×

اليوم الحادي والستون!

اليوم الحادي والستون!

بقلم: عصام فطيس

        الهجوم الاسرائيلي على ايران الذي استهدف مواقع نووية وقواعد صاروخية واغتيال عدد من العلماء وأبرز قادة القوات المسلحة الايرانية والحرس الثوري، في ضربة مركبة كشف عن ضعف فاضح واختراق من أجهزة المخابرات الصهيونية لايران على جميع المستويات ، وفشلت السلطات الايرانية في معالجتها على الرغم من تكثيف عمليات الموساد في ايران على مدى الأربع سنوات الأخيرة مطيحة بأبرز علماء البرنامج النووي الايراني وتخريبه عبر شبكة عملائها على الأرض الذين نجحوا في تعطيل برنامجها النووي .

معركة تل ابيب طهران ..

خلط للأوراق بينت ازدواجية

معايير المجتمع الدولى؟

عملية الأسد الصاعق صعقت ايران صعقة قوية وهي التي كانت تستعد لجولة مفاوضات مع الولايات المتحدة يوم الأحد الموافق الخامس عشر من يونيو، وهو ما جعلها تشعر بالطمأنينة وتصاب بنوع من الاسترخاء الأمني ، فيما كانت الاستعدادات في تسل أبيب تجري على قدم وساق لتوجيه الضربة في عملية استخباراتية عسكرية معقدة جرى الإعداد لها منذ سنوات، كم الأضرار الذي لحق بإيران كبير جداً ولا يمكن حصره على المدى القريب والأكيد أنه سيغير من قواعد اللعبة في المنطقة ، صحيح أن المعركة الدائرة الآن ظاهريا تدور بين الكيان الصهيوني وإيران ، ولكمن لابد أن نشير إلى أن الهجوم الصهيوني كان بناءً على ضوء أخضر أمريكي ، فلم تكمن تحل أبيب لتقم بهذا الهجوم دون علم الولايات المتحدة ، التي تعتبر الهجوم ضروريا لقفل الملف النووي الايراني بعد الرفض الايراني للمقترحات الأمريكية ، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدد موعد ستين يوما لابرام اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران ، واستقبل مكالمة من رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنهاية المهلة ليبدأ الهجوم في اليوم الحمادي والستين !

بعد أن ينجلي غبار معركة تحل أبيب ، طهران تطرح عدداً من الأسئلة غير البريئة … كيف استطاعت مئتا طائرة لسلاح الجو الصهيوني الوصول الى إيران والعودة عبر المجال الجوي لعدد من الدول ؟ أين كانت أنظمة الدفاع الجوي الايرانية، فهل يعقل أن الموساد حيدها بالكامل ؟

أين القدرات التقنية الرهيبة لحلفاء ايران ؟ لماذا لحم توجحه روسيا تحذيراً لايران من الهجوم وهي التي قدمت الدعم لهما في حربها بأوكرانيا ؟ ، فلا يعقل أن الأقمار الصناعية الروسية لم ترصد هجوماً بأكثر من مئتي طائرة ، وطائرات إعادة التزود بالوقود بالجو!

هل كانت الأقمار الصناعية الروسية شاهد ماشافش حاجة ؟ أم أن لموسكو حسابات أخرى؟

الهجوم الصهيوني على إيران خلق واقعاً جديداً …

والرد الايراني خلط الأوراق .. السؤال المهم إلى أي مدى ستصل هذه المواجهة بين الطرفين ؟ وهل سنشهد تدخلاً وضغوطات دولية لوقف المواجهة والاكتفاء بما تحقق ، حتى لا تتطور وتجر المنطقة لحرب أوسع نطاقاً، خاصة في ظل تصريحات لمسؤولين إيرانيين باحتمال استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة .؟

Share this content:

إرسال التعليق