×

مدينة تعيش

مدينة تعيش

        مدينة‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬أنفاس‭ ‬مياهها‭ ‬الجوفية

منذ‭ ‬عقود‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬تسري‭ ‬تحت‭ ‬أقدام‭ ‬سكانها،‭ ‬تمنحهم‭ ‬الحياة‭ ‬وتروي‭ ‬عطشهم،‭ ‬حيث‭ ‬تعتمد‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬لكن،‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً،‭ ‬بدأت‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬تتلاشى،‭ ‬و‭ ‬الزمن‭ ‬تغير،‭ ‬و‭ ‬تحولت‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬كنز‭ ‬مالح‭ ‬يصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬فالحفر‭ ‬العشوائي‭ ‬والتوسع‭ ‬الزراعي‭ ‬غير‭ ‬المنظم،‭ ‬جعلا‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬حلماً‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬،‭ ‬اليوم،‭ ‬تواجه‭ ‬سبها‭ ‬معضلة‭ ‬وجودية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬نوعية‭ ‬المياه‭ ‬المتدهورة‭ ‬تهدد‭ ‬سكانها،‭ ‬وبينما‭ ‬تزداد‭ ‬الأزمة،‭ ‬تتجه‭ ‬أنظار‭ ‬أهل‭ ‬المدينة‭ ‬نحو‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬مائي‭ ‬جديد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضمن‭ ‬لهم‭ ‬الاستمرار‭ . ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬يستعرض‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬ويقدم‭ ‬حلولاً‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المتزايدة‭ ‬و‭ ‬استعادة‭ ‬نقاء‭ ‬المياه‭.‬

الليبية‭ : ‬عزيزة‭ ‬محمد‭ / ‬زهرة‭ ‬موسى

أغلب‭ ‬الآبار‭ ‬بسبها‭ ‬عالية‭ ‬الملوحة‭ ‬ومعدل‭ ‬الهبوط‭ ‬السنوي‭ ‬لمنسوب‭ ‬الماء‭ ‬الثابت‭ ‬يتجاوز‭ ‬المتر  !!

في‭ ‬حديث‭ ‬مع‭ ‬المواطن‭ ‬عبدالله‭ ‬البصير‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سبها،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬إهمال‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬المواطنين‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬المياه‭ ‬وترشيد‭ ‬استهلاكها،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬مصدرًا‭ ‬للحياة،‭ ‬بل‭ ‬مادة‭ ‬استراتيجية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬حروب‭ ‬للاستحواذ‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وأوضح‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة،‭ ‬منها‭: ( ‬غياب‭ ‬برامج‭ ‬التوعية‭: ‬تقاعس‭ ‬جهات‭ ‬الاختصاص‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬حملات‭ ‬إعلامية‭ ‬توعوية‭ ‬،‭ ‬التعليم‭:‬‭ ‬عدم‭ ‬إدراج‭ ‬موضوع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬ضمن‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬،دور‭ ‬المساجد‭: ‬غياب‭ ‬أئمة‭ ‬وخطباء‭ ‬المساجد‭ ‬عن‭ ‬دورهم‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬المصلين‭ ‬،‭ ‬القوانين‭ ‬الرادعة‭: ‬نقص‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬تردع‭ ‬المستهترين‭ ‬باستخدام‭ ‬المياه‭ ‬،‭ ‬الممارسات‭ ‬الزراعية‭: ‬ضعف‭ ‬الإرشاد‭ ‬الزراعي‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬المزارعين‭ ‬نحو‭ ‬الري‭ ‬الرشيد‭ ‬،‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭: ‬تردي‭ ‬حالة‭ ‬الآبار‭ ‬وشبكات‭ ‬نقل‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬التسرب‭ ‬والهدر‭(

جمال‭ ‬ابريدح

مختبر‭ ‬المياه‭ ‬غير‭ ‬مشغل‭ ‬والعمر‭ ‬الافتراضي‭ ‬للمضخات‭ ‬انتهى ..!‬

حلول‭ ‬مقترحة

قدم‭ ‬البصير‭ ‬عدة‭ ‬مقترحات‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأزمة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭: ‬‮«‬‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬مصلحة‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬الآبار‭ ‬وشبكات‭ ‬النقل‭ ‬،‭ ‬فرض‭ ‬رسوم‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬لتشجيع‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬تقنين‭ ‬استخدامها‭ ‬،‭ ‬تنظيم‭ ‬حملات‭ ‬توعوية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬،‭ ‬توعية‭ ‬المزارعين‭ ‬بطرق‭ ‬الري‭ ‬الحديثة‭.‬

إن‭ ‬مشكلة‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬الليبي‭ ‬ليست‭ ‬مسؤولية‭ ‬جهة‭ ‬بعينها،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬جماعية،‭ ‬الحل‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬التوعية‭ ‬والتعليم‭ ‬مروراً‭ ‬بتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بتطبيق‭ ‬القوانين‭.‬

صرحت‭ ‬المذيعة‭ ‬نجوى‭ ‬الزوي‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬نضطر‭ ‬أحياناً‭ ‬للاستعانة‭ ‬بخزان‭ ‬مياه‭ ‬خارجي‭ ‬للتعبئة‭ ‬بتكلفة‭ ‬مالية‭ ‬معينة،‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصنبور‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للشرب‭ ‬والطهي،‭ ‬مما‭ ‬يضطرنا‭ ‬إلى‭ ‬شراء‭ ‬مياه‭ ‬معبأة‭.‬‮»‬

وأكدت‭ ‬الزوي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بقيمة‭ ‬المياه‭ ‬وأهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التوعية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬مثل‭ ‬غلق‭ ‬صنابير‭ ‬المياه‭ ‬بعد‭ ‬الاستخدام‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬الري‭ ‬الحديثة‭

.‬

منية‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬علقت‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬الأزمة‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استغلال‭ ‬أصحاب‭ ‬صهاريج‭ ‬المياه‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬تعبئتها‭.‬‮»‬

الحلول‭ ‬الممكنة

تدعو‭ ‬منية‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬إلى‭ : ‬‮«‬التركيز‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬المساجد‭ ‬و‭  ‬الجامعات‭ ‬و‭ ‬المعاهد‭ ‬و‭ ‬أيضا‭ ‬الاستعانة‭ ‬بوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة‭. ‬‮«‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬متواضعة‭ ‬وتقتصر‭ ‬على‭ ‬مناسبات‭ ‬مثل‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمياه‭ ‬فالمجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬غير‭ ‬مهتم‭ ‬بترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭.‬‮»‬

‭ ‬بينما‭ ‬أشارت‭ ‬ريماس‭ ‬القسام‭ ‬إلى‭ ‬أن‭:‬

‮«‬النقص‭ ‬يزداد‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مشاكل‭ ‬صحية‭ ‬محتملة‭ ‬للأسرة‭ ‬،فهناك‭ ‬فئة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬وأخرى‭ ‬تستهلك‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط‭ ‬،‭ ‬لهذا‭ ‬الجهود‭ ‬الموجودة‭ ‬غير‭ ‬كافية،‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬مكثفة‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليها‭ : ‬التوعية‭ ‬بترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬،‭ ‬الاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬والسيول،‭ ‬حماية‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬،‭ ‬تشريعات‭ ‬صارمة‭ ‬لتنظيم‭ ‬الاستهلاك‭ ‬،‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬متكاملة‭ ‬لإدارة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭.‬

تنوه‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬توصيات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ : ‬((إبراز‭ ‬استغلال‭ ‬حاجة‭ ‬المواطنين‭ ‬للمياه، ‬نشر‭ ‬قصص‭ ‬شخصية‭ ‬لتوضيح‭ ‬معاناة‭ ‬المواطنين‭ ‬،‭ ‬و‭  ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأمثلة‭ ‬الدولية))

سيناريو‭ ‬قاتم‭ ‬يهدد‭ ‬مدن‭ ‬الجنوب

وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬الصحفي‭ ‬وليد‭ ‬بكاكو‭ :‬يعاني‭ ‬الجنوب‭ ‬الليبي،‭ ‬وخاصة‭ ‬مدينة‭ ‬سبها،‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬متفاقمة‭ ‬في‭ ‬نقص‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬المصدر‭ ‬الأساسي‭ ‬لمياه‭ ‬الشرب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬السكان،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬الكثيرين‭ ‬لاعتماد‭ ‬أساليب‭ ‬غير‭ ‬علمية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المياه،‭ ‬مثل‭ ‬تشغيل‭ ‬المضخات‭ ‬من‭ ‬الشبكة‭ ‬الرئيسية‭. ‬

بعض الناس‭ ‬يبتكرون‭ ‬أساليب‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬بتشغيل‭ ‬المضخات‭ ‬من‭ ‬الشبكة‭ ‬الرئيسية‭!‬

تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية

محمد‭ ‬الهادي‭ ‬أبوزيد‭ ‬يشارك‭ ‬تجربته‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬تفاقمت‭ ‬مشكلة‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬بسبب‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬وعدم‭ ‬تشغيل‭ ‬الآبار‭ ‬بانتظام‭. ‬هذا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬ملوحتها‭ ‬وشحها،‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬حياتنا‭. ‬كانت‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬تُستخدم‭ ‬لزراعة‭ ‬محاصيل‭ ‬تشكل‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬كبير‭ ‬للأسرة،‭ ‬لكن‭ ‬اليوم‭ ‬الوضع‭ ‬تغير‭ ‬تماماً‭.‬‮»‬

ضعف‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية

بالرغم‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬الحياتية‭ ‬للمياه‭ ‬الجوفية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الصحراوية‭ ‬كجنوب‭ ‬ليبيا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بضرورة‭ ‬ترشيد‭ ‬استهلاكها‭ ‬يبدو‭ ‬ضعيفاً‭. ‬يقول‭ ‬محمد‭ ‬الهادي‭:‬

‮«‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬الصحراوية‭ ‬تمثل‭ ‬الحياة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها،‭ ‬لكن‭ ‬قلة‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬يجعل‭ ‬الناس‭ ‬يسرفون‭ ‬في‭ ‬استهلاكها‭ ‬دون‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬إجراءات‭ ‬للحفاظ‭ ‬عليها‭.‬‮»‬

ويدعم‭ ‬الصحفي‭ ‬وليد‭ ‬بكاكو‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬ممارسة‭ ‬لترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه،‭ ‬بل‭ ‬العكس،‭ ‬هناك‭ ‬إسراف‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬استخدامها‭.‬‮»‬

غياب‭ ‬دور‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية

انتقد‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬دور‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬برامج‭ ‬التوعية‭ ‬والممارسات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭. ‬

يقول‭ ‬محمد‭ ‬الهادي‭: ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬جهود‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لتوعية‭ ‬الناس‭ ‬بالمشكلة،‭ ‬يجب‭ ‬تنظيم‭ ‬ندوات‭ ‬توعوية‭ ‬ودروس‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬صارمة‭ ‬تمنع‭ ‬الإسراف‭.‬‮»‬

الحلول‭ ‬الممكنة

تتعدد‭ ‬الحلول‭ ‬المقترحة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬تكثيف‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬الإعلامية‭ ‬والتعليمية‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬ترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬ممارسات‭ ‬تقنية‭ ‬لتقليل‭ ‬الهدر‭. ‬يشير‭ ‬محمد‭ ‬الهادي‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الحلول‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬بها‭ ‬المواطنون‭ ‬بأنفسهم‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬استخدام‭ ‬‹العوامة›‭ ‬لخزانات‭ ‬المياه‭ ‬لتجنب‭ ‬الهدر،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬ري‭ ‬الأراضي‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي،‭ ‬وصيانة‭ ‬شبكات‭ ‬المياه‭ ‬لضمان‭ ‬كفاءتها‭.‬‮»‬

تصريحات‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬البحثي

نافع‭ ‬حسن‭ ‬ميدون‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬‮«‬‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سبها،‭ ‬قسم‭ ‬الجغرافيا،‭ ‬يوضح‭: ‬‮«‬وضعنا‭ ‬عنواناً‭ ‬لدراستنا‭: ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬المخاطر‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬المواجهة‭. ‬تكون‭ ‬فريق‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬تسعة‭ ‬أعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬تدريس‭ ‬بتخصصات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬للدراسة‭ ‬تقييم‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬المدينة‭ ‬عقب‭ ‬سقوط‭ ‬الأمطار‭.‬‮»‬

ناجم،‭ ‬أستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬بالمركز‭ ‬الليبي‭ ‬لأبحاث‭ ‬الصحراء‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمعات‭ ‬الصحراوية،‭ ‬يضيف‭: ‬‮«‬شاركنا‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬التي‭ ‬تطرقت‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬جوانب،‭ ‬منها‭ ‬البيئي،‭ ‬المناخي،‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والنفسي‭. ‬تساقط‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬المدينة،‭ ‬ما‭ ‬دفعنا‭ ‬لدراسة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجوانب‭.‬‮»‬

تختتم‭ ‬سكينة‭ ‬حسن‭ ‬العناني،‭ ‬عضو‭ ‬الجمعية‭ ‬الجغرافية،‭ ‬تصريحاتها‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الجمعية‭ ‬الجغرافية‭ ‬رأت‭ ‬أهمية‭ ‬إجراء‭ ‬دراسات‭ ‬مستفيضة‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لما‭ ‬سببته‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬وأضرار‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والزراعة‭ ‬والتربية‭ ‬الحيوانية‭.‬‮»‬

نجوى الزوي 

مياه الصنبور غير صالحة للشراب والطهو مما يضطرنا إلى شراء مياه معبأة !

رأي‭ ‬مختص

و‭ ‬أجرى‭ ‬الجيولوجي‭ ‬جمال‭ ‬حسين‭ ‬ابريدح‭ ‬‮«‬‭ ‬دراسة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2023‭  ‬حول‭ ‬المياه‭ ‬بالجنوب‭ ‬‮«‬‭ ‬يؤكد‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬مشاكل‭ ‬للمياه‭ ‬الشرب‭ ‬وهي‭ ( ‬عدم‭ ‬إجراء‭ ‬تحاليل‭ ‬دورية‭ ‬لمياه‭ ‬الشرب‭ ‬لمعرفة‭ ‬نوعية‭ ‬المياه‭ ‬ومدى‭ ‬صلاحيتها‭ ‬للشرب‭ ‬وذلك‭ ‬لعدم‭ ‬تشغيل‭ ‬مختبر‭ ‬المياه‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬المدينة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬منسوب‭ ‬الماء‭ ‬الثابت‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬03‭ ‬متر‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬نتيجة‭ ‬للتوسع‭ ‬الزراعي‭ ‬والهدر‭ ‬الكبير‭ ‬للمياه‭ ‬والحفر‭ ‬دون‭ ‬اشراف‭ ‬أو‭ ‬متابعة‭ ‬لدى‭ ‬الموطنين‭ ‬والجهات‭ ‬العامة،‭ ‬و‭ ‬أيضاً‭ ‬عدم‭ ‬صلاحية‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬شبكات‭ ‬المياه‭ ‬الرئيسية‭ ‬والفرعية‭ ‬وكذلك‭ ‬عدم‭ ‬تشغيل‭ ‬محطات‭ ‬المياه‭ ‬لانتهاء‭ ‬العمر‭ ‬الافتراضي‭ ‬لهذه‭ ‬المحطات‭ ‬وعدم‭ ‬إجراء‭ ‬أي‭ ‬صيانة‭ ‬لها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة‭ ‬،‭ ‬تدهور‭ ‬نوعية‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬وذلك‭ ‬لزيادة‭ ‬الملوحة‭ ‬نتيجة‭ ‬لتسرب‭ ‬المياه‭ ‬المالحة‭ ‬من‭ ‬البحيرات‭ ‬القديمة‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬لأن‭ ‬منطقة‭ ‬سبها‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬حوض‭ ‬مرزق‭.‬

مضيفاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخصائص‭ ‬الكيميائية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للآبار‭ ‬المطابقة‭ ‬للمواصفات‭ ‬والمستغلة‭ ‬حالياً‭ ‬داخل‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬أغلبها‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬نسبة‭ ‬ملوحة‭ ‬عالية‭. ‬أما‭ ‬سبب‭ ‬ملوحة‭ ‬هذه‭ ‬الآبار‭ ‬فيرجع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الآبار‭ ‬المحفورة‭ ‬تقريباً‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1970‭ ‬إلى‭ ‬1990‭ ‬فهي‭ ‬تستغل‭ ‬خزانات‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى‭ ‬وهي‭ ‬توجد‭ ‬على‭ ‬عمق‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬متراً‭ ‬وكانت‭ ‬مياه‭ ‬هذه‭ ‬الخزانات‭ ‬عذبة‭ ‬وحالياً‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الخزانات‭ ‬غير‭ ‬جيدة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬نوعية‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬الأجزاء‭ ‬الشمالية‭ ‬والوسطى‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬حيث‭ ‬يصل‭ ‬المجموع‭ ‬الكلي‭ ‬للأملاح‭ ‬الذائبة‭ ‬إلى‭ ‬3800‭ ‬ملجم‭/ ‬لتر‭ ‬بينما‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬2500‭ ‬ملجم‭/ ‬لتر‭ ‬في‭ ‬الأجزاء‭ ‬الجنوبية‭ .‬

و‭  ‬‮«‬‭ ‬أما‭ ‬خزانات‭ ‬المجموعة‭ ‬الثانية‭ ‬فإن‭ ‬المجموع‭ ‬الكلي‭ ‬للأملاح‭ ‬الذائبة‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬500‭ ‬ملجم‭/ ‬لتر‭ ‬في‭ ‬الأجزاء‭ ‬الجنوبية‭ ‬والشرقية‭ ‬وإلى‭ ‬2000‭ ‬ملجم‭/ ‬لتر‭ ‬في‭ ‬الأجزاء‭ ‬الشمالية‭ ‬والوسطى‭ ‬لمدينة‭ ‬سبها‭

. ‬

يؤكد‭ ‬‮«‬‭ ‬ابريدح‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬‭ ‬تعتمد‭ ‬منطقة‭ ‬سبها‭ ‬اعتماداً‭ ‬كلياً‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬في‭ ‬الاستعمالات‭ ‬المختلفة‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬معدل‭ ‬الهبوط‭ ‬السنوي‭ ‬لمنسوب‭ ‬الماء‭ ‬الثابت‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬03‭ ‬متر‭ ‬تقريباً‭ ‬وهذا‭ ‬يعتبر‭ ‬عال‭ ‬جداً‭ ‬لأن‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬قديمة‭ ‬دفينة‭ ‬وغير‭ ‬متجددة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موقع‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬في‭ ‬الطرف‭ ‬الشمالي‭ ‬من‭ ‬حوض‭ ‬مرزق‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬محدودية‭ ‬إمكانات‭ ‬هذه‭ ‬الخزانات‭ ‬المائية‭ ‬فسمكها‭ ‬ضئيل‭ ‬جداً‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تسرب‭ ‬المياه‭ ‬المالحة‭ ‬من‭ ‬خزانات‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬خزانات‭ ‬المجموعة‭ ‬الثانية‭ ‬وجعل‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الشمالية‭ ‬للمدينة‭ ‬مالحة‭ ‬وغير‭ ‬صالحة‭ ‬للاستعمال‭. ‬

وعليه‭ ‬فإن‭ ‬حفر‭ ‬أي‭ ‬آبار‭ ‬عشوائية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬ووسط‭ ‬المدينة‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬لأن‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬لا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬المياه‭ ‬ولكن‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نوعية‭ ‬وجودة‭ ‬المياه‭.‬

و‭ ‬ينهي‭ ‬‮«‬ابريدح‭ ‬تصريحه‭ ‬ببعض‭ ‬التوصيات‭ ‬المهمة‭ ‬‮‬‭ :

‬1/ ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬مختبر‭ ‬المياه‭ ‬بتوفير‭ ‬العناصر‭ ‬الفنية‭ ‬واستيراد‭ ‬الأجهزة‭ ‬والمواد‭ ‬اللازمة‭ ‬للمختبر‭ ‬وذلك‭ ‬لإجراء‭ ‬التحاليل‭ ‬الدورية‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬المياه.

‭‬‭  /‬2‭‬ضرورة‭ ‬إحياء‭ ‬محطات‭ ‬الضخ‭ ‬والخزانات‭ ‬وكذلك‭ ‬ضرورة‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬الاختصاص‭ ‬لمعالجة‭ ‬محطة‭ ‬التنقية‭ ‬الموجودة‭ ‬بمحطة‭ ‬حجارة‭ ‬ومعالجة‭ ‬بحيرات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬التي‭ ‬تلوث‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬ونرى‭ ‬ضرورة‭ ‬نقل‭ ‬هذه‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬المدينة‭ ‬بعد‭ ‬إجراء‭ ‬الدارسات‭ ‬لمعرفة‭ ‬الموقع‭ ‬المناسب،‭

‬3/  ‬الحل‭ ‬السريع‭ ‬لمدينة‭ ‬سبها‭ ‬هو‭ ‬نقل‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬المدينة‭ ( ‬منطقة‭ ‬حجارة‭ ‬الجديدة‭ ) ‬بجوار‭ ‬خزان‭ ‬شركة‭ ‬جنكيز‭ (( ‬و‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬لمدينة‭ ‬سبها‭ ‬وذلك‭ ‬بإنشاءحقل‭ ‬مائي‭ ‬بعدد‭ ‬60‭ ‬بئراً‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬؛‭ ‬وذلك‭ ‬لحل‭ ‬المشكلة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭.‬

‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المنطقة‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬أعلاه‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬المخطط‭ ‬العام‭ ‬للمدينة‭ ‬وكذلك‭ ‬يمكن‭ ‬حفر‭ ‬هذه‭ ‬الآبار‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬المسافة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬بئر‭ ‬وآخر‭ ‬عن‭ ‬500م‭ ‬تقريباً‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬جهاز‭ ‬النخيل‭ ‬ومشروع‭ ‬الأبقار‭ ‬وهي‭ ‬شرق‭ ‬و‭ ‬جنوب‭ ‬الموقع‭ ‬المقترح‭ ‬بمسافة‭ ‬1كم‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الآبار‭ ‬تم‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬أعماق‭ ‬من‭ ‬150متراً‭ ‬إلى‭ ‬170متراً‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬وكانت‭ ‬الإنتاجية‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬إلي‭ ‬100‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬ومنسوب‭ ‬الماء‭ ‬الساكن‭ ‬حوالي‭ ‬54‭ ‬متراً‭ ‬والمتحرك‭ ‬64‭ ‬متراً‭ ‬ومجموع‭ ‬الأملاح‭ ‬الذائبة‭ ‬حوالي‭ ‬400‭ ‬مليجرام‭ /‬لتر‭ ‬و‭ ‬إن‭ ‬العمر‭ ‬الافتراضي‭ ‬المتوقع‭ ‬لهذا‭ ‬الحقل‭ ‬المائي‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬عمق‭ ‬التغليف‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬حوالي‭ ‬110‭ ‬متر‭ ‬ومعدل‭ ‬الهبوط‭ ‬حوالي‭ ‬متراً‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬

4/‭ ‬إن‭ ‬كافة‭ ‬الدراسات‭ ‬والتقارير‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬و‭ ‬المستدام‭ ‬لمدينة‭ ‬سبها‭ ‬هو‭ ‬نقل‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬المدينة‭ (‬منطقة‭ ‬وديان‭ (‬غدوة‭ ‬و‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬لمدينة‭ ‬سبها‭ ‬وذلك‭ ‬بإنشاء‭ ‬حقل‭ ‬مائي‭ ‬بعدد‭ ‬40‭ ‬بئر‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬حفر‭ ‬10‭ ‬آبار‭ ‬إضافية‭ ‬لتغطية‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬تعطل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬آلابار‭ ‬؛‭ ‬وذلك‭ ‬لحل‭ ‬المشكلة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المنطقة‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬أعلاه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬أى‭ ‬نشاط‭ ‬زراعي‭ ‬بالموقع‭ ‬المقترح‭ ‬أو‭ ‬إنشاءات‭ ‬أخرى‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬كثبان‭ ‬رملية‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للزراعة‭ ‬لافتقارها‭ ‬إلى‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية‭ ‬للتربة‭ .‬

والمساحة‭ ‬المقترحة‭ ‬تكفي‭ ‬لأي‭ ‬توسعات‭ ‬مستقبلية‭ ‬لإنشاء‭ ‬الحقل‭ ‬المائي‭ ‬بحيث‭ ‬يكفي‭ ‬احتياجات‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬المستقبلية‭ ‬حتى‭ ‬سنة‭ ‬2100م‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأن‭ ‬المسافة‭ ‬بين‭ ‬البئر‭ ‬والآخر‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬500‭ ‬متر‭ ‬وذلك‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تداخل‭ ‬الآبار‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الضخ‭ ‬ويوجد‭ ‬بها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الآبار‭ ‬تم‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬عمق‭ ‬400‭ ‬متر‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬وكانت‭ ‬الإنتاجية‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬إلى‭ ‬150‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬ومنسوب‭ ‬الماء‭ ‬الساكن‭ ‬حوالي‭ ‬35‭ ‬متراً‭ ‬والمتحرك‭ ‬50‭ ‬متراً‭ ‬ومجموع‭ ‬الأملاح‭ ‬الذائبة‭ ‬حوالي‭ ‬200‭ ‬مليجرام‭ ‬لتر،‭ ‬وقد‭ ‬توقع‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬‮٣٥٠‬‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭ ‬وأعماق‭ ‬الآبار‭ : ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬متر‭ ‬متوسط‭ ‬الإنتاجية‭ : ‬100‭ ‬إلى‭ ‬150م3‭/‬س‭. ‬الاحتياجات‭ ‬الفعلية‭ ‬92500‭ ‬م3‭/ ‬اليوم‭ ‬المستغل‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬بئر‭ : ‬96000م3‭ / ‬اليوم‭ ‬ساعات‭ ‬التشغيل‭: ‬16‭ ‬ساعة‭/ ‬اليوم‭. ‬تعتمد‭ ‬المنطقة‭ ‬اعتماداً‭ ‬كلياً‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬غير‭ ‬المتجددة‭ (‬الآبار‭) ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬الشبكة‭ ‬العامة‭ ‬بالمياه‭ ‬للاستعمال‭ ‬الحضري‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬العمر‭ ‬الافتراضي‭ ‬المتوقع‭ ‬لهذا‭ ‬الحقل‭ ‬المائي‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬سنة‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬عمق‭ ‬التغليف‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬حوالي‭ ‬250‭ ‬متراً‭ ‬ومعدل‭ ‬الهبوط‭ ‬حوالي‭ ‬متراً‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬

Share this content:

إرسال التعليق