زواج الصغيرات والحلم الوردي ….ولكن …؟!
متابعة / هدى ميره
فتيات لم تتجاوز أعمارهن العشرون ربيعا وجد انفسهن في مؤسسة الزواج الليبية ان صح التعبير ، فرحنا بارتداء الثوب الابيض والرقص على أنغام موسيقى صاخبة في احدى صالات الأفراح ، انبهن بالأضواء وجرتهن الآمال والأحلام بحياة زوجية قوامها الانبساط والتنزه وارتداء أرقي الثياب والتجوال بين المحلات والمطاعم والفنادق وبعضهن رغبن بالسفر فوق السحاب الى بلدان حلمن بزيارتها ولكن جاءت الحقائق مناقضة للحلم ، فكانت صدمت بعضهن بداية لكارثة يتهرب الزوج من تحمل مسؤليتها ويتخوف اهل الفتاة من مجتمع يدعي التحفظ وسياطه الخشنة تهوي على ظهور الضحايا ..
فتيات صغيرات في السن اصبحن في ليلة وضحاها زوجات وأمهات وهن مازلن أطفال تبحر بهن الرغبة في اللعب الى شواطئ أبعد مما رسم لهن واكثر من قدرتهن على استيعاب تفاصيل مرحلة في حياتهن جاءت مبكرة وبدون استئدان ..
حلم الفستان الابيض لم يكن حلم الفتاة وحدها بل اسرة الفتاة وعلى راسها الام كان يراودها ذات الحلم وهو ان تتزوج ابنتها قبل قريناتها وان تتباهي امام الجميع بان ابنتها اصبحت زوجة ودخلت بخطواتها الواثقة بيت الزوجية او مؤسسة الزواج كما يسميها البعض .
# تقول وداد المنصوري الإحصائية الاجتماعية باحدى المدارس الثانوية بطرابلس :
لا نلوم الفتاة على قبولها بفكرة الزواج المبكر فهي مازالت قاصر ولا تعي حجم المسؤولية التى ستتحملها بعد ان تنتهي مراسم الاحتفال ويعود المعازيم الى بيوتهم وتكون الفتاة او العروسة وجها لوجه امام حياة جديدة فتحت أبوابها لها دون ان تعي ما تخفيه الأبواب وراءها ..
ربما اللوم على اهل الفتاة وأسرتها التى قبلت بتزويج طفلة لم يتجاوز عمرها العشرون سنة ،، اقول طفلة لان تفكيرها ما زال لم ينضج ولا أتحدث عن العمر بالأيام والسنوات بل العمر يقاس بالقدرة على اتخاد القرارات الصائبة من عدمه
# الإحصائية أمينة محمد قالت عن ذات الموضوع : خلال السنوات الاخيرة تنامت ظاهرة زواج القاصرات او صغيرات السن وبشكل غريب وهذه الظاهرة لها علاقة بالمجتمع وربما يمكننا اعتبارها ردة فعل من مجتمع أصيب بحالة من الخوف والرعب على البنات الخوف من شبح العنوسة او تأخر سن الزواج دفع ببعض الأسر الى الزج ببناتهم الصغيرات الى الحياة الزوجية دون أذني تفكير في عواقب هذه المرحلة او الحياة الجديدة التى ستعيشها القاصر .
# حنان على .. ام لثلاثة بنات
اقبل بتزويج بناتي الثلاثة في سن مبكرة قبل ان يفوتهن قطار الزواج كما انني اصبحت غير قادرة على تحمل مسؤوليتهن امام مغريات الحياة ، الخوف عليهن على الضياع يجعلني اقبل بمن يطرق بابي للزواج من بناتي خاصة انني أرملة واعولهن منذ سنوات مضت ،
# السيدة ميسون قالت : طبعا لا مانع عندي من الزواج المبكرة للفتاة لأسباب عديدة بعضها يتعلق بالوضع المتدهور بالبلاد وبعضها لها علاقة بضياع فرصة للفتاة قد لا تتكرر مرة اخرى ولكن اعتقد ان الاستعداد العاطفي والنفسي والاجتماعي للفتاة شرط ضروري قبل الزواج .. ربما هذا الامر له علاقة بالنضوج الفكري وليس العمري .
# نجلاء ابو قرين .. الزواج المبكر للفتاة القاصر في كثير من الاحيان لا يكون من اختيار الفتاة نفسها لانها وببساطة مازالت طفلة وهي بالتالي غير قادرة على التمييز بين الخطأ والصواب بل تنجر وراء كلام أمها عن تلك الحياة الوردية التى ترسمها لها ، هنا يمكننا القول بان الأهل هم من ضحوا بالفتاة وهذه ثقافة مجتمع بكامله قد لا نستطيع تغييرها حتى عقود قادمة ..
وفي لقاء أجرته معه احدى الصحف الليبية الالكترونية قال الدكتور مختار محمد إبراهيم أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب إن الزواج يقوم على التوافق بين طرفي العلاقة وتحقيق أكبر قدر من الانسجام العاطفي والفكري والعمل على إيجاد قواسم مشتركة وهذا بالطبع يحتاج إلى تكافؤ، وخاصة من الناحية الثقافية .. وبدون هذا فإن انهيار الزواج احتمال قائم في كل وقت
ويضيف الدكتور الى قوله بان الطلاق لا يعتبر مشكلة لأنه في بعض الحالات يكون حلاً لحياة زوجية متأزمة تستحيل معها العشرة ويتعذر استمرارها بين الزوجين.
يقول احدهم أن اغلب حالات الزواج الحديثة غير ناضجة، حيث يتم تزويج فتيات قاصرات بموافقة ولي الأمر وفي الغالب أولئك الفتيات لا تملك أي خبرة أو ثقافة تربوية أو دينية لتحمل أعباء الزواج
وبالتالي يصبح الطلاق أمرا مؤلما سيكون مصير الفتاة القاصر …
العشرات من الزوجات الصغيرات تركن مقاعد الدراسة فرحات بحياة زوجية او لتزاحم المسؤوليات عليهن والقليل فقط من استطاعت ان تكمل دراستها لتثبت لنفسها بانها قادرة على خوض غمار معركة النجاح ،اما الأخريات فكانت الدراسة بالنسبة لهن شيء ثانوي من الممكن التنازل عنه امام حياتهن الجديدة ، ومن لم يحافهن الحظ في هذه الحياة عدن الى بيوت ذويهن مطلقات بعد ان كان الواقع مغاير للحلم الوردي الذي رسم قصدا في مخيلة الطفلة العروس ، هنا اصبح الأهل امام مشكلة اخرى فالطلاق كارثة بالنسبة لفتاة العشرون ربيعا في ظل مجتمع له تقاليده واعتقاداته والاذهي من هذا ان منظومة القيمة الأخلاقية والإنسانية بدات بالتأكل لتكون الفتاة مطمع للكثيرين وضحية سهلة الافتراس .. فمن المسؤول ؟
وعلى صعيد دولي تطالب المنظمات الدولية ذات الاختصاص بضرورة الحد من انتشار هذه الظاهرة في دول العالم الثالث واستشهدت بعض التقارير بارقام وإحصائيات مستقبلية على امل ان تساعد هذه الأرقام في زيادة الوعي لذا الحكومات المحلية لتلك الدول ولذا الأهالي الذين يسعون الى التخلص من حمل المسؤولية لتلقي على كاهل زوج غالبا ما يكون غير قادر على توفير ابسط متطلبات الزواج
فعلي سبيل المثال تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، عدد حالات زواج القاصرات في أفريقيا سترتفع من 125 مليوناً إلى 310 مليون حالة، بحلول عام 2050 وهذا مؤشر خطير اذا ما تم تداركه
ولعد وجود احصائيات دقيقة حول زواج القاصرات في بلادنا لحساسية الامر اجتماعياً فان المحاكم الجزئية بأغلب المدن الليبية تشتكي من تنامي ظاهرة الطلاق لصغيرات السن ولأسباب اقل ما يقال عنها انها غريبة وغير مقنعة ..
القاضي احمد المنزل بمحكمة سبها الجزئية قال ( حسب وكالة التضامن ) أن اغلب حالات الزواج الحديثة غير ناضجة، حيث يتم تزويج فتيات قاصرات بموافقة ولي الأمر وفي الغالب أولئك الفتيات لا تملك أي خبرة أو ثقافة تربوية أو دينية لتحمل أعباء الزواج.
ولكن ليس كل القاصرات او الزوجات الصغيرات انصدمن بكارثة الطلاق او المشاكل الزوجية ، بل ان بعضهن استطعن انشاء اسرة مستقرة وتحمل المسؤولية التى وضعت بها الفتاة ووجدت نفسها مجبرة على التعامل معها .