(لماذا نكتب ؟ كيف نكتب؟ متى نكتب؟
محبوبة خليفة
أسئلة كثيرة وكبيرة تحتاج إلى جلسة هادئة مع الذات لتجيب عن ما يحيرني ويدهشني ويسعدني في الكثير من المرات.
نكتب لنعيش!
نعم لنعيش فالكتابة فعل محبة كما أصفها دائما، وهي دافعُ قوي لعشق الحياة، والتفاعل معها في كل صورها المفرحة والمتعبة أيضاً.
إن سعدنا تسعد الأوراق بنا، وتتجلى بنصوص مبهجة ومفاجئة حتى لكاتبها ..
كما تفاجىء القاريء فيما بعد..
تتجلى السعادة في مشاعر توفرها لنا لحظة فارقة يتلقاها الكاتب، فيقتنص تلك اللحظة ويحوّلها لمسارها الذي يريده فيمتلكها.
وقد لا تكون تلك اللحظة كما نودّ وهنا بحدث الفرق بين صاحب القلم وبين الإنسان العادي ، الأول لن يدعها تمرّ دون انتباهة ما، رغم قتامة الموقف، فتحيله الكلمات إلى نوع من العلاج لصاحبه وللقارئ المحتاج لهكذا قلم، يعينه على تلمس طريقه، وتجاوز ما يحيط بالبشر من توتر، وقد لا يتفق البعض معي فالكاتب ليس معالجاً نفسياً لكن نصوصه قد تتولى ذلك دون قصد منه..
كيف نكتب؟
سوَال صعب وإجابته كنزٌ حُشِر في ثقب اسود من وجدها فقد وجده ومن فقدها فليتوقف عن البحث.
الكتابة أمرٌ غامضٌ شديد الغموض ، مذهلٌ وعجيب، يبدأ في لحظة فارقة في عمر
الكاتب..
قد تأتي مبكرةً وقد تتباطأ وقد تتمنّع فلا تُقبل فيستعد، ولا تدبر، فيملك القلم انتظاراً للحظةٍ تأتي ولا تأتي.
أعرف أن لهذه المدية شروطاً لتصل لصاحبها
مقبولة وملونة
تبهر من يتلقاها
اقرأ لتكتب، تواضع لتكتب ، تريّث لتكتب، تزيّن بكل هذا
وبعدها ستشعر من خلال البراح الذي صنعته لنفسك أنك كاتب وأن قلمك عصاتك التى تتكأ عليها ولك فيها مآرب أخرى.
أمّا متى نكتب فهذا سؤال وجودي ..؟
متى نكتب ؟
نكتب متى ألحّ علينا ذلك العارض الذي بسمونه الإلهام ..
قد يأتي وأنت تجالس أهلك أو رفقتك، أو في مواصلات عامة يصادفك موقف يسرقك من
بلاهة تصيب الناس أحيانا ولا يجدون لها سببا ينتشلك هذا الموقف من حالة البين بين.
ترى مشهداً أو إنساناً يحمل قصةُ مرسومة على ملامحه لن يراها إلا كاتب يجيد قنص تلك اللحظات.
نكتب إذا التف حبل الذاكرة حول يدك اليمنى وجرجرك إلى مطارح تعرفها وتعرف صور من كانوا يوما من الأيام جزءا منك..
فتغرق للحظاتِ في بحيرة يسمونها العمر فتسبح وتنقذ نفسك وتعود ومعك سلال من اللالئ..
والخلاصة كما أراها
نحن نكتب لنعيش.
Share this content: