بورتريه

ولد كبيرا، ومات طفلا،
لا يمكن أن تذكر الشعر الفلسطيني
ولا تذكره، ولا يمكن أن تذكره
ولا تذكر الشعر الفلسطيني ولد كبيرا، ومات طفلا،
لا يمكن أن تذكر الشعر الفلسطيني
ولا تذكره، ولا يمكن أن تذكره
ولا تذكر الشعر الفلسطيني

درويش ليس شاعرا فقط، إنه حالة انفجار شعري، لابد أن يقول لك ليس للشعر وطن:
كل قلوب الناس ..جنسيتي.. فلتسقطوا عني جوار السفر
«أحن إلى خبز أمي. و قهوة أمي. و لمسة أمي. و تكبر في الطفولة.
يوما على صدر أمي . و أعشق عمري لأني. إذا مت،ّ. أخجل من دمع أمي ))

هذا هو محمود درويش
يكاد يعطي للكلمات
رائحتها، وحرارتها،
وأنفاسها.
محمود درويش في ربيع عام
1941 على بعد سبعة اعوام من الاحتلال
بقرية البروة الفلسطينية، القريبة على
ساحل عكا. تبدل عنوانه قبل أن تتبدل أسنانه، وخرج مع آلاف النازحين ليستقر مؤقتا في قرية كفر ياسين بالجليل، تحت وطأة قصف العصابات الإسرائيلية، تاركا تحت الركام ذاكرة ولادة لاتعوض.
قبل أن ينتقل درويش مع أسرته إلى الملجأ الثاني في حيفا، كان قد أنهى مرحلة التعليم الابتدائي في الجليل.
aلم تكن حيفا فقط محطة لإتمام مرحلة التعليم الثانوي، بل كانت بداية نشاط سياسي، وبرزخا من العذابات،لاشيء يتغير فيه إلا أرقام الزنازين. الشاعر الذي صار وطنه حقيبة يخرجمن غربته داخل الوطن إلى غربته خارجه، يترك ليمون حيفا، ليتجه إلى ثلج موسكو، ولكنه لم يتخل عنسخونة فلسطين التي ولد فيها لتولد فيه. عاد درويش إلى القاهرة، ليواصل التحليق قرب فلسطين عندما يستقر في بيروت، ليغادر إلى دمشق مع مغادرة آلاف الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا إلى السماء، لتكون تونس ليست محطة أخيرة، ثم باريس. تولى محمود درويش رئاسة تحرير مجلة شؤون فلسطينية، وأسس مجلة الكرمل، كما كان رئيسا لاتحاد الكتاب الفلسطينيين، وقدم استقالته من عضوية منظمة التحرير الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو.
تكسر قصيدة عابرون في كلام عابر، جدار الفولاذ الإسرائيلي، ويقترب الشاعر من نفسه، أو من وطنه، ليأخذ
حقيبة سفره إلى عمان، ثم يعود إلى رام الله، يشيد بعضا من حلمه، على بعض من وطنه. يتوقف قلب الشاعر في هيوستن بمستشفى المدينة الأمريكية، بعد جراحة قلب مفتوح، لقلب لا ينغلق. ولكن سيظل محمود درويش يقاوم موته حتى وهو في قبره، فالشعر اقوى، وأذكى من دبابات المركاتا، وطائرات ال «أف »18 وصواريخ الباتريوت.
سجل أنا عربي، وحيرة العائد، وأثر
الفراشة، لماذا تركب الحصان وحيدا،
عصافير بلا أجنحة، وأطفال آخرين، أو
وأطفال رائعين، هم أبناء شرعيون
لشاعر لابد أن يكون عظيما.
ترك درويش أكثر من 30 كتابا، وهي
أكثر فاعلية من ثلاثة آلاف كتيبة.
وترك درويش أكثر من ثلاثين سحابة
تمطر علينا ذهب الكلمات.

شاهد أيضاً

قصيدة من فلسطين

‭(‬1‭)‬ التانجو‭ ‬الأخيـر » سلمان دغش  أُلَمْلِمُ‭ ‬ليْلي‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬على‭ ‬هُدُبٍ لا‭ ‬يَنامُ‭ ‬على‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *