×

إلى الكذب .. سر

الصديق بودوارة

إلى الكذب .. سر

د. الصديق بودوارة المغربي

في العلم، لا مجاملة، وفي العلم لا يوجد مجال لإخفاء الحقائق أو تزوير الواقع.

وفي العلم 1+1=2 .. ولن تستطيع كل قوى العالم أن تضيف ولو جزء من المليون

لهذه المعادلة.

هذه هي القاعدة الذهبية التي لا يمكن أن يتجاهلها أحد، لأن العلم نفسه يقف حارساً أميناً على بابها. لهذه ينبغي أن تكون لنا وقفة مع كل هذا اللغط الذي حدث بعد إعلان فوز العربي بجائزة نوبل للكيمياء بالاشتراك مع رفيقيه «سوسومو كيتاغاوا»، و»ريتشارد روبسون».

بمجرد أن انتشرت الأخبار بدأ نقاش عقيم بخصوص جنسية الفائز، هل

هو أردني؟ هل هو سعودي؟ هل هو فلسطيني؟ وبدأنا نقرأً عناوين الأخبار كل حسب انتماءه: الأردني عمر يفوز بنوبل.

.. السعودي عمر يفوز بنوبل.. الفلسطيني عمر يفوز بنوبل.

تعددت العناوين والحقيقة واحدة .

الرجل غادر الى امريكا بعد حصول على الثانوية، عاش هناك، وكان نتاجا لنظام تعليم غربي يهتم بالمخرجات ويعمل على صقل المواهب ويستفيد من الكفاءات لأنه نظام مصمم في الأساس على أن الجزء للكل وليس العكس.

فالكل هناك ليس رهينة بيد الجزء .

الرجل امريكي .. ولو أنه ظل في دولة عربية ما وصل الى ما وصل اليه.

هذا ليس انتقاصاً من قدر العرب، بقدر

ما هو دعوة لهم .. قبل أن نستسهل الكلام علينا أن نهتم بتطوير الأداء، وقبل أن نعلن عن انتماء عالم أو باحث أو مفكر لنا، علينا أن ننتمي للعلم وأن نعلي من شأن البحث العلمي، وأن نضع العلماء تاجاً على رأس الوطن ورمزا لا يجوز اهماله ولا تجاهله.

تظل دائماً مشكلة هذا العالم الرابع

(أو لعله الخامس) في أنه عالم مصطنع، عالم يفضل دائماً أن يرسم انتصاراته وأمجاده على ورقة بيضاء، ثم يفتخر بغنائم حرب لم يخض غمارها بعد.

مذا العالم هو منذ ألف سنة عالم ينام على حرير إنجازات لم يقم بها، وينشد قصائد الفخر في مديح أبطال لم يحرزوا نصراً واحدً يستحق الاشادة، وعندما يتعلق الأمر بإنجازات علمية فهو يفضل أن ينسب إليه هذه الانجازات وكأنه يشتري سلعة جاهزة، أو كأنه يدعي

نسبا ليس له.

إن هذا الإدعاء المتبجح كان دائمآ (وسيظل) منهجاً في منتهى السلبية

ومنظومة رديئة لم تنتج لنا يوما سوى المزيد من الركض إلى الخلف، حتى أننا أصبحنا نتفرج على العالم من حولنا وهو يبتكر ويخترع ويصنع، بينما نكتفي نحن بأن كل ما أبدعته إبداعات العلماء من صنعنا ونحن الذين لا علم لدينا ولا منهج علمي ولا إبداع علماء.

اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

Share this content: