×

أحلى الأسماء لجريمة واحدة:

أحلى الأسماء لجريمة واحدة:

من‭ ‬‮«‬أفرح‭ ‬بيا‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الإكرامية‮»‬

كيف‭ ‬نجح‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬‮«‬تعميد‮»‬‭ ‬الرشوة؟

قبل‭ ‬ردح‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬كان‭ ‬طلبها‭ ‬أو‭ ‬عرضها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المُستهجنة‭ ‬وكان‭ ‬الإقتراب‭ ‬منها‭ ‬محفوفاً‭ ‬بالعار‭  ‬الاجتماعي‭ ‬والخطر‭ ‬القانوني‭ ‬الداهم‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬وقائعها‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬النبل‭ ‬والإفتقار‭ ‬إلى‭ ‬النخوة‭ ‬وإلى‭ ‬الشهامة‭ ‬قبل‭ ‬الإفتقار‭ ‬إلى‭ ‬المال‭ ‬والإفتقار‭ ‬إلى‭ ‬متاع‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا،‭ ‬هذا‭ ‬طبعاً‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصير‭ ‬اليوم‭ ‬أمراً‭ ‬مقضياً‭ ‬وقد‭ ‬خلعت‭ ‬عن‭ ‬وجهها‭ ‬القبيح‭ ‬الحياء‭ ‬وارتدت‭ ‬براقع‭ ‬مُزيفة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬‭ ‬افرح‭ ‬بيا‮»‬‭ ‬و‮«‬‭ ‬العمولة‮»‬‭  ‬و‭ ‬‮«‬‭‬الاكرامية‮»‬‭ . ‬

الرشوة‭ ‬مفسدة‭ ‬عظيمة‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وصلته‭ ‬عابرةً‭ ‬للحدود‭ ‬الشرقية‭ ‬والغربية‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تلقفها‭ ‬ضعافُ‭ ‬الإيمان‭ ‬والفاسدون‭ ‬لتتطور‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬عرض‭ ‬و‭ ‬ثقافة‭ ‬طلب‭ ‬مُلح‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬ابتزاز‭ ‬وفرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬بالقوة‭ ‬وثقافة‭ ‬اتاوة‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬المارة‭ ‬والمسافرين‭ ‬وأصحاب‭ ‬الحقوق‭ ‬العينية‭ ‬والمادية‭ ‬الذين‭ ‬يُحرمون‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يخضعوا‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يستقعطوا‭ ‬من‭ ‬مدخراتهم‭ ‬وأموالهم‭ ‬الخاصة‭ ‬واعتماداتهم‭ ‬نصيباً‭ ‬وفيراً‭ ‬لثلة‭ ‬من‭ ‬الفاسدين،‭ ‬وبين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬تضيع‭ ‬الحقوق‭ ‬وتفوت‭ ‬المكاسب‭ ‬وتمنح‭ ‬العطاءات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصغيرة‭ ‬لغير‭ ‬مستحقيها‭ ‬وغير‭ ‬الجديرين‭ ‬بها‭ ‬وتعطل‭ ‬المصالح‭ ‬وتُقطع‭ ‬حتى‭ ‬الطرق‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬المسافرين‭ ‬المنكوبين‭ ‬قبل‭ ‬منحها‭ ‬للمفسدين‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ .‬

<< تحقيق‭ : ‬عبدالله‭ ‬الوافي‭

عدم‭ ‬اقتراب‭ ‬المسلم‭ ‬من‭ ‬الرشوة‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬به‭ ‬خصاصة

الدكتور‭ ‬أنور‭ ‬وادي‭ ‬قال‭ ‬بأن‭ ‬الرشوة‭ ‬هي‭ ‬إعطاء‭ ‬مال‭ ‬أو‭ ‬منفعة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬وعد‭ ‬ما‭ ‬لشخص‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬صفة‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬،‭ ‬وغالباً‭ ‬بهدف‭ ‬مباشر‭ ‬هو‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬قراره‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬سلوكه‭ ‬الشرعي‭ ‬المعتدل‭ ‬نحو‭ ‬مصلحة‭ ‬ما‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬تؤدي‭ ‬الرشوة‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬قانوني‭ ‬محدد‭ ‬أو‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬واجب‭ ‬أو‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬معينة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬لشخص‭ ‬الراشي‭ ‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬أطراف‭ ‬الرشوة‭ ‬الرئيسين‭ ‬هما‭ ‬الراشي‭ ‬والمرتشي،‭ ‬مؤكداً‭ ‬بأن‭ ‬تسهيل‭ ‬أي‭ ‬اجراء‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تسهيله‭ ‬،‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬الرشوة‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬يتسبب‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التسهيل‭ ‬في‭ ‬تفويت‭ ‬واضاعة‭ ‬حق‭ ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬للغير‭ ‬أو‭ ‬للمجتمع‭ ‬أو‭ ‬لعامة‭ ‬الناس‭ ‬،‭ ‬مثلما‭  ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬مخالفة‭ ‬أو‭ ‬جريمة‭ ‬ارتكبت‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬فرد‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الجماعة‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬تؤدي‭ ‬الرشوة‭ ‬إلى‭ ‬منح‭ ‬امتيازات‭ ‬معينة‭ ‬ومحددة‭ ‬لغير‭ ‬مستحقيها‭ ‬

‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬عدم‭ ‬الاقتراب‭ ‬منها‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬المسلم‭ ‬به‭ ‬خصاصة‭ .‬

                                         قبيحة‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تتزين‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬براقع

أحمد‭ ‬منصور‭ ‬قال‭ ‬بأن‭ ‬الرشوة‭ ‬من‭ ‬أقبح‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُقدم‭ ‬عليها‭ ‬المسلم‭ ‬أخذاً‭  ‬ومنحاً‭ ‬ووسيطاً‭ ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬الرشوة‭ ‬دخلت‭ ‬بلادنا‭ ‬كجريمة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬العابرة‭ ‬التي‭ ‬ظللنا‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬نسمع‭ ‬بها‭ ‬وهي‭ ‬تجوب‭ ‬أقطاراً‭ ‬مجاورة‭ ‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬بأن‭ ‬الليبيين‭ ‬ظلوا‭ ‬أمداً‭ ‬من‭ ‬الدهر‭ ‬يستهجنونها‭ ‬ويستغربون‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬خاصةً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الموظفين‭ ‬العامين‭ ‬ورجال‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬والدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬خاصةً‭ ‬في‭ ‬المنافذ‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‭ ‬والجوية‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭ ‬الرئيسة‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬استيقاف‭ ‬المارة‭ ‬وتفتيش‭ ‬مستنداتهم‭ ‬الثبوتية‭ ‬ومستندات‭ ‬مركباتهم‭ ‬واستغلال‭ ‬أي‭ ‬خلل‭ ‬أو‭ ‬فقدان‭ ‬لأي‭ ‬مستند‭ ‬أو‭ ‬صلوحية‭ ‬معينة‭ ‬لفرض‭ ‬دفع‭ ‬الرشوة‭ ‬أو‭ ‬تجشم‭ ‬عناء‭ ‬التوقيف‭ ‬والتعطيل‭ ‬والتأخير‭ ‬والمنع‭ ‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬الرشوة‭ ‬تُوصف‭ ‬أحياناً‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬التسميات‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬فهي‭ ‬هنا‭ ‬‮«‬‭ ‬افرح‭ ‬بيا‮»‬‭ ‬وهناك‭ ‬‮«‬اكرامية‮»‬‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬ثالثة‭ ‬‮«‬‭ ‬عمولة‮»‬‭ ‬وهكذا،‭ ‬وهذه‭ ‬التسميات‭ ‬مجرد‭ ‬براقع‭ ‬لتغطية‭ ‬قبحها‭ ‬الشديد‭ ‬ومخاطرها‭ ‬الجمة‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬الناس‭ ‬وعلى‭ ‬مصالح‭ ‬الأمة،‭ ‬فالرشوة‭ ‬فساد‭ ‬كبير‭ ‬وينبغي‭ ‬مواجهته‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬نملك‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬قانونية‭ ‬وثقافية‭ ‬ودينية‭ ‬وعقابية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشارها‭ ‬و‭ ‬تفشيها‭ ‬،‭ ‬ويختتم‭ ‬أحمد‭ ‬الحديث‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬الاستهجان‭ ‬وذلك‭ ‬الاستغراب‭ ‬لم‭ ‬يدم‭ ‬طويلا‭ ‬إذ‭ ‬انخرطت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬الغير‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬وسافر‭ ‬وبأساليب‭ ‬ضغط‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدفعنا‭ ‬للاهتمام‭ ‬بمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الآفة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬الكبيرة‭ .‬

                                توظيف‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬النزاهة

أتاوت تحت التهديد :

من المسؤول عن تحويل طرق ليبيا إلى نقاط جمركية غير شرعية؟

الأستاذ‭ ‬باسم‭ ‬المودي‭ ‬وهو‭ ‬إعلامي‭ ‬كبير‭ ‬قال‭ ‬بأن‭ ‬انتشار‭ ‬الآفة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الرشوة‭ ‬يرتبط‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬بغياب‭ ‬الشفافية‭ ‬وضعف‭ ‬تداول‭ ‬المعلومات‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬،‭ ‬فالإعلام‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬باسم‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الرشوة‭ ‬اإذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬إعلاماً‭ ‬قوياً‭ ‬ومهنياً‭ ‬وحراً‭ ‬،‭ ‬لأنه‭ ‬يصبح‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الرشوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كشف‭ ‬الاخلالات‭ ‬،‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬النزاهة‭ ‬،‭ ‬وتشجيع‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الرشوة‭ ‬يتطلب‭ ‬دعم‭ ‬الإعلام‭ ‬أثناء‭ ‬تأدية‭ ‬دوره‭ ‬التوعوي‭ ‬والرقابي‭ ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬ونشرها‭ ‬بمهنية‭ ‬،‭ ‬فالمجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬إعلاماً‭ ‬مسؤولاً‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬باسم‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬قدرةً‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬وتعزيز‭ ‬السلوك‭ ‬السليم‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ .‬

                                         الرشوة‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬وفي‭ ‬القانون

الأستاذ‭ ‬عبدالرزاق‭ ‬الشنيتي‭ ‬قال‭ ‬بأن‭ ‬الرشوة‭ ‬محرمة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تقديمها‭ ‬أو‭ ‬أخذها،‭ ‬وذلك‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الآية‭

  ‬السجن‭ ‬والغرامة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف:

    هكذا‭ ‬يواجه‭ ‬القانون

 ‭ ‬جريمة‭ ‬إفساد‭ ‬الحقوق

الكريمة‭ ((‬ولا‭ ‬تأكلوا‭ ‬أموالكم‭ ‬بينكم‭ ‬بالباطل‭ ‬وتدلوا‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الحكام‭ ‬،‭ ‬لتأكلوا‭ ‬فريقاً‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬الناس‭ ‬بالإثم‭ ‬وأنتم‭ ‬تعلمون‭ )) ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬الرشوة‭ ‬تُعتبر‭ ‬إفساداً‭ ‬للمال‭ ‬والوظيفة‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬المجتمع‭ ‬كله‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الفرد‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬الأفراد‭ ‬،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعقوبة‭ ‬اطراف‭ ‬الرشوة‭ ‬فتتمثل‭ ‬في‭ ‬اللعن‭ ‬والطرد‭ ‬من‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭ (( ‬لعن‭ ‬الله‭ ‬الراشي‭ ‬والمرتشي‭ )) ‬،‭ ‬والرشوة‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لأنها‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬افساد‭ ‬النظام‭ ‬المجتمعي‭ ‬وأخلاقياته‭ ‬برمتها‭ ‬،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحكم‭ ‬الرشوة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬فإنها‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭  ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬بالسجن‭ ‬وغرامة‭ ‬مالية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬قيمة‭ ‬المبلغ‭ ‬موضوع‭ ‬الرشوة‭ ‬،‭ ‬والعقوبة‭ ‬تشمل‭ ‬أيضاً‭ ‬المرتشي‭ ‬والوسيط‭ ‬الذى‭ ‬يتوسط‭ ‬بين‭ ‬طرفي‭ ‬الفعل‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬الرشوة‭ ‬بين‭ ‬الراشي‭ ‬والمرتشي،‭ ‬وفى‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬الرشوة‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬تحمل‭ ‬عقوبة‭ ‬أشد‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬الجريمة‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬،‭  ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عقوبة‭ ‬أشد‭ ‬لكل‭ ‬المتورطين‭ .‬

جريمة‭ ‬إبادة‭ ‬وجرائم‭ ‬تدمير

ايمان‭ ‬المقوز‭ ‬قالت‭ ‬بأن‭ ‬الرشوة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬البشعة‭ ‬التي‭ ‬لاحدود‭ ‬معينة‭ ‬لمضارها‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الرشوة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمبلغ‭ ‬البسيط‭ ‬الذي‭ ‬يدفعه‭ ‬المخالف‭ ‬في‭ ‬جنحة‭ ‬سير‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭ ‬العامة‭ ‬فإنها‭ ‬قد‭ ‬تكبر‭ ‬وتتحول‭ ‬إلى‭ ‬جريمة‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭  ‬،‭ ‬فالذي‭ ‬يجلب‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬سلعة‭ ‬غذائية‭ ‬فاسدة‭ ‬أو‭ ‬أدوية‭ ‬فاسدة‭ ‬ومنتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬ويقوم‭ ‬بدفع‭ ‬رشوة‭ ‬كبيرة‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬إدخالها‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬دون‭ ‬المرور‭ ‬على‭ ‬الرقابة‭ ‬الصحية‭ ‬أو‭ ‬الرقابة‭ ‬الغذائية‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬يرتكب‭ ‬جريمة‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬إلى‭ ‬ازهاق‭ ‬أرواح‭ ‬الناس‭ ‬أو‭ ‬إصابتهم‭ ‬بأمراض‭ ‬خطيرة‭ ‬مثل‭ ‬الأورام‭ ‬والسرطان‭ ‬أو‭ ‬يعرضهم‭ ‬للموت‭ ‬بسبب‭ ‬الأدوية‭ ‬الفاسدة‭ ‬والمنتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬،‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ ‬بإقامة‭ ‬مشاريع‭ ‬سكنية‭ ‬أو‭ ‬مشاريع‭ ‬مواصلات‭ ‬عامة‭ ‬غير‭ ‬مطابقة‭ ‬للمواصفات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجودة‭ ‬ويقوم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬دفع‭ ‬الرشوة‭ ‬بتمرير‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع‭ ‬فإنه‭ ‬يساهم‭ ‬بهذا‭ ‬في‭ ‬نهب‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الإضرار‭ ‬بمستعملي‭ ‬الطريق‭ ‬العام‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬الإضرار‭ ‬والايذاء‭ ‬الخطير‭ ‬للمتساكنين‭ ‬كذلك‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬استيراده‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬وأدوات‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يراعى‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمعايير،‭ ‬الأستاذة‭ ‬ايمان‭ ‬قالت‭ ‬بأن‭ ‬الرشوة‭ ‬جريمة‭ ‬كبيرة‭ ‬قد‭ ‬تترتب‭ ‬عليها‭ ‬جرائم‭ ‬أخرى‭ ‬أشد‭ ‬منها‭ ‬ضرراً‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬وعلى‭ ‬الأمة‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬وينبغي‭ ‬التفطن‭ ‬لها‭ .‬

سبل‭ ‬مواجهة‭ ‬الرشوة

مفتاح‭ ‬القمودي‭ ‬ركز‭ ‬في‭ ‬كلامه‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬محاربة‭ ‬الرشوة‭ ‬بتوعية‭ ‬الناس‭ ‬بمخاطرها‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬وعلى‭ ‬الأفراد‭ ‬وعلى‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع‭ ‬المسلم‭ ‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬التوعية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتصدى‭ ‬لها‭ ‬الاعلام‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬وأن‭ ‬يستعين‭ ‬بخبراء‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬العقابي‭ ‬في‭ ‬حملته‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬وخبراء‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ينجم‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬تتعلق‭ ‬باقتصاد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬الاستعانة‭ ‬بعلماء‭ ‬الدين‭ ‬لمناقشة‭ ‬حكم‭ ‬الرشوة‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬،‭ ‬الأستاذ‭ ‬مفتاح‭ ‬قال‭ ‬بأن‭ ‬التصدي‭ ‬للظاهرة‭ ‬الخطيرة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ينبع‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬المساجد‭ ‬التي‭ ‬يرتادها‭ ‬المسلمون‭ ‬عموماً‭ ‬خاصةً‭ ‬خلال‭ ‬خطب‭ ‬الجمعة‭ ‬وتوضيح‭ ‬خطورتها‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬وعلى‭ ‬أخلاقيات‭ ‬وقيم‭ ‬المجتمع‭ ‬المسلم‭ ‬وحكمها‭ ‬في‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتضمنها‭ ‬أنشطة‭ ‬تربوية‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬،‭ ‬وكذا‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الخطيرة‭ ‬وتغرس‭ ‬في‭ ‬صدور‭ ‬النشء‭ ‬النزاهة‭ ‬والصدق‭ ‬ونبذ‭ ‬المحرمات‭ ‬جميعها‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭  .‬

إضراب‭ ‬سائقي‭ ‬الشاحنات‭ ‬بسبب‭ ‬فرضها‭ ‬بالقوة

‭ ‬السيد‭ ‬مفتاح‭ ‬القمودي‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬أن‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المشرع‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬جريمة‭ ‬الرشوة‭ ‬وتحولها‭ ‬من‭ ‬جريمة‭ ‬عادية‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬خطيرة‭ ‬،‭ ‬إذ‭ ‬

متــى‭ ‬وكيــف‭ ‬أصبح‭ “‬العار‭ ‬الاجتماعي‭” ‬أمراً‭ ‬مقضيــاً

‭ ‬بعــد‭ ‬أن‭ ‬كـــان‭ ‬مستهجناً‭..‬؟

صل‭ ‬الأمر‭ ‬المتعلق‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أن‭ ‬سائقي‭ ‬الشاحنات‭ ‬في‭ ‬طول‭ ‬البلاد‭ ‬وعرضها‭ ‬قد‭ ‬أضربوا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬مما‭ ‬هدد‭ ‬مشروع‭ ‬النقل‭ ‬الغذائي‭ ‬والنقل‭ ‬المتاعي‭  ‬والنقل‭ ‬التجاري‭ ‬والنقل‭ ‬العام‭ ‬وأصابه‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬خطير‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬استشراء‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬صار‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬السائقون‭ ‬عموماً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬البلاد‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬المدن‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬تُفرض‭ ‬عليهم‭ ‬بالقوة‭ ‬من‭ ‬موظف‭ ‬عمومي‭ ‬أمني‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بخدمة‭ ‬المارة‭ ‬ومستعملي‭ ‬الطرقات‭ ‬العامة‭ ‬وتأمين‭ ‬مرورهم‭ ‬بسلاسة‭ ‬وسلامة‭ ‬في‭ ‬قرى‭ ‬ومدن‭ ‬وشوارع‭ ‬بلادهم‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بفرض‭ ‬أتاوات‭ ‬مالية‭ ‬عليهم‭ ‬حال‭ ‬الذهاب‭ ‬وحال‭ ‬العودة‭ ‬وحال‭ ‬الحركة‭ ‬،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬اتخذت‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الظاهرة‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬الدقة‭ ‬مدى‭ ‬نجاح‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬المخالفين‭ ‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬بأن‭ ‬علاج‭ ‬الظاهرة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬علاجا‭ ‬قانونياً‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حض‭ ‬المشرع‭ ‬الليبي‭ ‬على‭ ‬سن‭ ‬قوانين‭ ‬عقابية‭ ‬رادعة‭ ‬للتصدي‭ ‬للظاهرة‭ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬مواداً‭ ‬مشددة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬التعويض‭ ‬والحبس‭ ‬والسجن‭ ‬والطرد‭ ‬من‭ ‬الوظيفة‭ ‬العامة‭ ‬حال‭ ‬ثبوت‭ ‬التهم‭ ‬على‭ ‬المتهمين‭ ‬بارتكابها‭ .‬

أهمية‭ ‬انعاش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني

‬ورفع‭ ‬المداخيل‭ ‬للقضاء‭ ‬عليها

محمد‭ ‬منصور‭ ‬الحراري‭ ‬قال‭ ‬بأنه‭ ‬يحترم‭ ‬كل‭ ‬السبل‭ ‬المتاحة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الظاهرة‭ ‬القبلية‭ ‬والبعدية‭ ‬والقانونية‭ ‬والتثقيفية‭ ‬والتوعوية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والعقوبات‭ ‬الردعية‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يعتقد‭ ‬

أيضا‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬سبل‭ ‬قبلية‭ ‬ينبغي‭ ‬الإقبال‭ ‬عليها‭ ‬لمنع‭ ‬حدوث‭ ‬وانتشار‭ ‬ووقوع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬وذلك‭ ‬بإنعاش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬ورفع‭ ‬نسبة‭ ‬الدخل‭ ‬المجتمعي‭ ‬للمواطنين‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬السبيل‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬لمنع‭ ‬ظهورها‭ ‬،‭ ‬فالموظف‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يتحصل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكفيه‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬المجتمع‭ ‬المادية‭ ‬لن‭ ‬يُقبل‭ ‬على‭ ‬طلبها‭ ‬أو‭ ‬فرضها‭ ‬بل‭ ‬سيرفضها‭ ‬وقد‭ ‬يتقدم‭ ‬بالشكوى‭ ‬ضد‭ ‬من‭ ‬عرضها‭ ‬عليه‭ ‬باعتبارها‭ ‬تشكيك‭ ‬في‭ ‬أمانته‭ ‬ونزاهته‭ ‬ونظافة‭ ‬يده‭  ‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬تحسين‭ ‬دخول‭ ‬الأفراد‭ ‬المالية‭ ‬،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الظاهرة‭ ‬الخطيرة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬النزول‭ ‬بنسبتها‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬محلياً‭  ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدخول‭ ‬الهيئات‭ ‬القضائية‭ ‬وأعضاء‭ ‬النيابات‭ ‬العامة‭ ‬والعاملين‭ ‬بسلك‭ ‬القضاء‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬بترفعهم‭ ‬عن‭ ‬التعاطي‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أحكامهم‭ ‬القضائية‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يستطيل‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬الأخلاق‭ ‬وتدهور‭ ‬القيم‭ ‬وانتشار‭ ‬مفاسد‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬الرشوة‮»‬‭.‬

Share this content: