×

مكتبة البيت الليبي منارة ثقافية تضم 15 ألف عنوان

مكتبة البيت الليبي منارة ثقافية تضم 15 ألف عنوان

إشراف : مصطفى حمودة

في حوار مع الدكتور “خالد العربي الفرجاني”

مدير عام البيت الليبي للعلوم والثقافة بمدينة الزاوية:

وتواجه تحديات التمويل والتغطية الإعلامية

يُعد البيت الليبي للعلوم والثقافة بمدينة الزاوية من المعالم الثقافية لمهمة، إذ يسعى منذ انطلاقته إلى نشر المعرفة، وتعزيز قيم الحوار، والإبداع، والابتكار، وحماية التراث الليبي المادي واللامادي، وذلك من خلال تنظيم المحاضرات، والندوات، وورش العمل، والمعارض، والتعاون مع المكتبات ودور النشر والمؤسسات الثقافية، بهدف فتح أبواب الثقافة والعلم أمام المهتمين.

في هذا الحوار سلّط الدكتور “خالد الفرجاني” الضوء على أبرز الجهود التي تبذلها المؤسسة في خدمة المشهد الثقافي، ودورها في دعم البحث العلمي وتنمية الوعي فيما يتصل بالقراءة والمطالعة، إلى جانب التحديات التي تواجه هذا الصرح الثقافي الذي تأسس عام 2012 تحت اسم «دار

الزاوية للكتاب)».

البيت الليبي للعلوم والثقافة أحدث نقلة نوعية في المشهد الثقافي بمدينة الزاوية، إذ أصبح منصة حيوية للمعرفة ومنارة تربط بين المثقفين والمهتمين، وتعيد إحياء الدور العلمي والثقافي للمدينة

حوار: عبدالله موني .. مصطفى علي

الصور: من منصات التواصل الاجتماعي

وهذا نص الحوار:

البيت الليبي للعلوم والثقافة بمدينة الزاوية يضم مكتبة غنية بالإصدارات والمراجع. كم عدد العناوين لديكم؟

د. خالد الفرجاني: تضم مكتبة البيت الليبي للعلوم والثقافة ما يقرب من (15،000) خمسة عشر ألف عنوان في مختلف المجالات العلمية، والأدبية، والفنية، بما في ذلك كتب ومراجع متخصصة ودوريات نادرة.

وكيف تحدثون رصيدكم من الكتب؟ ومن هي الجهات التي نزودكم بالعناوين الجديدة؟

د. خالد الفرجاني: يتم تحديث رصيد مكتبة البيت الليبي للعلوم والثقافة بالزاوية بشكل دوري من خلال الهدايا والتبرعات التي نتلقاها من دور نشر خاصة، ومؤسسات ثقافية غير حكومية، وأفراد مهتمين.

إذ أننا مؤمنون بأن دعم هذه الجهات يُكمل دور الجهات الرسمية ويثري محتوى المكتبة. كما يشمل التحديث أيضا التعاون مع جهات رسمية نرتبط لعها باتفاقيات، كالمكتبات والجامعات والمؤسسات

لا يقتصر دور المكتبة على إتاحة الكتب فقط، بل أبرمنا اتفاقيات وشراكات استراتيجية مع عدد من الجامعات والمعاهد والمؤسسات الثقافية المحلية، كما تعاونا مع مستشارين ذوي كفاءة، وذلك ساهم في تبادل الخبرات وتنظيم فعاليات مشتركة.

غير الحكومية، بالإضافة إلى مساهمات من دور النشر والمؤسسات الأهلية عبر التبرعات أو المشاريع المشتركة، وإن كان الاعتماد الأساسي لا يزال على

الجهات الحكومية.

هل يجد الباحثون والطلبة في مكتبتكم ما يلبي احتياجاتهم من العناوين والدوريات والمراجع المهمة والنادرة؟ وكيف يتم سهيل وصولهم إليها؟

د. خالد الفرجاني: نعم، فنحن نوفر بيئة علمية متكاملة تُسهَل وصول الباحثين والطلبة إلى مصادر المعرفة. حيث نعمل على إدخال العناوين في قواعد بيانات إلكترونية لتكون قابلة للبحث، عبر نظام فهرسة وتصنيف متطوّر، كما نسعى لتلبية أغلب احتياجات الباحثين والطلبة بتقديم خدمات الإرشاد المكتبي من فريق المكتبة المختص لمساعدتهم في العثور على المواد المطلوبة، مع إتاحة بعمض الإصدارات النادرة. أيضا نوفر أماكن مطالعة مجهزة ببيئة هادئة مناسبة للبحث الأكاديمي والقراءة.

هل يقيم البيت الليبي شراكات مع مؤسسات تعليمية أو ثقافية؟ وكيف تسهم هذه الشراكات في دعم رسالتكم؟

د. خالد الفرجاني: بالتأكيد، لم يقتصر دور المكتبة على إتاحة الكتب فقط، بل أبرمنا اتفاقيات وشراكات استراتيجية مع عدد من الجامعات والمعاهد والمؤسسات الثقافية المحلية، كما تعاونا

نوفر بيئة علمية متكاملة تسهل وصول الباحثين والطلبة إلى مصادر المعرفة، عبر نظام فهرسة وتصنيف متطور، وتقديم خدمات الإرشاد المكتبي من فريق المكتبة المختص، كما نوفر أماكن مطالعة مجهزة ببيئة هادئة مناسبة للبحث

الأكاديمي والقراءة.

نعمل على جعل الثقافة فعلا مجتمعياً لا نخبوياً

مع مستشارين ذوي كفاءة، وذلك ساهم في تبادل الخبرات وتنظيم فعاليات مشتركة. من بين الجهات التي نتعاون معها: جامعة الزاوية، جامعة صبراتة، جامعة غريان، جامعة القمة الحديثة، جامعة المرقب الأهلية، بالإضافة إلى مراقبتي التعليم في الزاوية وصبراتة، ومكتبة الدعوة الإسلامية، ومركز الشيخ علي الغرياني، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، والهلال الأحمر، وفوج الكشاف والمرشدات. نظمنا معهم ورش عمل متنوعة، شملت تطوير المكتبات، والأنشطة الثقافية، والتنمية المعرفية. كما أبرمنا اتفاقية مع لجنة المؤتمر الدولي الثالث حول المخدرات والمؤثرات العقلية، بهدف تعزيز التبادل الثقافي.

هل أطلقتم مبادرات لتوزيع كتب على المدارس أو مراكز الخدمة الاجتماعية أو فئات لا تصلها المعرفة بسهولة؟

د. خالد الفرجاني: نعم، أطلقنا مبادرات لتوزيع الكتب على المكتبات العامة، ساهمت في تعزيز ثقافة القراءة، وبالرغم من أنها كانت محدودة نسبيا، إلا أنها خلقت تواصلا مباشرا بيننا وبين فئات مجتمعية متنوعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولا تزال هنماك خطة قيد التنفيذ لتوسيع هذه المبادرة لتشمل المراكز الاجتماعية والمناطق النائية التي يصعب وصول المعرفة إليها.

العمل في مؤسسة ثقافية يتطلب كفاءة مهنية، كيف تقيمون جاهزية الكوادر البشرية في بيت الثقافة؟ وهل هناك برامج تدريبية منتظمة؟

د. خالد الفرجاني: نولي اهتماما كبيرا للعنصر البشري، حيث يضم البيت الليبي للعلوم والثقافة

نُحدث رصيد المكتبة بشكل دوري من جهات رسمية نرتبط معها باتفاقيات كالمكتبات والجامعات والمؤسسات غير الحكومية ومساهمات من دور النشر والمؤسسات الأهلية عبر التبرعات أو المشاريع المشتركة ودور الأخيرة يُكمل دور الجهات الرسمية ويُثري محتوى المكتبة.

فريقا مؤهلا أكاديميا وذو خبرة في إدارة المكتبات والأرشفة. ونحن نحرص على تطوير مهاراتهم بشكل مستمر من خلال برامج تدريبية دورية بالتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسات تعليمية وثقافية. تشمل هذه البرامج ورش عمل نصف سنوية وسنوية لتنمية المهارات الأرشيفية والإدارية، بالإضافة إلى تدريب نقني متخصص على أنظمة الأرشفة الإلكترونية.

هل تتيح مكتبة البيت الليبي لعلوم والثقافة خدمة استعارة لكتب؟ وما مدى الإقبال عليها؟

الدكتور خالد الفرجاني: نعم، توفر مكتبتنا خدمة الإعارة وفق نظام عضوية يراعي نوع وعدد الكتب، إذ يُشترط تسجيل بيانات المستعير وتحديد مدة الإعارة، مع وجود ضمانات لاسترجاع الكتب. الإقبال على الاستعارة موجود، لكمن ما لاحظناه أنه لا يزال دون مستوى الطموح. ونحن نخطط لتعزيز هذه الخدمة من خلال حملات توعية تسلط الضوء على أهميتها وبالتوازي نعمل على تطوير آليات جديدة تناسب الزوّار والروّاد. كما ندرس إمكانية إيقاف الخدمة مؤقتا لتنظيم الفهرسة واستكمال الإحصائيات اللازمة، خاصة في ظل محدودية ثقافة المجتمع تجاه الاستعارة.

وسنعمل على تحديث هذه الخدمة بأساليب محفزة نتلاءم مع احتياجات الزوار.

ما التغيير الذي أحدثه البيت الليبي للعلوم والثقافة في المشهد الثقافي بمدينة الزاوية؟ وما أبرز التحديات التي تعيق أداءه؟

د. خالد الفرجاني: يمكن القول إن البيت الليبي للعلوم والثقافة أحدث نقلة نوعية في المشهد الثقافي بمدينة الزاوية، إذ أصبح منصة حيوية للمعرفة ومنارة تربط بين المثقفين والمهتمين، وتعيد إحياء الدور العلمي والثقافي للمدينة. ورغم ذلك، يواجه البيت الليبي بعض التحديات، أبرزها محدودية الدعم المالي، مما اضطرنا إلى الاعتماد بشكل كبير على التمويل الذاتي. كما نعاني من ضعف التغطية الإعلامية للأنشطة، ما قلل من فرص إيصال رسالتنا إلى فئات أوسع. ورغم أن حكومة الوحدة الوطنية، مشكورة، قد خصصت لنا ميزانية ساعدت في حلحلة بعض العراقيل، فإن هذه الميزانية لا تزال غير كافية لتغطية جميع البرامج والخدمات الثقافية التي تقدمها المؤسسة.

كلمة أخيرة..

أثمن جهود العاملين والداعمين لهذا المشروع الثقافي، وأؤكد أن المعرفة مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود الرسمية والأهلية معا لتحقيق رسالتها

النبيلة.

أطلقنا مبادرات لتوزيع الكتب على المكتبات العامة أسهمت في تعزيز ثقافة القراءة. وهناك خطة قيد التنفيذ لتوسيع هذه المبادرة لتشمل المراكز الاجتماعية والمناطق النائية التي يصعب وصول المعرفة إليها.

Share this content: