الرئيسية / الرئيسية / مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬وثأتيرها‭ ‬على‭ ‬الخلافات‭ ‬الزوجية‭

مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬وثأتيرها‭ ‬على‭ ‬الخلافات‭ ‬الزوجية‭

‭ ‬استطلاع‭/ ‬منال‭ ‬البوصيري

الطفرة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬وتغير‭ ‬حياتنا‭ ..      

                 

وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬والطفرة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الاخيرة‭ ‬غيرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬ولعل‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬تركت‭ ‬أثرها‭ ‬عميقاً‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خاصةً،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬باتت‭ ‬فيه‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬حملت‭ ‬معها‭ ‬الكثيرمن‭ ‬التغيرات،‭ ‬وكانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الاسرية،‭ ‬كما‭ ‬انها‭ ‬طوقت‭ ‬أفراد‭ ‬الاسرة‭ ‬بجدارات‭ ‬العزلة،‭ ‬حيث‭ ‬انفرد‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬منكباً‭ ‬على‭ ‬حاسوبه‭ ‬أو‭ ‬هاتفه‭ ‬يتصفح‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمواقع‭ ‬الالكترونية،‭ ‬أوغارقا‭ ‬في‭ ‬الحوارات‭ ‬مع‭ ‬اصدقاء‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬اناس‭ ‬مجهولين،‭ ‬يقيم‭ ‬معهم‭ ‬علاقات‭ ‬مختلفة،‭ ‬بعضها‭ ‬جاد‭ ‬ومفيد،‭ ‬وبعضها‭ ‬الأخر‭ ‬لأغراض‭ ‬التسلية‭ ‬وغيرها‭.‬

ومن‭ ‬اللافت‭ ‬ايضاً‭  ‬تلك‭ ‬النِّسَب‭ ‬العالية‭ ‬للاشخاص‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مراحلهم‭ ‬العمرية‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬صغاراً‭ ‬أو‭ ‬كباراً‭ ‬ذكوراً‭ ‬أو‭ ‬إناث‭ ‬والذين‭ ‬يقضون‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬خلف‭ ‬شاشات‭ ‬حواسيبهم‭ ‬أو‭ ‬هواتفهم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تبيِّن‭ ‬فيها‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬اجتماعي‭ ‬بطبعه،‭ ‬فإذا‭ ‬ضَعُفت‭ ‬علاقته‭ ‬بأفراد‭ ‬أسرته‭ ‬وجد‭ ‬البديل‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الحاسوب‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬التي‭ ‬حلَّت‭ ‬مكان‭ ‬الأبوين‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأبناء،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأجْهِزة‭ ‬يُضعف‭ ‬عَلاقة‭ ‬الأبناء‭ ‬بوالديهم،‭ ‬ويكون‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراضٌ‭ ‬النفسية‭ ‬بينهم‭ ‬مثل‭ ‬حالات‭ ‬الاكتئاب‭ ‬وحب‭ ‬العزلة‭ ‬والإنطوائية،‭ ‬وبطء‭ ‬قابلية‭ ‬الفرد‭ ‬لقبول‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع،‭ ‬والتي‭ ‬سيحل‭ ‬محلها‭ ‬قيم‭ ‬روَّاد‭ ‬ومُستخدمي‭ ‬أجهزة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الالكترونية‭ ‬الحديثة‭ ‬وتشير‭ ‬بعض‭ ‬الاحصائيات‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الإلكتروني‭ ‬مثال‭ ‬موقع‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬وراء‭ ‬ثلث‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة‭ .‬

أن‭ ‬كثرة‭ ‬التعلق‭ ‬والأدمان‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬فجوة‭ ‬توتر‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الكثير‭ ‬خاصة‭ ‬الأزواج،‭ ‬ولم‭ ‬يقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬ذلك‭ ‬بل‭ ‬غزت‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬بيوتاً‭ ‬ينعدم‭ ‬فيها‭ ‬الحوارمن‭ ‬الاساس‭ ‬لتنبت‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬أشواك‭ ‬البعد‭ ‬والانفصال‭ ‬وحدة‭ ‬الخلافات،‭  ‬إن‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬يهدد‭ ‬الاستقرارالأسري‭ ‬ويمزق‭ ‬أواصر‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أفرادها،‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تجمد‭ ‬العواطف،‭ ‬وازدياد‭ ‬درجة‭ ‬العصبية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬بينهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬زيادة‭ ‬الخلافات‭.‬

مواقع‭ ‬الانترنت‭ ‬وثأتيرها‭ ‬النفســـي‭ ..‬

وبسبب‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬الضارة‭ ‬التي‭ ‬أحدثتها‭ ‬مواقع‭ ‬الإنترنت‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬حذرت‭ ‬استشارية‭ ‬الخدمة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأستاذ‭/ ‬عزة‭ ‬الزياني‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يمثل‭ ‬خطورة‭ ‬بالغة‭ ‬على‭ ‬الأزواج‭ ‬والزوجات،‭ ‬ويكون‭ ‬سبباً‭ ‬لحدوث‭ ‬الجفاء‭ ‬العاطفي،‭ ‬فالرجل‭ ‬عندما‭ ‬يجلس‭ ‬أمام‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬للبحث‭ ‬ومشاهدة‭ ‬مواقعها‭ ‬الكثيرة‭ ‬،‭ ‬يحرمه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الاجتماع‭ ‬بأفراد‭ ‬أسرته،‭ ‬وفتح‭ ‬حديث‭ ‬وحوار‭ ‬بين‭ ‬بعضهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬انفصال‭ ‬عاطفي،‭ ‬مشيرةً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جلوس‭ ‬الزوج‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬الجهاز‭ ‬ليلاحق‭ ‬تلك‭ ‬المواقع،‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تذبذب‭ ‬العلاقة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬أسرته‭ ‬وزوجته‭.‬

وتضيف‭ ‬الزياني‭:‬‮»‬‭  ‬انه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬المستمر‭ ‬ومشاهدة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬وأفلام،‭ ‬والتي‭ ‬غالبا‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬بالصور‭ ‬الحقيقة‭  ‬للفتاة‭ ‬أو‭ ‬الفتى،‭ ‬أنما‭ ‬يتم‭ ‬إدخال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعديلات‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬واللون‭ ‬واحيانا‭ ‬الصوت‭ ‬والجمال‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭  ‬يدخل‭ ‬إلى‭ ‬العقل‭ ‬الباطن‭ ‬للمشاهد،‭ ‬وهذه‭ ‬الصور‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬سريعة‭ ‬في‭ ‬برمجة‭ ‬العقل،‭ ‬لافتة‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ممكن‭ ‬إن‭ ‬يتسبب‭ ‬للزوج‭ ‬بعدم‭ ‬الرضا‭ ‬ووضعه‭ ‬في‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يشاهده‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬وبين‭ ‬زوجته‭ ‬شريكة‭ ‬حياته،‭ ‬فيظل‭ ‬ما‭ ‬يشاهده‭ ‬وما‭ ‬يسمعه‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬من‭ ‬أفلام‭ ‬وصور‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬حواسه‭ ‬وبعملية‭ ‬متكررة‭ ‬يتم‭ ‬تغذية‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬واشباع‭ ‬ما‭ ‬يفتقده‭ ‬وما‭ ‬يتمناه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عالمه‭ ‬الافتراضي،‭ ‬ففي‭ ‬البداية‭ ‬يستسيغه‭ ‬ويحبه‭ ‬ثم‭ ‬يعشقه‭ ‬ثم‭ ‬يدمنه،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬سهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المواقع‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬تلك‭ ‬الخلافات‭ ‬وحدوث‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬والانفصال‭ ‬بين‭ ‬الأزواج‭.‬

أبراج‭ ‬المراقبــــة‭ !‬

هدى‭ ‬أحمد‭/ ‬متزوجة‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬معلمة‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬ثأتير‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬على‭ ‬الخلافات‭ ‬الزوجية‭ ‬قائلة‭:‬‮»‬‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أسباب‭ ‬الانفصال‭ ‬بين‭ ‬الأزواج‭ ‬دائمي‭ ‬استخدام‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬هو‭ ‬اكتشاف‭ ‬أحد‭ ‬الزوجين‭ ‬لوجود‭ ‬علاقات‭ ‬تربط‭ ‬شريكه‭ ‬مع‭ ‬أشخاص‭ ‬أخرين‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬الجنس‭ ‬الأخر،‭ ‬ووجود‭ ‬رسائل‭ ‬تواصل‭ ‬بينهم‭ ‬واحيانا‭ ‬دردشات‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭ ‬بكونه‭ ‬شخص‭ ‬متزوج،‭ ‬كذلك‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات‭ ‬الفظة‭ ‬للزوج‭ ‬أو‭ ‬الزوجة،‭ ‬واكتشاف‭ ‬سلوك‭ ‬غير‭ ‬مرضي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعض‭ ‬الرسائل‭ ‬أو‭ ‬المنشورات‭.‬

واشارت‭ ‬هدى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬الأشخاص‭ ‬المرتبطين‭ ‬يستخدمون‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬لمراقبة‭ ‬نشاط‭ ‬شركائهم‭ ‬على‭ ‬الموقع،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مشاعر‭ ‬الغيرة،‭ ‬وأن‭ ‬مستخدمي‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط‭ ‬لهم‭ ‬حظ‭ ‬أكبر‭ ‬للاتصال‭ ‬مع‭ ‬المستخدمين‭ ‬الآخرين‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬المعارف‭ ‬السابقين،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬الخيانة‭ ‬العاطفية‭ ‬أو‭ ‬الجسدية‭.‬

إهمال‭ .. ‬خيانة‭ .. ‬انفصال

وبسؤالها‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الموضوع‭ ‬وفاء‭ ‬البشاري‭ ‬محامية‭ ‬حدثتنا‭ ‬قائلة‭:‬‮»‬‭  ‬يتسبب‭ ‬إهمال‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬وعدم‭ ‬التحدث‭ ‬معه‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬عدم‭ ‬إبداء‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬للحوار‭ ‬معه،‭ ‬لإثارة‭ ‬الغضب‭ ‬ويولد‭ ‬عنه‭ ‬حدوث‭ ‬مشاكل‭ ‬وغيرة‭ ‬ومشاعر‭ ‬سلبية‭ ‬تجاه‭ ‬شريكه،‭ ‬مما‭  ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬تدمير‭ ‬للعلاقة‭ ‬الزوجية،‭ ‬أو‭ ‬حدوث‭ ‬خيانة،‭ ‬إن‭ ‬الخيانة‭ ‬الزوجية‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬سهلة‭ ‬جداً‭ ‬باستخدام‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬حيث‭ ‬يدخل‭ ‬الشخص‭ ‬إلى‭ ‬الشات‭ ‬فيتعرف‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬افتراضي‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬حقيقية‭ ‬لاحقاً،‭ ‬فمن‭ ‬كان‭ ‬مستعداً‭ ‬للخيانة‭ ‬الزوجية‭ ‬يذهب‭ ‬ويلتقي‭ ‬بمن‭ ‬تعرف‭ ‬عليه‭ ‬عبر‭ ‬احدى‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬وتبدأ‭ ‬العلاقة،‭ ‬وتحدث‭ ‬الكارثة‭ ‬وتنتهي‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية،‭ ‬وهذه‭ ‬السهولة‭ ‬لا‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬للنساء‭ ‬أيضاً‭ ‬إيجاد‭ ‬الفرص‭ ‬سانحة‭ ‬لهن‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬المواقع،‭ ‬فتدخل‭ ‬في‭ ‬المحادثة‭ ‬بغياب‭ ‬زوجها،‭ ‬ويقع‭ ‬الزواج‭ ‬في‭ ‬الهاوية‭.‬

وأضافت‭ :‬‮»‬‭ ‬أن‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يزيد‭ ‬نسبة‭ ‬الخلافات‭ ‬الزوجية‭ ‬،‭ ‬وتطور‭ ‬تلك‭ ‬الخلافات‭ ‬بسبب‭ ‬إدمانها‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انفصال‭ ‬الزوجين‭ ‬وطلب‭ ‬الزوجة‭ ‬خاصة‭ ‬للطلاق،‭ ‬وهذا‭  ‬الأمر‭ ‬أصبح‭ ‬مشهدا‭ ‬مألوفا،‭ ‬وعرف‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬أروقة‭ ‬المحاكم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قضايا‭ ‬تحوي‭ ‬ملفاتها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأوراق،‭ ‬والتي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬أكثرها‭ ‬غريبة،‭ ‬وجديدة‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬ما‭ ‬تسمح‭ ‬به‭ ‬قيمنا‭ ‬وعاداتنا‭ ‬الأصيلة،‭ ‬فكان‭ ‬نتاجاً‭ ‬طبيعياً‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خلافات‭ ‬أسرية‭ ‬تقفز‭ ‬لخارج‭ ‬أسوار‭ ‬المنزل،‭ ‬وتفكك‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة‭.‬

إثارة‭ ‬ومغــامـرة‭.. ‬

وتتفق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬على‭  ‬وجود‭ ‬خلل‭ ‬بعلاقاتهم‭ ‬مع‭ ‬ازواجهم‭ ‬بسبب‭ ‬قضائهم‭ ‬معظم‭ ‬الوقت‭ ‬خلف‭ ‬شاشات‭ ‬الهواتف‭ ‬أو‭ ‬الحواسيب،‭ ‬وأدعائهم‭ ‬بأنهم‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يكسروا‭ ‬رتابة‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬ومللها،‭ ‬فيغرقون‭ ‬انفسهم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الإنترنت‭ ‬حيث‭ ‬الإثارة‭ ‬والمغامرات‭.‬

ويقول‭ ‬بعض‭ ‬الرجال‭ ‬إن‭ ‬انشغال‭ ‬زوجاتهم‭ ‬الدائم‭ ‬بالجلوس‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬أمام‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬أو‭ ‬أجهزتهن‭ ‬المحمولة‭ ‬وهروبهن‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بواجباتهن‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الشكوك‭ ‬حولهن،‭ ‬وترك‭ ‬المجال‭ ‬للوساوس‭ ‬إن‭ ‬تلعب‭ ‬في‭ ‬عقلوهم‭ ‬نحو‭ ‬زوجاتهم،‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬وسيلة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭! ‬فليس‭ ‬الرجل‭ ‬دائما‭ ‬هو‭ ‬المذنب‭ ‬في‭ ‬تواصله‭ ‬وإدمانه‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك،‭ ‬أفعال‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬أحيانا‭ ‬بتدمير‭ ‬أسرتها،‭ ‬حيث تتصف‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬باللامبالاة‭ ‬وعدم‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬أمام‭ ‬واجبات‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬متطلبات‭ ‬واحتياجات‭ ‬الأبناء،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬يقمن‭ ‬بإنفاق‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬يتابعن‭ ‬حساباتهن‭ ‬وقائمة‭ ‬الأصدقاء‭ ‬وردودهم‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

الكبت‭ ‬والخيــانة‭ ..‬

هناك‭ ‬أشخاصا‭ ‬مكبوتين‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬وغير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬وهناك‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬يمارس‭ ‬الخيانة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخيانة،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يفوت‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬للخيانة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التوصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬الدردشة،‭ ‬ونتيجة‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬نسمعها‭ ‬يقوم‭ ‬بعض‭ ‬الازواج‭ ‬بمنع‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬عن‭ ‬انفسهم‭ ‬وعن‭ ‬زوجاتهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتسبب‭ ‬لهم‭ ‬بالمشاكل‭.‬

أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يبالغون‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬إما‭ ‬يريدون‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬نفسية‭ ‬ومشاكل‭ ‬أسرية‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محاولات‭ ‬لإظهار‭ ‬النفس،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬إذا‭ ‬خرجت‭ ‬عن‭ ‬حد‭ ‬الوسطية‭ ‬تصبح‭ ‬سلبية‭ ‬لحد‭ ‬كبير‭ ‬وإن‭ ‬على‭ ‬الزوجة‭ ‬مواجهة‭ ‬الزوج‭ ‬بغلطه‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬إن‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬وعلى‭ ‬أسرته‭ ‬ومحاولة‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الآفة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬عش‭ ‬الزوجية‭ .‬

وأن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬مرفوضة‭ ‬ولا‭ ‬تبرر‭ ‬الخيانة‭ ‬الزوجية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الحديثة‭ ‬لأنها‭ ‬تهدد‭ ‬السلم‭ ‬الأسري‭ ‬والسكينة‭ ‬والرحمة،‭ ‬ليحل‭ ‬مكانها‭ ‬التشتت‭ ‬والانفصال،‭ ‬وتلك‭ ‬الوسائل‭ ‬لو‭ ‬استخدمت‭ ‬بطريقة‭ ‬صحيحة‭ ‬لما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمتلئ‭ ‬ملفات‭ ‬المحاكم‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬الخيانة‭ ‬الزوجية‭ ‬وحالات‭ ‬الطلاق‭ ‬بسبب‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭.‬

شاهد أيضاً

لاعب السويحلي والمنتخب الوطني “أسامـــة الشريمــي”

العدد‭ ‬الكبير‭ ‬لفرق‭ ‬الدوري‭ ‬ ستكون‭ ‬له‭ ‬مآلات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفن نعم‭ ‬هناك‭ ‬فريق‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *