزارة لا تعلم ما يشعر به الشاعر عند وصول دعوة موجهة إليه للمشاركة والاستضافة، فهذه الدعوة استحقاق جدارة عن جدوى وجمال نصوص الشاعر، وتجاهل الوزارة موقف مؤذي جداً للشعور.
وبخصوص المشاركات التي مثلت بلدي فيها، هي: مهرجان القصور الصحراوية- تونس 2006م، ومهرجان دوز للشعر الشعبي في دورتيه الأولى والثالثة، ومهرجان سيدي علي بن عون الدورة الخامسة والعشرين. كما اعتذرت عن المشاركة في عدد من المهرجانات، أبرزها مهرجان المزونة للشعر الشعبي والأغنية الريفية- تونس، ودورتان متتاليتان لمهرجان المثلث الذهبي- المملكة الأردنية، وسبب اعتذاري هو عدم دعم وزارة الثقافة وقلة إمكانياتي المادية في وقتها.
المشاركة الأحدث لي كانت في دولة الشعر والأدب والثقافة دولة التاريخ وأم الحضارات دولة العراق حيث شاركت في المهرجان العربي الرابع والذي ترك أثراً وذكرى طيبين في قلبي لا مثيل لهما. كان عدد الدول العربية المشاركة في هذا المحفل (12) دولة، وعدد الشعراء المشاركون فيها: (100) شاعر من العراق، و(8) شعراء من عمان، و(4) شعراء من تونس، و(2) شاعرين من قطر وإيران وسوريا، و(1) شاعر واحد من ليبيا والأردن والسعودية والإمارات والبحرين ولبنان.
بصفة عامة كان مستوى نضوج القصائد المقروءة في المحفل عالي جداً، وكان مهرجان جامع وداعم للقضية الفلسطينية التي نهلنا منها الشجاعة والمروءة، ولم يكن برنامج للتسابق والتنافس، وكانت مشاركتي خلاله قيّمة وإضافة جيدة إلى مسيرتي الأدبية.
أنا أميل لكتابة القصائد الوطنية و الاجتماعية ففيهم أجد ضالتي
- الليبية: هل تُبلي وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بلاء حسنا تجاه دعم الشعر العامي والشعراء، من ناحية إقامة المهرجانات وإصدار المطبوعات؟.
فطومة البحوري: للأسف، لم نر أي دور من قبل الوزارة لدعم الشعر العامي والشاعر الشعبي، وهناك تقصير واضح من قبلها، والشعر الشعبي في ليبيا في طريقه الى الاضمحلال، فمنذ الدورة العاشرة لمهرجان االفاتح للشعر الشعبي لم نر أي محفل بالخصوص في ليبيا.
بخصوص المطبوعات فإن إصدارها في ليبيا مكلّفة للغاية على الحساب الشخصي، ووزارة الثقافة لم تولي أي اهتمام للشعراء الشعبيين، ونحن لا نعلم أولوياتها في ما يخص جانب إصدار المطبوعات، إذا أن الوزارة في أغلب تعاقداتها لم يجد الشعر الشعبي نصيبه من العقود التي هي طرف فيها، إضافة الى أن الأدب الشعبي بمختلف أنواعه في ليبيا مهمّش، سواء على صعيد المحافل أو على صعيد الطباعة والنشر. حيث أنه كان من المفترض في حالة توفّر تغطية مالية في الباب الثالث للوزارة وضع خطط للطباعة وجدولة أنواع المطبوعات والإعلان عن ذلك حتى يتمكن الشعراء من تقديم مطبوعاتهم لإدارة المطبوعات ويتم على أساسها التعاقد، إلا أن هذا الشيء لم ولن يحدث.
الهدف من إنشاء النقابة العامة للشعراء والأدباء و الرواة الشعبيين الليبيين وضع أساس للشعر الشعبي
- الليبية: وما هو المطلوب من النقابة العامة للشعراء والأدباء والرواة الشعبيين الليبيين تقديمه فيما يخص الشعر الشعبي؟.
فطومة البحوري: النقابة هي الحاضنة الجامعة التي من خلالها يكون للشاعر كيان وللشعر قيمة، إن وجدت الدعم من البرلمان أو الحكومة. ومطلوب منها الكثير بكل تأكيد في زمن الغزو الثقافي الممنهج من وسائل التواصل الاجتماعي للعقل البشري؛ حيث تظهر كل يوم موهبة جديدة تنسب نفسها لفئة الشعراء. ولمعالجة مثل هذه التشوهات تم إنشاء النقابة العامة للشعراء والأدباء والرواة الشعبيين الليبيين والتي أشغل بها منصب نائب أول، الهدف منها وضع الأساس للشعر الشعبي، ونحن الآن نعمل على تجهيز كتاب أصول الأدب الشعبي الذي يوضّح بحور وأوزان وأنواع الشعر الشعبي، وتصنيفه حسب المناطق، وتبيان كل منطقة وما ينطبق عليها مما أسلف ذكره. فالموضوع كبير ولا أظن أن الوقت يسمح بسرد دور النقابة.
النقابة هي الحاضنة من خلالها يكون للشاعر كيان و للشعر قيمة إن وجدت الدعم من البرلمان أو الحكومة
- الليبية: نلت عددا من الجوائز المحلية، فما هي الخصائص التي تحملها قصائدك الفائزة، ويميزها عن غيرها من القصائد؟.
فطومة البحوري: الجوائز التي تحصلت عليها، تمثلت في: جائزة ليبيا للإبداع عن فئة الشعر لعام 2017م، جائزة شيشنق للإبداع عن فئة الشعر لعام 2018. وهذه الجوائز بالنسبة لي ليست تنافس للقصيد، بالمجمل أنا أميل لكتابة القصائد الوطنية والاجتماعية ففيهم أجد ضالتي، بالإضافة إلى أني لا أميل للمشاركة في مسابقات أعلم مسبقاً بأن ألقابها مخصصة لمدن معينة مثل ما حدث في عدة برامج، وستجدني في أول محفل شعبي تكون فيها لجان تحكيم نزيهة، مع احترامي لكل لجان التحكيم في كل برامج مسابقات الشعر الشعبي، مع تحفظّي التام واحترامي الكامل بأن الشاعر لا يقيّم من شاعر إذ لابد أن تكون اللجان مكونة من نقاد وبحّاث.
بالإضافة إلى أنه من المعيب جداً أن يكون الشاعر في لجنة التحكيم أضعف من الشاعر المتسابق، ولنا في ما مضى عدة أمثلة على ذلك، بينما المشاركات الخارجية تجد لجان التحكيم على قدر عالٍ من الحياد والموضوعية ولا يهتمون لأي مدينة ينسب اللقب بقدر ما يهتمون بقصيدة تخلّد في التاريخ وتفوز بذاكرة من يحفظها.
من المعيب أن يكون الشاعر في لجنة التحكيم أضعف من الشاعر المتسابق