شوكولاته بالورد

لقاء الفن واللذة
قصة كفاح من قلب البيت الليبي.. هي بشرى الساعدي، بنت المرحوم كابتن الطيار يوسف الساعدي، خريجة المعهد العالي لهندسة الكمبيوتر، وأم لأربعة أولاد وبنت. لم تعمل بشهادتها، لكن قلبها ظل يخبئ شغفاً قديماً “صناعة الشوكولاتة“.
بدأت مشروعها من الصفر، من داخل مطبخها الصغير، بفكرة بسيطة لكنها مبتكرة: باقات ورد تُصنع من الشوكولاتة، تُقدم كهدية في المناسبات الاجتماعية. هكذا وُلد مشروع “Rose Chocolate“وأصبحت أول من يقدم هذه الفكرة في طرابلس. وخلال أربعة أشهر فقط، وجدت نفسها تحصد الإعجاب والإقبال، وتحلم بفتح معمل ومتجر يحمل توقيعها الخاص.
بداية، كيف بدأت رحلتك في عالم صناعة الكيك والشوكولاتة؟ وما الذي دفعك لاختيار هذا المجال؟ «بدايتي كانت من بيتي، من مطبخي البسيط. كنت نحب أن أجرب جرب وصفات ونقدمها للأهل، ومع الوقت صار في تشجيع كبير. أول قطعة شوكولاتة على شكل وردة كانت مجرد هدية، لكن رد الفعل خلاني أقول: لمَ لا أبدأ مشروع بسيط؟ ومن هنا بدأ كل شيء.»
ما هي أكثر التحديات التي واجهتك في بداية مشوارك المهني؟ وكيف تغلبت عليها؟
«التوفيق بين العائلة والعمل كان التحدي الأكبر. ساعات طويلة أقضيها في المطبخ، مع وجود أطفال ومتطلبات يومية. التغلب جاء من تنظيم الوقت، ومن دعم زوجي وأولادي، اللذين كانوا دايمًا مصدر تشجيع.»
الوردة التي تؤكل… وشغف التفاصيل
ما هي أنواع الكيك والشوكولاتة التي تحبين صناعتها أكثر؟ولماذا؟
«أعشق الشوكولاتة المقولبة على شكل ورد طبيعي. هي مش بس شكل حلو، هي تجربة بصرية وذوقية. أما الكيك، فأحب كيكة الميلاد لأنها دايمًا ترتبط بالفرح والاحتفال.»
كيف تختارين المكونات والمواد الخام التي تستخدمينها؟ «الجودة عندي خط أحمر. أختار شوكولاتة أصلية، ألوان طبيعية، ونكهات خفيفة. كل قطعة تمر بتجربة تذوق قبل ان توصل للزبون.»
ما هي نصيحتك لمن يرغب في بدء مشروعه؟ «ابدأي حتى لو بأدوات بسيطة. لا تنتظري المثالية. الحلم يبدأ من خطوة، ومع الشغف والإصرار، بيتحول لواقع.»
كيف تتعاملين مع الضغوط والمواعيد؟
«السر في التنظيم. أكتب كل الطلبات بدقة، وأخصص وقت لكل مهمة. أحيانًا أنام متأخرة، لكمن لما أشوف الفرح في عيون الزبون، أنسى التعب.»

ما هي الاتجاهات الجديدة التي تتابعينها؟
«الناس بدأت تميل للبساطة والألوان الهادئة. كذلك، في طلب كبير على الشوكولاتة النباتية وقليلة السكر. أواكب هالذوق وأسعى أكون دائمًا قريبة من الجديد.»
كيف تعرفين إن وصفة جديدة ناجحة؟
«أجربها على عائلتي. ثم أقدمها كهدية لأكثر من زبونة، وأسمع رأيهم بصراحة. إذا رجعت لي الطلبات لنفس المنتج، أعرف أني
وُفّقت.»
ما هي أكثر لحظة فخر عشتِها ؟
«كانت لما زبونة أهدت الشوكولاتة لأمها المريضة وقالت لي: أنتِ جبتِ السعادة لأمي في وقت صعب. شعرت حينها أني أصنع أكثر من مجرد حلويات.»
كيف تتصورين مستقبل هذا المجال؟
أتمنى أفتح ورشة صغيرة، وأدرّب فيها شابات عندهم شغف.
أحب أكون ما أصنعه أكثر من مجرد حلويات
سبب في انطلاقة مشاريع صغيرة مثل بدايتي.
ما هي الأخطاء الشائعة؟
«الاستعجال. الشوكولاتة والصبر أصدقاء. أي خطأ في الحرارة أو الوقت ممكن يفسد كل شيء.»
كيف تحافظين على جودة منتجاتك؟
“أرفض أحيانًا تنفيذ الطلب إذا حسيت الوقت ما يكفي. الجودة عندي أهم من الكمية، والرضا الشخصي أساس.“
ما هي المكونات اللي تحبين استخدامها دائفا؟
«الشوكولاتة البلجيكية، الفستق، والورد الطبيعي المجفف. هذه تعطي لمسة فاخرة ومذاق لا يُنسى.»
كيف أثرت التكنولوجيا على شغلك؟ «بشكل كبير. صفحتي على فيسبوك كانت البداية الفعلية والتصوير الجيد، وتوثيق العمل، صار جزء مهم من التسويق والانتشار.»
ما هي نصيحتك لمن يريد تطوير نفسه؟
«تابع فيديوهات، خذ دورات، وجرّب. لا تخف من الفشل، لأن كل محاولة تعلّمك شيئاً.»
>>| اشراف:عبير المحجوب
Share this content:
إرسال التعليق