×

حصــاد لمعــان الضــوء

حصــاد لمعــان الضــوء

    سالمة‭ ‬المدني

عجينـــة‭ ‬ضالــة‭ ‬

ليل‭ ‬نوفمبر‭ ‬لاذع‭ ‬

وهفيف

العلاقات‭ ‬شائكة

ومبعثرة

حرير‭ ‬المجتمع‭ ‬تخللته

أشواك‭ ‬السدر‭ ..‬

التقاطعات‭ ‬

صعبة‭ ‬على‭ ‬عقلي‭ ..‬

‭ ‬الاستعراض‭ ‬فج‭ ‬ومزوق

إذا‭  ‬رمت‭  ‬غيمة‭ ‬فبراير‭ ‬

بذارها‭ ‬ساحت‭ ‬الألوان‭ ‬

وفجعتنا‭  ‬فداحة‭ ‬الخواء‭ ..‬

هذا‭ ‬النسيج

لاأعرفه‭ ‬

العلاقات‭ ‬مبتزة‭ ‬ونذلة‭ . ‬الصغيرات‭ ‬تعلمن

سيناريوهات‭ ‬الزيف‭ 

ومدارس‭ ‬النبل‭ ‬غطاها‭ ‬

الحياء‭ ‬والرماد‭ ..‬

لم‭ ‬أعد‭ ‬أفهم‭ ‬شيئاً

أغص‭ ‬في‭ ‬عزلتي‭ ‬

أتلحف‭ ‬بيت‭ ‬السلحفاة

ولاآكل‭ ‬العشب‭ .. ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬زائف‭ ‬وتافه‭ ‬

كل‭ ‬العشب‭ ‬ملوث

وشائج‭ ‬القربى‭ ‬قطعتها‭ ‬ربات‭ ‬العفة‭ ‬

والدهاء

وقربى‭ ‬الدم‭ ‬سفحت‭ ‬

على‭ ‬مذابح‭ ‬الداهيات

قلت‭ ‬لكم‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ 

أفهم‭ ‬

العجينة‭ ‬الضالة‭ ..‬أرقتني‭ ‬

عبد‭ ‬الحكيم‭ ‬كشاد‭ ‬

في‭   ‬Manaiounk‭ ‬نهر‭ ‬يلمع

‭ ‬كعين‭ ‬الديك‭ ‬يذكر‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬عبروا‭ ‬ضفافه‭.. ‬

‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬يقف‭ ‬متجر‭ ‬صغير‮ ‬‭ ‬على‭ ‬ناصيته‭ ‬،

لايكبر‭ ‬عن‭ ‬حضن،‭ ‬ولا‭ ‬يضيق‭ ‬بحلم

‭ ‬اسمه‭  ‬cupids‭ ‬Bookshop‭ 

‮ ‬يفتح‭ ‬بابه‭ ‬على‭ ‬اﻷمل‭ ‬ببطء‭ ‬

كمغارة‭ ‬على‭ ‬بابا‭ .. ‬وأرففه‭ ‬كأشجار‭ ‬تثمر‭ ‬كتبا‭ ‬

لاتسقط‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬تعرف‭ ‬سحرها‭ ‬هنا‭ ‬الورق‭ ‬يتنفس‭ ‬،‭ ‬

ورائحة‭ ‬الحبر‭ ‬سفن‭ ‬تبحر‭ ‬في‭ ‬النهر‮ ‬‭ ..‬

‭ ‬تذهب‭ ‬ولاتعود‭ ‬،‭ ‬تتلاشى‭ ‬كعطر‭ ‬يذكرك‭ ‬بماض‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬تعشه‭ ‬لكنك‭ ‬تشتاقه‭ .‬

وهناك‭ ‬بين‭ ‬زائر‭ ‬يلتقط‭ ‬كتابا‭ ‬بعينين‭ ‬ضاحكتين‭ .. ‬

وآخر‭ ‬يمر‭ ‬متجهما‭ ‬هاربا‭ ‬من‭ ‬شيء‭ ‬يلاحقه‭ ‬،‭ ‬

‭ ‬تولد‭ ‬‮ ‬‭ ‬Federico‭ ‬Bianzola‭ ‬حكاية‭ ‬يرويها

ربما‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭ ‬المزدحم‭ ‬بالضوء‭ ‬البارد‭ ‬

نعيش‭ ‬عصرا‭ ‬ذهبيا‭ ‬آخر‭ ‬للقراءة‭ ‬

لم‭ ‬تعد‭ ‬القراءة‭ ‬مصباحا‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬ليلية‭ ‬

نافذة‭ ‬تفتح‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬الوجوه‮  ‬‭ ‬

على‭ ‬ضحكات‭ ‬تكتب‭ ‬بين‭ ‬السطور‭ ‬

على‭ ‬تعليقات‭ ‬تتدلى‭ ‬مثل‭ ‬عناقيد‭ ‬تلتقط‭ ‬بلسان‭ ‬غاو‭ ‬

على‭ ‬قصص‭ ‬تعاد‭ ‬صياغتها‭ ‬

كما‭ ‬يعيد‭ ‬البحر‭ ‬رسم‭ ‬أمواجه‭ ‬على‭ ‬الشاطئ‭ ‬

تسافر‭ ‬الحكايات‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬بين‭ ‬اﻷيدي‭ ‬بلا‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬

لها‭ ‬آلاف‭ ‬اللغات‭ ‬

وتحمل‭ ‬وجوها‭ ‬لم‭ ‬تمنحها‭ ‬المطابع‭ ‬القديمة‭ ‬سوى‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬الهوامش‭ ‬

والنساء‭ ‬يصنعن‭ ‬خرائط‭ ‬جديدة‭ ‬‮ ‬‭(‬Z‭)‬‮ ‬‭ ‬هنا‭ ‬جيل

يضعن‭ ‬اﻷقليات‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الصفحة‭ ‬

ويخلعن‭ ‬الظلال‭ ‬عن‭ ‬أبطال‭ ‬اﻷمس‭ ‬

مع‭ ‬ذلك‭ .. ‬يبقى‭ ‬للورق‭ ‬مكره‭ ‬الجميل‭ : ‬المصادفة‭ ‬

أن‭ ‬يلتقط‭ ‬قلبك‭ ‬كتابا‭ ‬لم‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭ ‬

أن‭ ‬تنحني‭ ‬نحو‭ ‬رف‭ ‬غريب‭ ‬

فتكشف‭ ‬حياة‭ ‬أخرى‭ ‬تنتظرك‭ ‬

‭” ‬الخوارزميات‭” ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬هذه‭ ‬الحيلة‭  ..‬

ولا‭ ‬تتقنها‭ ‬إلا‭ ‬أرفف‭ ‬الخشب‭ ‬،‭ ‬وصمت‭ ‬المكتبات‭ ‬

‮  ‬يقول‭ ‬Bianzola

المتعة‭ ‬ليست‭ ‬خيانة‭ ‬للأدب‭ .. ‬بل‭ ‬قلبه‭ ‬النابض‭ .‬

والقصص‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬النقاد‭ ‬خفيفة‭ .. ‬قد‭ ‬تنقذك‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬باردة‭ ! ‬

أو‭ ‬تذكرك‭ ‬باسمك‭ ‬حين‭ ‬يوشك‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ .‬

هذا‭ ‬العصر‭ ‬لايقتل‭ ‬السحر‭ ‬القديم‭ ‬،‭  ‬إنما‭ ‬يمد‭ ‬يده‭ ‬إليه‭ .‬

‮ ‬هات‭ ‬يدك‭ ‬،‭ ‬ثمة‭ ‬مكتبة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬

أعطيني‭ ‬قلبا‭ ‬غاويا‭ ‬،‭ ‬وعقلا‭ ‬بلا‭ ‬توهان‭ ‬وتعال

حيث‭ ‬يجمع‭ ‬الضوء‭ ‬بالظل‮ ‬‭ ‬

‮ ‬‭ ‬الحبر‭ ‬بالشاشة‭ ‬

ويجعل‭ ‬القراءة‭ ‬حديقة‭ ‬بلا‭ ‬أبواب‭ ‬

ويجلس‭ ‬الغرباء‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ .. ‬يتبادلون‭ ‬الكتب‭ .. ‬

كما‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬يتبادلون‭ ‬الدفء

Share this content: