×

خيانة تحت السقف..!

خيانة تحت السقف..!

إشراف : منى أبوعزة

  كانت حياتي تبدو مثالية، حياة لم أكن أظن أن غيمة واحدة قد تعكر صفوها. في الأربعين من عمري، قررت الزواج من شابة تصغرني بعشرين عاماً، وكنت أجد في ذلك فخرا واعتزازا. لطالما تباهيت بها أمام أصدقائي، خاصة أمام صديقي المقرب الذي كنت أعتبره أخا لي. لم أتردد لحظة في إدخاله إلى بيتي وتعريفه بزوجتي، كنت أظن أن النوايا الطيبة لا تلد إلا الخير.

لكن بمرور الوقت، بدأت ألاحظ تغييرات لم أستطع فهمها. اهتمام زوجتي المبالغ فيه بهاتفها، وطلباتها المتكررة للمبيت لدى أهلها، وإهمالها العاطفي لسي رغم كل الحب الذي كنت أغدقها به. هذا القلق تحول إلى شك حقيقي حينما رأيتها ذات يوم تجهَز المنزل بطريقة غير مألوفة، وتعدّ أشهى الأطباق بفرح غريب.

حين سألتها عن السبب، ارتبكت ثم أجابت: “أحياناً يزورنا أحد الأقارب، يجب أن نكون مستعدين”. لم تمضِ ساعات حتى تفاجأت بزيارة صديقي دون موعد مسبق، وبدأت ألاحظ إشارات وتصرفات غير مريحة بينهما.

حين قررت مواجهتها، انهمرت في البكاء وأقسمت أنها بريئة، لكن رد فعلها الهيستيري زاد شكوكي.

فتشت هاتفها بعناية، لكنها كانت حريصة جداً ولحم أجد شيئاً. عندها، قررت أن أشتري كاميرا سرية وأضعها في سيارتها لأراقبها. كان الاكتشاف قاسياً: مكالمات هاتفية سرية، تحويلات مالية، ولقاءات متكررة. لقد انكسر كل ما بنيته من ثقة.

ذهبت إلى منزل أهلها لأواجهها وأواجههم، لكنهم رفضوا تصديقي. لولا الدليل القاطع الذي كان بحوزتي، لما صدقني أحد. فصورتها كانت دائماً توحي بأنها سيدة محترمة وبعيدة عن الشبهات. بعد ذلك، بدأت الأسرار تتكشف. علمت من الجيران والأقارب أنها كانت على علاقات متعددة، وأنني كنت آخر من يعلم. كانت طعنة مزدوجة: من زوجتي التي أحببت، ومن صديقي الحذي وثقت به.

انتهت القصة بالطلاق، وتنازلت فيه عن كل حقوقها.

أما صديقي، فقد اختفى واختبأ لبعض الوقت، ولم أرفع دعوى قضائية على أي منهما بعد أن تدخل العديد من الأشخاص لحل الأمر بعيداً عن المحاكم. اليوم، أجد نفسي وحيداً، أتردد في الثقة بأي امرأة، وأكره فكرة الارتباط. العمر يمضي، وأنا أشعر بالاختناق من هذا الخوف والوحدة، فليس لي عائلة كبيرة أستند عليها.

إن تجربتي القاسية علمتني أن الأساس الذي بنيت عليه زواجي كان هشاً. كان زواجاً سريعاً، ولم أبحث بعمق في ماضيها. وربما كانت علاقاتها المتعددة نتيجة لعدم معرفتها بالحدود الأخلاقية والدينية.

أعلم أن هذا الجرح عميق، لكنه ليس نهاية الطريق.

نصيحة ثمينة

إن أول خطوة نحو التعافي هي الاعتراف بالألم. أنصحك بالخضوع لجلسات مع متخصص نفسي لمساعدتك على تفريغ غضبك وألمك، والتخلص من الآثار السلبية لهذه التجربة. ستساعدك هذه الجلسات على استعادة ثقتك بنفسك وبالآخرين. بعد ذلك، يمكنك البدء مع ستشار علاقات مؤهل في خوض تجربة ارتباط جديدة مبنية على أسس صحيحة ووعي كامل، لتجد الونس والأمان الذي تتمناه.

Share this content:

إرسال التعليق