(رحاليستا ) يقلب الطاولة ويثبت العكس ..!
هل خانت اللهجة الليبية صناع المحتوى؟

في زمن تُكسر فيه الحدود اللهجية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الصوت الليبي خافتًا وسط ضجيج اللهجات المشرقية. فالإعلاميون الليبيون، وصناع المحتوى على المنصات الرقمية، بانوا يميلون إلى استخدام لهجات مثل المصرية، الخليجية، أو الشامية، في مشهد يعكس تراجعا ملحوظًا للهجة الليبية محليًا، بل وأحيانًا استحياء منها. فهل فقدنا الثقة بلغتنا المحلية؟ أم أن هناك دوافع أعمق لهذا التغيير؟ بالنظر إلى برامج اليوتيوب، والبودكاست، وحتى بعض النشرات والتغطيات الإخبارية الليبية، يلاحظ المتابع أن الكثير من المتحدثين الليبيين يستخدمون لهجات غير لهجتهم الأصلية. وفي بعض الأحيان، يُستخدم مزيج لغوي غير متجانس، يجمع بين كلمات فصحى، وتعابير مصرية أو شامية، على حساب اللهجة الليبية، التي أصبحت تُحاصر في الحديث اليومي أو في بعض المسلسلات المحلية فقط.
الفصحى ملاذ آمن أم انعزال رسمي ؟
»استطلاع : ابتسام الأطرش
محمد المزداوي صانع محتوى يقول : أحيانًا نُضطر لاستخدام لهجات مشرقية لأننا نطمح لوصول المحتوى لأوسع جمهور عربي. الفصحى قد تبدو ثقيلة على البعض، بينما اللهجة الليبية غير مفهومة كثيرًا خارج الحدود.» من خلال مقابلات أجريت مع مجموعة من الشباب في طرابلس وبنغازي ومصراتة، اتضح أن العديد منهم بشعرون بأن «اللهجة الليبية «غير مناسبة» للمنصات العالمية** أو «لا تساعد في الانتشار»، ويعتبرون أن التحدث بلهجة مصرية أو خليجية يمنح المحتوى طابعًا احترافيًا أو أكثر «قبولاً»
في خضم هذا التحول، تبدو الفصحى وكأنها الحل الآمن والبديل المحايد. لكنها في الواقع، تُعانمي هي
الأخرى من عزوف الشباب عن استخدامها في المحتوى الخفيف واليومي، ما يجعلها محصورة في السياقات الرسمية والتعليمية فقط
مصطفى المغربي.. صحفي
عندما أتابع منصات التواصل الاجتماعي وصناع المحتوى من الليبيين خاصة الشباب أجدهم يتحدثون بلهجتهم الليبية وباعتزاز وأجد أن لهم متابعون من عدة دول عربية وخاصة في المشرق وبالتالي لا أرى هناك تراجع كبير عن استخدامها. صحيح هناك الكثير يحاول تفادي اللهجة الليبية من أجل توضيح الفكرة..
كما لاحظت في بعض القنوات الليبية في تقاريرهم التي تهتم بالمواضيع الاجتماعية استخدام اللهجة الليبية في تقاريرهم..
لكمن أود أن أنتهز الفرصة للوقوف على اللهجة الليبية في محطاتها التاريخية، وكيف نشأت ؟ فهي الوحيدة التي تجد فيها فيها الإيطالية والتركية والعربية والامازيغة، ومع هذا تجدها أوضح اللهجات العربية بالنسبة لكل العرب في المشرق والمغرب فهي ليست مرنة أكثر من اللازم ولا مغلقة صعبة،وكأنها لهجة وسطية كموقع ليبيا الجغرافي المتوسط بين المشرق والمغرب..
وتأتي اللهجة الليبية وسطية رغم أن ليبيا متنوعة في لهجاتها بين لهجة أهل الشرق والغرب والجنوب الليبي ،فهذا لم يؤثر على وسطيتها كونهما لهجة مفهومة عنمد كل العرب وحتصى في دول جنوب الصحراء كتشاد والنيجر……..
ولكن رغم هذا و للأسف، وكما أشرت في سؤالك ممكن مع الوقت فعلا تختفي بسبب المصطلحات والثقافة الآتية من دول عربية مع السيوشيال ميديا.

الصحفية «إيمان بن عامر» :
بصراحة، نعم… نلاحظ تراجعاً واضحاً في استخدام اللهجة الليبية على منصات التواصل، خاصة بين الشباب، في نوع من الاستحياء أو حتى التخلّي عنها أحيانًا، وكأن استخدامها يقلل من الرونق أو الاحترافية، خصوصًا في المحتوى المرئي أو الكتابي الذي يوصل المعلومة إلى جمهور أوسع.
المؤثرون مثلًا، كثير منهم يتعمدون التحدث بالفصحى أو بلهجات عربية أخرى لأنهم يرون أن لهجتنا “ثقيلة” أو صعبة الفهم، رغم أنها غنية، وعندها طابع مميز جدًا، وحتى في النقاشات العامة، غي ميل لاستخدام لهجة مخففة أو “معدلة” بدل العفوية الليبية.
وفي رأيي، السبب يرجع لغياب المحتوى الليبي القوي «اللي يخلي» لهجتنا حاضرة بشكل محترم ومؤثر. متى ما المحتوى يحترم عقلية المتلقي وبنفس الوقت يفتخر بالهوية، الناس ستعود تتكلم باللهجة الليبية بدون تردد.
بدورها تؤكد مبروكة منصور «صحفية» أن اللهجة الليبية شقت طريقها وبقوة وسط اللهجات الأخرى سواء الخليجية أو المصرية أو العراقية وغيرها وإن كانت بعض المفردات تحتاج دقة أو بعض الجهد لفهمها ؛ وأن هذا الانتشار ماكان ليكون لولا عزم وإصرار أقلامنا الإعلامية الرائدة.
• الكلمة تدل على شخص قايم خشمه على الناس يسحاب روحه مش عارف :
وتدل علي هلبا معاني تانية
وتشير إلى أن الإعلام الليبي فرض خلال السنين الماضية اللغة العربية لغة رسمية لواجهة الإعلام الليبي متجاهلاً بذلك لهجتنا الليبية الأصيلة، في حين أن كتاب الكلمات الغنائية والمسلسلات والدراما في العالم كافة حرصوا على نشر لهجاتهم المحلية وهو مادفع المشاهد والقارئ إلى بذل جهد إضافي لمعرفة معاني بعض الكلمات؛ في حين ذهب كتابنا إلى البحث عن مرادفات خليجية ومصرية بل حتى أجنبية لكتاباتهم لإيصال محتوياتهم الإعلامية الليبية، ناهيك عن عدم وجود حصيلة كبيرة من المسلسلات والأغاني باللهجة المحلية التي تدفع المتلقي للبحث
عنها ومتابعتها عالميا:

ويرجع محمد علي الفقي «مواطن» سبب تراجع اللهجة الليبية في السوشيال ميديا والمنصات الإعلامية العربية والعالمية إلى سياسة الإعلام الموجه سياسياً لأكثر من خمسة عقود متتالية وبالتالي اتباع اللغة العربية الفصحى بغية الوصول إلى أكبر فئحة من المتلقين.
إلى ذلك يضيف الفقي أن لهجتنا الليبية في مفرداتها أقرب اللهجات إلى اللغة العربية الفصحى وبالتالي مسألة انتشارها من عدمه متوقفة على ثقة وتمسك الكتاب وصناع المحتوى الاعلامي بالمفردات والكلمات الصحيحة التي تعكس مدى تمسكهم واعتزازهم بها كموروث لغوي ليبي.
ا. رحاب محمد الجرباني.. أكاديمية وباحثة في الإعلام
اللهجات جزء أساس من الهوية الثقافية لأي شعب، واللهجة الليبية ليست استثناءً وهي تحمل
الإعلام لا يتحدث بلسان الناس
سمات فريدة تعكس تاريخ ليبيا وثقافتها المميزة، سواء من حيث المفردات أو النطق. هذا التنوع يُعد كنزا ثقافيا يجب الحفاظ عليه، وليس عيبا .
إن الظروف التي مرت بها ليبيا في العقود الأخيرة (مثل الحروب والصراعات والاضطرابات) أثرت على حضورها الثقافي والإعلامسي مقارنة بدول ذات استقرار كالمصرية أو الخليجية ، وقلة المحتوى الإعلامي:
اللهجات تنتشر بقوة المحتوى (أفلام، مسلسلات، موسيقى). غياب صناعة إعلامية ليبية قوية يحد من وصول لهجتها دعم المحتوى المحلي: تشجيع الشباب الليبي على إنتاج محتوى رقمي (فيديوهات، بودكاست) بلغتهم المحلية.والترويج للثقافة الليبية و تسليط الضوء على الأدب الشعبي، الأمثال، والأغاني الليبية عبر منصات التواصل. والتعاون الإقليمي ومشاركة الأعمال الليبية في مهرجانات عربية لتوسيع دائرة الانتشار
يا شباب ليبيا ..
لا تستحيوا من لهجتكم! اللهجة ليست علامة على التخلف، بل هي هوية تحتاج منكم إلى التعزيز والفخر وفرص أكثر لتظهر للعالم والثقة بالقيمة الثقافية التى تحملها وتقديمها لكل العالم .

مفيدة الديب صحفية ومنشئة محتوى
اللهجة الليبية من اللهجات العربية المميزة والسهلة في حال تحدثنا بشكل غير سريع لأن السرعة قد تضيع نهاية الجمل لبعض الكلمات مما سبب أنها قد لا تفهم عند بعض العرب الآخرين ليس المغرب العربي طبعاً ولكن لو قارناها باللهجة المغربية أو باللهجة التونسية الجزائرية. فهي سهلة جدأً فاللهجة الليبية حسب ما نرى في منصات التواصل الاجتماعي الأغاني المنتشرة فهي سهلة وسلسة وتفهم لذلك أعتقد أن اللهجة الليبية سلسة ومفهومة ومستساغة لدى المتابع العربي وأن عدداً كبيراً من المحللين السياسيين عندما يقومون بالحديث في إحدى القنوات فهي لهجة سهلة جدا وتفهم
وأعتقد أنه من يقول بأنها غير مفهومة وأنه يمكن الحديث باللهجة الخليجية والمصرية فهو شخص ليس لديه ثقة في نفسه وليس لديه ثقة فيما يقدمه لأنه لو كانت لديه ثقة فعليه أن يقدمه بلهجته حتى تكتمل الهوية.
الصحفي محمد الصادق
من الملاحظ أن بعض صناع المحتوى الذين يصمل محتواهم إلى بلدان عربية، يتنازلون عن الحديث باللهجة الليبية العامية ويتحدثون بلهجات أخرى أقرب في ظنهم للمتابع العربي مثل المصرية وغيرها، وأعتقد أن هدفهم ربحي وترويجي بحت.
في حين نرى بعض صناع المحتوى الذين بلغوا مرحلة من الانتشار الكبير عربياً، يعتزون بلهجتهم الليبية ويحافظون عليها أمثال رحاليستا، صانع محتوى السفر الشهير.
وعلى خلاف ما ظنت الفئة الأولى من صناع المحتوى، فلم تعرقل اللغة الليبية عمله ولا أزعجت جمهوره، بل ساهمت على العكس في زيادة انتشار محتواه لعفويته وبساطته، ولأن اللهجة الليبية تمتاز بقربها الشديد من العربية، وهو ما أثار اندهاش كثير من متابعيه ممن ظنوا أنها لهجة عصيّة على الفهم.
خلاصة الأمر أن من اعتز بتراثه زاد إبداعه وإقناعه لغيره، ومن لبس ثوباً غير ثوبه لم يبدع ولم يقنع غالباً .
Share this content:
إرسال التعليق